القاهرة 26 نوفمبر 2024 الساعة 10:03 ص
بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء، استمرارا في تبني فكرة بث الجمال وزرع الخير وسط القبح وظلام أيامنا وما يحيط بنا من أحداث تؤرقنا جميعا، أواصل الكتابة عن أشياء قد تعيننا على تجاوز هذه الفترة العصيبة من حياتنا، خاصة هذا العام الدامي.
لم أجد غير التحدي للحديث عنه، خاصة وأننا نودع عاما، نأمل أن يكون حافلاً بالتحديات التي تم تجاوزها بنجاح.
لأن التحدي هو القوة الخفية التي تدفع الإنسان للخروج من منطقة الراحة، وتجبره على مواجهة صعوبات الحياة، التحديات ليست مجرد عقبات تقف في طريقنا، بل هي فرص تمنحنا القدرة على النمو والتعلم وتطوير أنفسنا، حين نواجه تحديًا، نختبر قدراتنا، ونكتشف إمكانيات جديدة في داخلنا قد نكون غير مدركين لها.
لذا من الصعب أن نتقدم في الحياة دون أن نواجه صعوبات.
مما لاشك فيه، أن كل إنجاز حقيقي يسبقه مجموعة من التحديات والصعوبات التي قد تكون مؤلمة أحيانًا.. بقدر ما تكون مدى الصعوبة، بقدر ما تكون الفرحة بالإنجاز كبيرة، لذا لابد من التحلي بالصبر والتمتع بشجاعة المواجهة، لأنها أولى خطوات التجاوز والعبور للأمام، عندما نتحلى بالشجاعة لمواجهة المجهول، نتقن التفكير بطرق مختلفة، ونطور استراتيجيات جديدة تساعدنا في التغلب على الصعاب، هنا تكمن أهمية التحديات كونها عنصرًا ضروريًا للنمو؛ فبدونها، قد نبقى في المكان نفسه دون تطور.
تختلف التحديات التي تواجهنا على مدار أيامنا من حيث النوع والشدة
التحديات الشخصية والمهنية والاجتماعية والصحية قد تختلف في الأسباب والدوافع التي تحرك الشخص، لكنها تظل الحافز والسبب الرئيسي لمواصلة مشوارنا على ظهر هذا الكوكب الذي يدهشنا كلما طالت رحلتنا.
عندما نتمكن من التغلب على الخوف، والعمل على تعزيز الثقة بالنفس، وتجاوز العادات السيئة نصبح أشخاصًا أقوى وأكثر ثقة بأنفسنا.
كذلك التعامل مع ضغط العمل، والحرص على اكتساب مهارات جديدة، تحدي يساعدنا على تطوير مهاراتنا بشكل دائم.
كما إن تجاوز التحديات الصحية يتطلب صبرًا وقوة، يجعلنا نقدر الحياة ونعمل على تحسين جودة حياتنا.
أرى أن الحرص على تجديد روتين حياتنا يكون عليه عامل كبير في نضج الشخصية وطرق المواجهة، لا سيما بناء علاقات إيجابية، و حل النزاعات، إن تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. يطور من طرق تفاعلنا مع الآخرين والمجتمع، لأنه قائم على علاقات صحية، قد تبدو التحديات مزعجة في البداية، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من الفوائد،
ازدياد التحدبات يجبرنا على تعلم مهارات جديدة منها إدارة الوقت والتواصل الفعّال.
تعزيز المرونة النفسية بجعلنا أكثر مرونة في التعامل مع الصعوبات، فكل تحدٍ نجتازه يقوينا ويجعلنا أكثر قدرة على التكيف مع الظروف الصعبة.
للتغلب على التحديات الصعبة لابد من:
*فهم التحدي جيدًا وتحديد أسبابه،عندما نعرف التفاصيل، يكون من السهل وضع خطة لمواجهته.
*تقسيم التحديات الكبيرة إلى أهداف صغيرة، يجعل الأمر أكثر سهولة، يساعدنا في تحقيق تقدم تدريجي دون الشعور بالإحباط.
الحرص على التفكير الإيجابي يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة تلك التحديات، ويقلل من التوتر والقلق.، لذا تذكر أن كل تحدٍ هو فرصة للتعلم والنمو.
كما أن طلب المساعدة إذا لزم الأمر لا يقلل من قدر الشخص، لا بأس من طلب الدعم من الآخرين عند الحاجة، التحدث إلى أشخاص مروا بتجارب مشابهة قد يمدنا بالاطمئنان كوننا لسنا بمفردنا من واجهنا مثل هذه العراقيل التي قد تحبطنا وتجعلنا نفكر في الانعزال أو التراجع.
طلب الدعم من الآخرين يفيد، ويخفف من شعورنا بالعزلة.
كما إن التعلم من الأخطاء، يمكننا من الاستفادة من التجربة وتجنبها في المستقبل.
إن التحدي هو جزء لا يتجزأ من الحياة، وهو ما يضفي عليها الإثارة والمعنى،إن تجاوز التحديات يجعلنا ننضج بشكل أسرع، لأنه يمنحنا خبرات ثمينة تبقى معنا طوال العمر، فكل تحدٍ نواجهه هو خطوة نحو بناء شخصيتنا، خطوة تجاه تحقيق أهدافنا وطموحاتنا.
في النهاية، التحدي ليس عدوًا، بل هو صديق يعلمنا الصبر والقوة. وبينما نقوم بمواجهة التحديات، نكتشف أن الرحلة نفسها مليئة بالدروس، وأننا في كل مرة نصبح أقرب إلى الشخص الذي نحلم بأن نكونه.
سكان كوكبنا الأعزاء من منا لم يمر بتحدي كان نقطة تحول في حياته، يدرك معه أنه اختلف بشكل جذري، لم يعدالشخص نفسه بل أنه أصبح أكثر هدوءا وقدرة على التعامل مع الصعاب بل أكثر حنكة في مواجهة الحياة التي لا تكف عن إدهاشنا.
سكان كوكبنا كونوا على الموعد لأننا بحاجة للتحدث عن المزيد والمزيد من الطرق الإيجابية لمواجهة الحياة وأيامنا التي أمل أن تكون جميلة وهادئة.
|