القاهرة 03 ديسمبر 2024 الساعة 11:12 ص
بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء يبدو أننا أشرفنا على توديع عام آخر من عمرنا، ها نحن نستقبل شهر ديسمبر، الذي أعتبره الشهر الوحيد للحصاد.
حصاد عام مضى بكل ما به من أخطاء ومحاولات للتمسك بالأهداف، والاستمرار في السعي والنجاح، والسقوط، ثم الوقوف مجددا.
هكذا هي الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بصفة خاصة كان عامًا حافلا بالأحداث التي لم تكن بالضرورة جميعها سعيدة، رغم ذلك كان عامًا موفقًا، ظلل عليه شبح الحرب والفقد والحزن.
رغم ذلك تمكنت من الظفر بلحظات عديدة من المتعة والنجاح، أنجزت العديد من الأهداف، لعل أقيمها على الإطلاق هي التزامي بالقراءة، حيث أتممت قراءة عدد لا بأس به من الكتب المتنوعة، اكتشفت معها عوالم جديدة كنت أجهلها، كما بدأت بالدراسة في الجامعة حيث التحقت بدبلومة في النقد والدراما..
ندمت أشد الندم أني لم أتقدم إليها من قبل، ندمت على الوقت المهدر مع تفاهات وأوهام.
أوقات خصمت من رصيد وجودي على ظهر هذا الكوكب، أضاعت علي متعة أكبر، متعة الحصول على أكبر قدر من العلم والمعرفة.
اعتدت ألا أندم على ما فات، لكني أكتب تجربتي عسى أن يتدارك غيري الخطأ الذي وقعت به، ويستفيد من الوقت ويسخره فيما يفيد.
سكان كوكبنا الأعزاء يبدو أن التحدي والحب وما على شاكلتهم قد راق للقراء، لذا أواصل الكتابة عن المقالات المحفزة، بدأتها بالحب والتحدي، وها أنا أكملها بالتمسك بالأهداف.
ما أجمل أن تخلق هدفًا يعينك على الاستمرار في الحياة.
التمسك بالأهداف هو الطريق الذي يسلكه الأشخاص الناجحون، إذ يُعد الالتزام بتحقيق الأهداف أساسًا لتحقيق الطموحات مهما كانت التحديات والصعوبات.
لأن تحديد الأهداف والعمل الجاد لتحقيقها يتطلب جهدًا وإصرارًا وصبرًا، ويشكل فارقًا كبيرًا في حياتنا، لأننا نصبح قادرين على تحويل الأحلام لواقع.
الأهداف تضيف على الحياة رونًقا ومعنى، فهي ليست مجرد رغبات عابرة، بل هي غايات تحتاج إلى تخطيط وتركيز مستمرين، عندما يحدد الشخص أهدافه، يصبح لديه رؤية واضحة لما يريد تحقيقه، مما يسهّل عليه تجاوز العقبات والتحديات التي قد تواجهه.
كما يساعدنا على استثمار الوقت والجهد بطريقة أفضل، فإن التمسك بالأهداف يدفعنا نحو التقدم والنجاح.
التمسك بالأهداف هو ما يميز الناجحين عن غيرهم، فالكثير من الأشخاص يحددون أهدافًا، لكن القليل منهم يلتزم بها حتى النهاية.
التمسك بالأهداف يمنحنا القوة والصبر عند مواجهة التحديات، ويجعلنا قادرين على مواصلة الرحلة حتى في أصعب الأوقات، لأنه يعني الالتزام بالبقاء على الطريق، حتى إذا كانت النتائج غير فورية، وحتى إذا كانت الخطوات صغيرة، فإن الثبات في السعي يضمن في النهاية الوصول إلى الأهداف.
التمسك بالأهداف يساهم في تطوير مهارات جديدة، ويزيد من ثقتنا بأنفسنا وقدراتنا، عندما نلتزم بأهدافنا ونعمل على تحقيقها، نتعلم الصبر والانضباط، ونصبح أكثر قدرة على تحمل الضغوط ومواجهة الصعوبات.
تحقيق الأهداف يتطلب خطة واضحة وخطوات مدروسة،
من المهم أن تكون الأهداف محددة وواضحة، فكلما كانت الأهداف دقيقة وقابلة للقياس، كان من السهل متابعتها وتحقيقها.
كما أن وضع خطة مدروسة تحتوي على خطوات عملية وقابلة للتنفيذ. يساعد على تنظيم الجهد والوقت وتجنب التشتت.
كما يمكن تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أخرى صغيرة مما يضمن تحقيقها بشكل تدريجي، فهذا يجعل الرحلة أسهل.
القيام بالتقييم يساعد على إجراء التعديلات اللازمة في مواجهة العوائق.
والبحث عن طرق لتحفيز نفسك باستمرار، سواء من خلال مكافأة نفسك عند تحقيق أهداف صغيرة، أو من خلال الاحتفاظ بأسباب قوية وراء التزامك بالهدف.
لا بد أن نحافظ على العقلية الإيجابية وتجنب التفكير السلبي، الإيجابية تساعد على مواجهة الصعوبات بروح عالية.
التعامل مع فكرة وجود التمسك بالأهداف ليس فقط كوسيلة لتحقيق الطموحات، بل كأسلوب حياة يساعدنا على تطوير أنفسنا واكتساب مهارات جديدة، كما أن الثبات على الأهداف يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات وتحمل الضغوط، وهذا ينعكس على صحتنا النفسية والجسدية، ويزيد من رضاء الإنسان عن حياته.
عندما يتمسك الإنسان بأهدافه ويحققها، يشعر بالفخر والرضا، ويصبح نموذجًا يُحتذى به لمن حوله.
التمسك بالأهداف هو ما يجعل الحياة مليئة بالمعنى والإنجاز، وهو ما يميز الإنسان الطموح عن غيره، فالأهداف تمنحنا الدافع لمواصلة التقدم، والتمسك بها يمنحنا القوة لتحقيق النجاح.
سكان كوكبنا الأعزاء..
إذا كنتم تريدون الوصول إلى ما تطمحون إليه، لا تتخلوا عن أهدافكم، بل اجعلوها دافعًا للمواصلة، لتصبحوا نسخًا أفضل، تذكروا أن النجاح لا يتحقق بين يوم وليلة، لكنه يأتي لأولئك الذين يؤمنون بأهدافهم ويعملون على تحقيقها بإصرار وثبات..
لذا شاركونا قصص نجاحاتكم، قصص الحصاد الذي أحرزتموه خلال هذا العام.. شاركونا قصصكم الملهمة لتكون بارقة أمل للآخرين ممن ظنوا أن لا ضوء في آخر النفق.
|