القاهرة 25 نوفمبر 2024 الساعة 02:20 م
كتب: المحرر الثقافي
شهد اليوم الاثنين إقامة جلسة مائدة مستديرة عن الكاتب الروائي جمال الغيطاني شخصية المؤتمر ودوره كمراسل حربي، وذلك ضمن فعاليات الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر، الذي يحمل عنوان "أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عامًا من العبور"، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وتحمل الدورة اسم الكاتب الكبير "جمال الغيطاني"، ويرأس المؤتمر الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.
وشارك في جلسة المائدة المستديرة: الكاتب والسينارست محمد السيد عيد، والدكتور محمد السيد إسماعيل، وأدار اللقاء الشاعر مختار عيسى.
* مختار عيسى: الغيطاني أحد الذين صاغوا الوجدان المصري
في بداية اللقاء تحدث الشاعر مختار عيسى عن جمال الغيطاني شخصية المؤتمر وأشار إلى استحقاقه لكي يكون شخصية المؤتمر، وتناول دوره كمراسل حربي، حيث كان ينقل ما يدور على الجبهة المصرية في أيام الحرب، واليوم نحتفي بجمال الغيطاني بمناسبة مرور خمسين عاما على انتصار أكتوبر، حيث تمكنا من الخروج من الهزيمة، والعبور ليس فقط على المستوى العسكري بل عبور نفسي من الهزيمة إلى النصر.
وذكر أنه حين أراد جمال الغيطاني في بداية إنشاء جريدة أخبار الأدب تحرير زاوية ثابتة بعنوان حارة اليهود رفضت تلك الفكرة، لأنها كانت بمثابة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومع ذلك جمال الغيطاني كان واحدا من الذين صاغوا الوجدان المصري من خلال تقاريره العسكرية من ساحة المعركة، ومن خلال أدبه الجميل.
* محمد السيد إسماعيل: الهوية فكرة مركزية في كتابات الغيطاني
ثم تناول د. محمد السيد إسماعيل الجانب الأدبي والإبداعي عند جمال الغيطاني، قائلا: الغيطاني يستحق أن يكون شخصية المؤتمر لأنه كان من أبرز أبناء جيله ومن أبرز أبناء الصعيد، وكمراسل حربي شارك في أكتوبر العظيم، ولا أحد ينكر أن جيل الستينيات الذي ينتمي إليه الغيطاني هو الجيل الأدبي الأبرز في مصر، وقد توحد هذا الجيل مع القضايا العامة، واشتغال الغيطاني بالصحافة جعله يتجاوز فن كتابة الرواية والقصة فقد كتب في السيرة الغيرية مثل كتابه عن "نجيب محفوظ يتذكر"، ثم السيرة الذاتية في كتاب "التجليات" فقد كتب بعضا من سيرته الذاتية ويمكن تسميتها رواية السيرة الذاتية، وكتب السيرة الذاتية الخالصة مثل كتاب "الالم" الذي كتبه بعد تعرضه لبعض الأزمات الصحية، وهذا يرجعنا إلى شعرية المرض أو ادب المرض كما أسماه د. جابر عصفور متعرضا لكتابة المرض في الأعمال الأدبية، فما كتبه جمال الغيطاني في كتاب "الألم" يجعل منه رائدا في أدب المرض.
أما الفن الآخر الذي برع فيه الغيطاني فهو أدب الرحلة في كتابه "مدينة الغرباء"، الذي كتب خلاله رحلته إلى أمريكا، وكشف وهم الحرية الذي يعيش فيه الشعب الأمريكي، كما أن كتابه "مقاصد الاسرار" يندرج أيضا تحت ادب الرحلة.
كما كان له كتب في التراث مثل كتاب "خلاصة التوحيد"، وكتاب "منتهى الطلب في تراث العرب"، وقد أغرم بحضور ندوات جمعية محبي التراث التي أنشأها أمين الخولي وتعني بمراجعة التراث ونقده دون الوقوع في غرامه ودون الوقوع في رفضه وإدانته، وكان عنوانها ندوة "الأمناء".
كما كان الغيطاني مغرما بالكتابة عن الأجواء العسكرية، مثل قصته البديعة "حكايات الغريب" التي تحولت إلى فيلم سينمائي، وكان منتصرا للهوية من خلال كتاباته عن أدب الحرب، وفكرة الهوية تعد فكرة مركزية في كتابات الغطياني بشكل عام.
* محمد السيد عيد: الغيطاني كان يستلهم التاريخ ليسقطه على الواقع
أما الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد فقال: أول قراءاتي لكتابات جمال الغيطاني كانت رواية "الزيني بركات"، وهي من أهم الروايات التي قرأتها له وكتبت عنها، حيث كتب التاريخ ليسقط على الواقع، فقد أراد أن يتحدث عن النكسة التي كسرت مصر لكن من خلال التاريخ والتراث، فالغيطاني كان مغرما بالكتب التراثية، وكان يقراها في دار الكتب و في مكتبات التراث في حي الحسين، ورواية "الزيني بركات" ليست بعيدة عن موضوع المؤتمر "أدب النصر" ففي الرواية البحث في أسباب الانتصار والهزيمة.
ثم أصدر الغيطاني "حارة الزعفراني"، ورواية "الرفاعي" التي تناول فيها تاريخ العسكرية المصرية وخاصة المجموعة 39 التي قادها إبراهيم الرفاعي والتي خاضت 39 معركة عسكرية، وهنا نتحدث عن الأمن الثقافي وأدب الانتصار وهو محور المؤتمر.
ثم نشأت بيننا علاقة صداقة قوية بعد ان كتبت عن أعماله قبل أن أعرفه، حيث كان التراث عنصرا مشتركا بيننا، وقد استطاع الغيطاني أن يضفر التراث والتاريخ مع شخصيات خيالية مثل شخصية زكريا بن راضي التي أشعلت الصراع في الرواية، في مزج بين التاريخ والتراث مع الخيال من أجل أن يسقط على الواقع، وبعدها كتبت سيناريو للرواية لتقدم رواية "الزيني بركات" للإذاعة، ثم تحولت بعد ذلك إلى المسلسل التلفزيوني الشهير.
يذكر أن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين بمحافظة المنيا تقام لمدة أربعة أيام، ويرأس المؤتمر الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل، ويقام المؤتمر بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة المنيا، ويشهد 6 جلسات بحثية، وعددا من الموائد المستديرة، بجانب الأمسيات الشعرية والقصصية، ومعارض الكتب والحرف والفنون، وندوات ثقافية، بمشاركة عدد كبير من الأدباء والباحثين والنقاد والإعلاميين ونخبة من الشخصيات العامة بالإضافة إلى ممثلي أندية الأدب، والأمانة العامة، وذلك بهدف دعم وتنشيط الحركة الأدبية فى مصر، وتسليط الضوء على الإبداع الأدبي والرموز الثقافية.