القاهرة 23 نوفمبر 2024 الساعة 12:21 م
أقامت مجلة "مصر المحروسة"، صالونها الثقافي الشهري الذي استضافه مركز سيا الثقافي، احتفاء بتجربة الباحث والشاعر الدكتور حمدي سليمان في شعر الأطفال والدراسات الأنثروبولوجية، بمناسبة فوزه بجائزة اتحاد كتاب مصر في التميز عن شعر الأطفال عن ديوانه "أريد أن أعرف أكثر"، وذلك ضمن فعاليات الصالون الثقافي الشهري للمجلة الإلكترونية التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
شارك في اللقاء الكاتبة د. إيمان سند، الباحث كمال مغيث، الكاتب الصحفي أشرف عبد الشافي، وأدارته د. هويدا صالح رئيس تحرير مجلة مصر المحروسة، بحضور الكاتبة د. صفاء النجار مدير المركز، الروائي سعيد نوح، الناقد سيد الوكيل، الروائي صبحي موسى، ولفيف من الكتّاب والمثقفين.
استهلت الفعاليات بكلمة د. هويدا صالح مرحبة بالحضور، ومهنئة الكاتب حمدي سليمان لحصوله على الجائزة.
وعن تفاصيل تجربته الإبداعية قائلت: عاش مهموما بالهوامش الثقافية، وجاءت تجربته الشعرية مختلفة، ويتضح ذلك من خلال قصائده التي يغلب عليها روح القصة، وتعتمد على النثر والإيقاع الداخلي، وهذا أمر غير معتاد في شعر الطفل.
وأضافت أن الكاتب حرص في كتاباته على تقديم العالم من منظور يتناسب مع وعي الطفل وفقا للمرحلة العمرية، فنجد أن ديوان "الديناصور والهدايا الحجرية" الذي ناقش خلاله خصوصية البيئة الصحراوية وعلاقة الطفل بها، خرج فيه عن الشكل المألوف للسرد، بإعطاء الجد مَهمة الحكي في أدب الطفل، بدلا من الجدة.
كما أشادت "صالح" بالجماليات اللغوية في كتابه "واحة الرُب الأسود"، الذي بدا وكأنه جزءا من المكان، وذلك نظرا لتفهمه لثقافة مجتمع الواحات والتغيرات الإنسانية التى تحدث فيه.
وتحدث الباحث كمال مغيث، عن كتاب "واحة الرُب الأسود" الصادر عن سلسلة "حكاية مصر" بقصور الثقافة، مشيرا أن الكاتب ناقش فيه قيمة العمل والإنتاج والقيمة الاقتصادية بالواحات، موضحا مدى التناقض بين العزلة والعولمة، وبين التخلف والتقدم، وذلك من خلال البحث عن الأصيل في العادات والتقاليد في الواحات بهدف الحفاظ عليها خاصة حينما تتحول إلى منتجعات سياحية.
وأضاف "مغيث" أن الواحات تحتوي على أسرار لا تبوح بها إلا للمحبين فقط ومنهم حمدي سليمان، الذي استطاع أن يندمج مع أهلها بالبحث في أعماقها والكتابة عنها بموضوعية كعاشق لأهل الهوامش والأطراف.
واختتم حديثه متناولا كتابات "سليمان" عن الإسماعيلية موطنه الأصلي، في كتابه "ما لم تقله البحيرة"، والتي كان لها أثر واضح في كتاباته.
من ناحيته تحدث الكاتب الصحفي أشرف عبد الشافي، عن اللغة الشعرية في كتابات "سليمان"، وكيف تميزت بالسهولة والوضوح لتنقل القارئ من مكان إلى آخر في سياق فني راق، كما جاء في كتاباته التي قدمها بمصداقية وحب شديد عن تاريخ الإسماعيلية وعادات وتقاليد سكانها في كتاب "ما لم تقله البحيرة"، الأمر الذي يدفع القارئ لعشق تلك المحافظة.
وتحدثت د. إيمان سند عن جماليات اللغة في كتابات سليمان الشعرية للطفل، قائلة: لديه تجربة في الكتابة قليلة في الكم، لكنها غنية في الكيف، وكأنه يعطى علامات استرشادية لمن يأتي بعده لاستكمال الطريق.
