القاهرة 05 ديسمبر 2024 الساعة 05:01 م
كتبت: هبة البدري
نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أسامة طلعت ندوة بعنوان "ثقافة العنف ضد المرأة"، أدار اللقاء الدكتور أحمد مجدى حجازى أستاذ علم الاجتماع السياسى والثقافى وعميد كلية الآداب بجامعة القاهرة سابقا، وشارك في الندوة كل من الدكتورة نسرين البغدادى أستاذة علم الاجتماع وعضوة المجلس القومى للمرأة وعضوة اللجنة، والدكتورة أريج البدراوى زهران رئيسة وحدة الدراسات الاجتماعية والأنثربولوجيا فى المعهد العالمى للتجديد العربى، والدكتورة أمل عبد الفتاح شمس أستاذة علم اجتماع التنمية بكلية التربية جامعة عين شمس وعضوة اللجنة، والدكتورة جيهان حسن مديرة الإدارة العامة لثقافة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتورة سهير عبد السلام أستاذة الفلسفة السياسية ووكيلة لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ وعضوة اللجنة.
تحدثت الدكتورة سهير عبد السلام موضحة أن المرأة هي نصف المجتمع، ورغم التنوع الثقافى الذي يفرض اختلافات فى العادات والتقاليد، إلا أن احترام المرأة حق أساسى لا يمكن التفريط فيه، ولا يقتصر العنف على النساء البالغات، بل يشمل الأطفال منهن أيضا، ويتمثل ذلك فى عمالة الأطفال والزواج المبكر، وأكدت على مساهمة وسائل التواصل الاجتماعى فى انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف ضد المرأة، مما يستدعى تضافر الجهود لمواجهة هذا الخطر.
وأشارت الدكتورة أمل عبد الفتاح إلى خطورة العنف ضد المرأة المتأصل في الموروثات الثقافية؛ حيث تؤثر الموروثات الثقافية بشكل كبير على نظرة المجتمع للمرأة ودورها، مما يؤدى فى كثير من الأحيان إلى تبرير العنف ضدها. فبعض التقاليد والعادات المتوارثة ترسخ مفاهيم تفوق الذكر وتابعية المرأة، مما يمنح الرجال الحق فى التحكم فى حياة النساء واتخاذ القرارات نيابة عنهن. هذه المفاهيم الخاطئة تنتقل عبر الأجيال وتؤثر على سلوك الأفراد، مما يجعل من الصعب تغيير هذه الأنماط السلوكية المتأصلة فى المجتمع.
ختاما أشارت الدكتورة جيهان حسن إلى أن ثقافة العنف ضد المرأة، المتأصلة فى الموروثات الشعبية المصرية، لا تزال تمثل عائقا كبيرًا أمام تحقيق المساواة بين الجنسين؛ فالأمثال الشعبية والحكايات المتوارثة، والتى تحمل في طياتها صورا نمطية سلبية للمرأة، تساهم فى ترسيخ هذه الثقافة؛ فبعض الأمثال تصور المرأة على أنها كائن ضعيف، أو مقتصرة على دور محدد في المجتمع، بينما تروج أخرى لأفكار متحيزة حول جمالها وقيمتها. هذا التوجه السلبي يعزز من سيطرة النظرة التقليدية للمرأة، ويبرر الكثير من الممارسات العنيفة ضدها. ورغم وجود بعض الحكايات التي تقدم صورا إيجابية للمرأة، إلا أن التأثير السلبي للأمثال والحكايات النمطية يبقى هو الغالب. لمواجهة هذا التحدي، يجب العمل على نشر الوعي بأثر هذه الموروثات، وتعزيز التعليم الذي يحترم المساواة بين الجنسين، ودعم مبادرات تمكين المرأة فى مختلف اتجاهات الحياة.
|