القاهرة 17 ديسمبر 2024 الساعة 10:59 ص
بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء عندما نمر بأحداث جسام، أتوقف وتنتابني الحيرة، ماذا أكتب؟!
ما يحدث حولنا هذه الأيام يستوجب التذكير بقيمة الوطن وضرورة الحفاظ عليه.
يبدو أننا أمام تهديد مباشر، يستخدم في تنفيذه مخططات غير معروفة قد تبدو مألوفة لكنها بالنسبة لنا مجهولة نوعا ما.
بالعودة للوراء بضعة أشهر نجد أن كل دولة سقطت بيد المحتل سقطت بطريقة مختلفة تمامًا عن سابقتها، مما ينبئ أنهم عملوا على مشروعهم الاستيطاني التوسعي منذ فترة طويلة، كل ما فعلوه أنهم انتظروا اللحظة المناسبة وقاموا بتفتيت أواصر كل دولة تم إسقاطها في براثن الفوضى والخوف.
بكل الأحوال سواء اتفقنا أو اختلفنا حول ما يحدث منذ 2011 حتى وقتنا هذا بشأن اختلاف المسميات؛ ربيع أم خريف، إلا أننا أمام واقع ملموس شهدنا تفاصيله الدامية على كافة الأصعدة، نرجو ألا يطالنا بأي شكل كان، يقول معلمنا إن في الأساطير اليونانية القديمة، يد الآلهة تحمي المكان إذا وجد به أحد الصالحين ومصر بلد كبير مليء بالطيبين والمخلصين الذين يدعون لها ويتمنون لها السلامة والأمان والاستقرار.
بكل الأحوال لابدَّ أن نعي أننا أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها، حقيقة مؤلمة رغم تحقق تنفيذها أمام أعيينا، وهي أن الخريطة تتغير، والمنطقة يعاد تقسيم حدودها من جديد أمام نظر المجتمع الدولي بل قد يكون بمباركته.
لا أخفي عليكم تساءلت عما أكتب، لم أجد غير التذكير بحب الوطن وقيمته في حياتنا لعلهم ينتبهون.
يقولون إن ما يعيق تنفيذ أو يؤجل مخططاتهم فيما يخصنا هو كثرة عددنا الذي تجاوز مئة مليون..
أقول إن عددنا قد يكون نقمه علينا داخليا، لكنه أمام الآخرين فزاعة لابدَّ من الانتباه إليها لا لأنهم لن يتمكنوا من توفير إيواء وطعام لمثل هكذا أعداد في حالة تحقق هدفهم التدميري ومخططهم التقسيمي لا سمح الله،بل أرى أن عددنا سيصبح نقمة عليهم بشكل آخر، داخل كل مصري فدائي كامن يستدعى وقت الحاجة، جهلهم بحقيقة بناء الشعب المصري ونسيجه الداخلي تضعهم في حيرة لكن هذا لا يعني الاستكانة بل يستوجب اليقظة والمزيد من الانتباه لأن بلدنا تستحق ذلك، كونها مطمعا عبر العصور.
يجب ألا يوقظوا الفدائي الكامن داخل كل مصري ومصرية والتاريخ يشهد على ذلك، مهما حاولوا تشويه صورة مصرنا ومهما حاولوا من تحريضنا عليها وزرع الفتن إلا أنهم سيفشلون بعون الله في مبتغاهم.
قد أوافقك في انتقاد الأوضاع بل قد أنقم عليها، لكني مثل الأم تماما أكره من يدعو على ولدي.
يتحول المصري بين ليلة وضحاها إلى شخص مبهر، من شخص متعصبلرأيه، حاد الطباع، يعبر عن داخله بلسان لاذع، إلى شخص فدائي يقدم كل ما يملك من أجل الحفاظ على تراب وحدود بلاده، وهذا سر بقاء وتماسك هذا البلد العظيم.
لذا وجب التذكير بضرورة الانتباه لما يحاك لنا ولابدَّ من التذكير بأهمية الوطن.
حبالوطن ليس مجرد شعور عابر أو كلمات تتردد على الألسنة، بل هو انتماء عميق يجري في عروق الإنسان ويشمل الإحساس بالمسؤولية تجاه الأرض والمجتمع، لأنه الملاذ الذي يوفر لنا الأمان، والبيئة التي تتحقق فيها أحلامنا، والتاريخ الذي نحمله في ذاكرتنا ونفخر به.
فهو لا يقتصر على عاطفة مجردة، بل يمتد إلى الأفعال التي تعبر عن هذا الحب، يجب احترام قوانينه، والحفاظ على وحدته وتماسكه.
الوطن هو الجذور التي تمنح الإنسان الشعور بالانتماء والاستقرار..
سكان كوكبنا التاني يبدو أننا سنهجر كوكبنا مؤقتا لتأزم الموقف، قد نلجأ إليه في المناسبات بزيارات خاطفة.
أمامنا هدف أسمى من أنفسنا وما نأمل في الوقت الحالي، أمامنا وطن يجب أن نحميه وأن نتصدى جميعًا لأي خطر يهدده وأي مخطط لإسقاطه.
حفظ الله مصر للمصريين، وأدام علينا نعمة حب الوطن والانتماء إليه وإلى علمه المرفوع الهامة للأبد.
|