وتابعت حديثها بتقديم رؤية تحليلية لعدد من قصائد ديوان "أريد أن أعرف أكثر"، ومنها: "أنا الملك الأزرق" الذي تناول خلالها البحر من منظور لونه الأزرق الذي ربط بينه وبين السماء، قصيدة "أحب اللعب" التي تشير إلى التكوين الطبيعي للطفل، وقصيدة "أنا في الجنة" التي يروي فيها تفاصيل ثورة يناير من منظور الطفل، وغيرها من القصائد التي قدمها وتتناسب مع الفئة العمرية من سن 10 أعوام وحتى 16 عاما بشكل جديد وغير نمطي، وكأنه يدعو الأطفال لعدم اللجوء إلى النمطية، والخروج منها إلى الاختلاف والتميز.
وفي كلمته أعرب الدكتور حمدي سليمان عن سعادته بهذا التكريم، موجها الشكر إلى هيئة قصور الثقافة، ومجلة مصر المحروسة، وكل من ساهم في إعداد هذا اللقاء، ثم تحدث عن أهم أعماله الإبداعية ومنها: كتاب "واحة الرُب الأسود"، الذي تعرض إلى جدل كبير، حينما كان يُقرأ بدون تشكيل، موضحا أن "الرُب" هو نوع من أنواع العسل المستخرج والمصنوع من التمر، والمعروف أن الزيتون والبلح عنصرين أساسيين في المجال الاقتصادي بالواحات، مشيرا إلى تجربته في الواحات.
كما تطرق إلى تجربة كتاب "ما لم تقله البحيرة"، الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويتناول خلاله تاريخ الإسماعيلية وخصوصية أهلها، هذا بالإضافة إلى حديث عن ديوان "الديناصور والهدايا الحجرية" الذي استوحى فكرته من الدراسات الأنثروبولوجيا التى قام بها، وديوان "أريد أن أعرف أكثر" الذي يعد تجربة تمردية على الواقع النمطي التقليدي للطفل.
ثم توالت المداخلات، ووجهت د. صفاء النجار، الشكر لمجلة مصر المحروسة على التعاون في إقامة ذلك اللقاء الثري، مهنئة "سليمان" على الجائزة ومسيرته الإبداعية.
وتحدث الروائي سعيد نوح عن الجانب الإنساني لسليمان وكيف استطاع تغيير مفهوم شعر الأطفال بتصويره الطفل المحب للحياة والطبيعة بعيدا عن الغنائية والإنشاد.
وأشار الروائي صبحي موسى أنه تكريم مستحق، وأثنى على فكرة الاحتفاء ضمن فعاليات صالون مصر المحروسة، كما تحدث عن مميزات الكتابة الشعرية في كتابات "سليمان" وكذلك دراساته في مجال الأنثروبولوجيا.
وفي مداخلته أشاد الناقد سيد الوكيل بالخبرة التى يتمتع بها "سليمان" خاصة في مجال دراسات الأنثروبولوجيا، مشيرا أن سيناء تحتاج إلى المزيد من الدراسات تخرج إلى النور من خلال مطبوعات يستفيد منها القراء.
فيما أثنت الكاتبة د. حنان إسماعيل على فكرة كتابة المرحلة العمرية على غلاف ديوان "أريد أن أعرف أكثر" وكذلك الأفكار التي قدمها للأطفال بشكل ممتع، ووجهت ملاحظة حول عبارة "للأطفال" المكتوبة على غلاف الديوان مشيرة إلى أن الأطفال في سن المراهقة الذين يتجهون إلى قراءة ديوان يعتبرون أنفسهم من فئة الكبار.
يذكر ان الدكتور حمدي سليمان حصل على دكتوراه الفلسفة في العلوم الإنسانية عن تخصص الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة عين شمس، ويعمل باحثا بأطلس المأثورات الشعبية بوزارة الثقافة، وأستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكليتي الآداب والتربية جامعة العريش، بالإضافة إلى أنه كاتب بعدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، وعضو مجلس تحرير مجلة الأطفال قطر الندى.
ومن أهم أعماله الشعرية المقدمة للأطفال: "البحر نايم" و"الديناصور والهدايا حجرية"، "أريد أن أعرف أكثر"، كما صدر له عدة كتب في مجال الأنثربولوجيا الثقافية من أبرزها: "الواحات البحرية.. من الجمل إلى اللاندكروسر"، "واحة الرُب الأسود"، "ما لم تقله البحيرة"، وغيرها.
|