القاهرة 27 نوفمبر 2024 الساعة 10:58 ص
بقلم: محمد حسن الصيفي
كنت أعاني بعض الوحدة والفراغ وسط زحمة القاهرة، قررت الذهاب إلى سور الأزبكية، مشواري القديم المتجدد، سور الأزبكية صديقي الصدوق، وقفت لدى البائع الذي أعرفه، صديقي أو شِبْه صديقي، اشتريت عدة كتب، من بينهم مجموعتين للكاتب جار النبي الحلو، أعرف بالاسم بالطبع، لكنها القراءة الأولى بعد سمع طويل، وكما يقال الانطباع الأول يدوم..
أكثر ما أدهشني ولفت نظري هي اللغة، لو أنني أستطيع وصفها بكلمة ستكون (النضج)، لغة سلسة وبسيطة جدًا وغير متكلفة، لغة طيبة ومقتصدة، ومتخلصة من كل الزوائد والبهرجة، الحدوتة لدى الأستاذ هي البطل، وهي حدوتة بسيطة وطيبة في الغالب، تدور في الطبيعة ومعها، في الريف، في القرية، على الترعة أو أمام البحر، تشعر معه أن الكتابة لعبة جميلة وبسيطة، لعبة لا يبذل فيها الكاتب أي مجهود (والعكس هو الصحيح) لكنه يشعرك بالبساطة لإنه يكتب بحب وبساطة ودون أي تورط في تفاصيل لا تفيد القصة، وهي سمة الكثير من كُتّاب الجيل القديم، الذين اهتموا بالمضمون وليس الشكل، اهتموا بالكتابة بلغة عربية فصيحة وسليمة ومنضبطة، ولكن دون الزج بالقاريء في متاهات ودون تكلف أو فرد عضلات.
كانت المعادلة بسيطة، الكاتب يكتب ليبسط القارئ ويفيده، والقارئ يشتري الكتب ويقرأ الروايات والقصص ليستمتع، معادلة جميلة وبسيطة وشفافة، كل ما أتمناه أن تعود تلك المعادلة مرة أخرى، لأن وقتها ستتغير الكثير من الأمور وينعدل الحال بشكل كبير.
|