القاهرة 10 ديسمبر 2024 الساعة 10:28 ص
بقلم: أمل زيادة
مر أسبوع آخر من شهر الحصاد شهر ديسمبر، بداية أسبوع جديد تعني قرب وداع عام حافل بالأحداث التي لم تكن تخطر على بالنا يوما، لعل مرور هذه الأسابيع يشجعنا على إعادة ترتيب أوراقنا والوقوف.. لحظة للتأمل والاستعداد الجيد لبدايات جديدة.
مع قرب نهاية العام، نسدل الستار على فصل آخر من حياتنا، محمل بالذكريات، والتجارب، والأحداث التي شكلت مسيرتنا، وداع العام ليس مجرد رقم في التقويم، بل هو فرصة للتأمل في ما مضى والتفكر في ما سيأتي.
كل عام يترك بصمته الخاصة في حياتنا، سواء أكانت لحظات فرح وسعادة أو تحديات صعبة شكلت شخصياتنا،أجده فرصة جيدة للنظر إلى الوراء والتساؤل: ماذا تعلمنا؟ وكيف تغيرنا؟ ربما تكون هناك إنجازات نفتخر بها أو إخفاقات علمتنا قيمة الصبر والمثابرة.
وداع العام يدعونا للتوقف قليلاً والتفكير في النعم التي حظينا بها، سواء أكانت علاقات محبة، فرص مهنية، أو حتى الصحة التي مكنتنا من تجاوز المصاعب، الامتنان يمنحنا القوة للنظر إلى المستقبل بعين مليئة بالأمل والتفاؤل.
في المقال السابق طرحت دعوى لمشاركة القراء إنجازاتهم خلال هذا العام، جاءتني رسائل عدة لعل أبرزها ما جاءت في سياق مازح أفخر بنفسي كوني انتصرت على الحزام الناري.
توقفت أمام الرسالة وتأملتها مليا حقا إنجاز يستوجب الفخر والاحتفال.
فلا قيمة لنا سوى بالصحة.
لا مال ولا جاه ولا مناصب حقا التمتع بالصحة الجيدة هو أكبر النعم.
وهذا لا يتحقق سوى بالتمسك بالتطهير من الداخل، يجب أن نتخلى عن الأعباء التي تثقل كاهلنا، التمتع بالغفران، سواء لأنفسنا أو للآخرين، هو مفتاح الدخول إلى العام الجديد بطاقة إيجابية، فلا فائدة من حمل أخطاء الماضي إلى المستقبل.
مع نهاية العام، تبدأ صفحة جديدة تنتظر أن نكتب عليها أحلامنا وطموحاتنا، نضع أهدافاً واقعية وخططاً عملية تساعد على تحقيقها، ولكن لا تنسَ أن تترك مساحة للمرونة والاستمتاع باللحظة.
لابُدَّ أن تعي عزيزي القارئ أن وداع العام ليس مجرد نهاية، بل هو بداية لباب جديد يُفتح أمامنا، لنأخذ من الماضي دروسه، لنستعد للمستقبل بتفاؤل وشجاعة، لنجعل من كل يوم في العام القادم فرصة جديدة لتحقيق ذاتنا والسعي نحو حياة أفضل.
كل عام وأنتم بخير، وليكن العام القادم مليئاً بالأمل والنجاح.
سكان كوكبنا الأعزاء كونوا بالقرب وشاركونا إنجازاتكم حتى ولو كانت صغيرة من وجهة نظركم، تذكروا جيدا أن الانتصارات الصغيرة تؤدي لإنجازات كبيرة.
أخبرني أحد متابعي مقالاتنا أنه يعتبر تجاوزه لأزمة عاطفية إنجازا كبيرًا وأنا أيضا أرى ذلك، ما أجمل الوقوف بعد السقوط.
أعتبر كل محنة تمر بنا فرصة سانحة للسقوط في هوة اليأس ودائرة الاكتئاب والاستسلام لذا المقاومة في هذه الحالة تعد انتصارا يستحق الاحتفاء، أخبرني صديق المجلة أن أكبر إنجاز حققه هذا العام هو بدء سلسلة قراءات منوعة وأن هاتفه متخم بالكتب المتنوعة والترجمات أخبرني أنه لم يعدالشخص نفسه، فالقراءة فتحت آفاقا جديدة أمامه، أخذته لعوالم لم يكن يعلم عنها شيئا، كما أنها أضافت الكثير لرصيده المعلوماتي.
تختلف الإنجازات الذاتية والشخصية من شخص لآخر لكنها تظل إنجازات تستوجب الاحتفال والفخر.
|