القاهرة 25 نوفمبر 2024 الساعة 12:26 م
كتب: المحرر الثقافي
شهد اليوم الاثنين إقامة جلسة مائدة مستديرة عن دور طه حسين الاستشراقي في قراءة مستقبل الثقافة والتعليم، تحت عنوان "العبور بالبصيرة" ، وذلك ضمن فعاليات الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر، الذي يحمل عنوان "أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عامًا من العبور"، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وتحمل الدورة اسم الكاتب الكبير "جمال الغيطاني"، ويرأس المؤتمر الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.
وشارك في جلسة المائدة المستديرة: د. جعفر حمدي، د. هدى عطية، د. زينب فرغلي، د. حافظ المغربي وأدار اللقاء د. مصطفى بيومي
* هدى عطية: نحن بحاجة إلى طه حسين جديد يعبر الطريق مرة أخرى
في بداية كلمتها تساءلت د. هدى عطية هل نقول إن طه حسين تنويري في هذه اللحظة؟ طه حسين كان تنويري للحظة التي يعيشها طه حسين، عبر منهج يخص عصره، نحن الآن نحتاج الى تنويري يناسب لحظاتنا الحاضرة.. نحن بحاجة إلى طه حسين جديد يعبر الطريق مرة أخرى.
* زينب فرغلي: لا مستقبل للثقافة في مصر بدون تدخل الدولة
وقالت د. زينب فرغلي أن الحديث عن طه حسين لا يمل، أتحدث عن كتابه مستقبل الثقافة في مصر قبل مائة عام، وقد طرح اشكاليات لم تتحقق حتى الآن، وضع حدود لقوة الدولة وتحدث عن مستقبل الثقافة في زمن كان مليئا بالرواد، وطرح تساؤلات عن مستقبل الثقافة، فهل تحققت رؤيته للمثقف الذي يخرج عن إطار الجامعة ليشارك في وضع رؤى للمجتمع.
تحدث عن أهمية التعليم وربطه بالثقافة، وأنا أرى إلا مستقبل للثقافة بدون تدخل دولة، وأتصور أن المثقف ما زال محجم، ودور المثقف منعزل عن المجتمع، فالمثقف لا يستطيع أن يغير مجتمع بمفرده بل يجب أن تتدخل الدولة وتساعد المثقف، فلن نستطيع التغيير الا بمشاركة الدولة في هذا التغيير.
* جعفر حمدي: طه حسين سعى للبحث عن الكاتب المصري الذي تحتاجه مصر
أما د. جعفر حمدي فتحدث عن جهود طه حسين في مجلة الكاتب المصري، وكيف تمكن طه حسين من عبور المثقف عبر مجلة الكاتب المصري؟ حيث سعى للبحث عن الكاتب المصري الذي تحتاجه مصر، وقد جاءت المجلة بعد إنشاء جامعة الاسكندرية، حيث صدر العدد الاول في أكتوبر 1945، وقامت المجلة على فكر استشرافي ينظر الى الأمس واليوم والغد، نشر فيها مقالات وقصص لكتاب غربيين، وكان المقال ينشر في المجلة قبل أن ينشر في الغرب، حيث كتبت هذه النصوص خصيصا المجلة، كما كانت المجلة تسعى للترجمة المتبادلة من العربية وإليها، وهي تعنى بالشباب والكبار، وتفتح المجال لكل التيارات الأدبية والثقافية من اي وجهة نظر ومن اي جنسية.
كان لدى طه حسين فكر استشرافي يسعى لاستقطاب جميع التيارات إليها، بدونإقصاء أحد او اانحياز لأحد، هكذا فعل طه حسين وحقق تلك الاستراتيجية السمحة التي تتيح مكانا للجميع، دون إقصاء أو تهميش، فكان الكل يجد له مكانا فيها.
وأهم ما ميزها أن الكتاب الغربيين كتبوا لها نصوصا خصيصة وترجمت للعربية، كما قدمت فكرا استشرافيا وكتب مستقبلية مثل كتب دارون وفلسفة الفنون والثقافة السينمائية في وقت مبكر جدا.
كما قدم الشباب الجديد الذين صاروا بعدها نجوما مثل علي محمود طه، ويحي حقي، ولويس عوض، وشوقي ضيف وغيرهم.
يذكر أن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السادسة والثلاثين بمحافظة المنيا تقام لمدة أربعة أيام، ويرأس المؤتمر الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل، ويقام المؤتمر بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة المنيا، ويشهد 6 جلسات بحثية، وعددا من الموائد المستديرة، بجانب الأمسيات الشعرية والقصصية، ومعارض الكتب والحرف والفنون، وندوات ثقافية، بمشاركة عدد كبير من الأدباء والباحثين والنقاد والإعلاميين ونخبة من الشخصيات العامة بالإضافة إلى ممثلي أندية الأدب، والأمانة العامة، وذلك بهدف دعم وتنشيط الحركة الأدبية فى مصر، وتسليط الضوء على الإبداع الأدبي والرموز الثقافية.
|