القاهرة 03 ديسمبر 2024 الساعة 01:30 م
كتبت : هبة أحمد معوض
ما هو الجمال؟ أو هل يمكن أن يُحدد بتعريف معين؟
إن مصطلح الجمال رغم بساطة مفرداته إلا إن تعريفه أكثر تشابكًا وتعقيدًا، ليس في فهمه وتكوينه، ولكن في الوصول إلى تعريف محدد له، والسبب بسيط جدًا، إذ إنه لا يقتصر على مجال واحد يمكن إدراكه فيه، كما أنه يختلف باختلاف نظرة صاحبه، وأيضًا يتغير مفهومه بتغير الموقف أو الإطار الذي حدث خلاله.
فالجمال كما يراه صاحب نوبل "نجيب محفوظ" يكمن في أنه التكوين الذي يجعل الدنيا والحياة موضعا للإعجاب والحب.
أما الشيخ الشعراوي فوضعه في إطار مختلف وعرَّفه بأنه هو ما أن ينسجم الشيء مع غايته، وإن كنت تحب الجمال حقًا فاجعله جمالًا مستمرًا لا يولد قبحًا.
من ناحية أخرى يراه آخرون بأنه الاتساق والانسجام.. وغيرها من التعريفات.
من هذا المنطلق حاول سيد صديق عبد الفتاح أن يوضح معنى الجمال وتعريفه، ويبحث في ماهيته، من خلال كتابه "الجمال كما يراه الفلاسفة والأدباء"، والذي فيه تناول ذلك المصطلح في شتى المجالات التي يمكن أن يُعرَّف من خلالها، كالفن، الأدب، الفلسفة، الدين، عيون المرأة، الأجيال المختلفة، الموسيقى، الألوان، وكل ما يمكن أن ترى الروح خلاله شيئًا محببًا للنفس، وذلك من خلال 39 شخصية تركت بصمة في مجالها، من كتاب وفلاسفة ورجال دين ومفكرين، حيث استهل كل فصل بتعريف لفظ ومصطلح الجمال لدى كل من سبق ذكرهم من خلال أبرز أعمالهم، ليسرد عناصر من السيرة الذاتية لصاحب التعريف في سطور قلائل، مصحوبة بسبب تعريفه للجمال من خلال إحدى رواياته أو أحد كتبه.
من الممكن أن يرى البعض بناءً على الحديث السابق أن الكتاب غير مُهم بالقدر الكافي أو لن يقدم جديدا، بينما الواقع عكس ذلك تمامًا، فرغم كون غالبية الرؤى تتفق بأن الجمال هو الراحة للشيء، إلا إن كينونة التعريفات المختلفة لكل واحد منهم تختلف عن الأخرى في ماهيتها، مما قد يجعلنا نعيد النظر في فكر صاحبها نفسه.
إن ما قد يؤخذ على الكتاب أن تعريفات الجمال التي تم جمعها ودراستها قد تختلف لدى قائلها باختلاف موقف آخر قيلت فيه، أو باختلاف الشخصية إذا كانت روائية كما جاء على لسان بعض الأدباء في رواياتهم، لكن الاجتهاد في البحث وتحري الدقة جعلا الكتاب أيضًا أكثر بساطة وعذوبة وسلاسة في الفهم والإدراك، كما أن قراءته مهمة لفهم فلسفات وأدبيات عديدة قيلت عن الجمال، بالإضافة إلى فهم فكر قائليها.
|