القاهرة 19 نوفمبر 2024 الساعة 10:56 ص
بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء، تجدد اللقاء بعد أسبوع حافل بالعديد من الأحداث كعادة أيامنا..
توجهت لمبنى الإذاعة والتليفزيون لتسجيل سهرة إذاعية تذاع على موجات الإذاعة المصرية في أول أيام العام الجديد، كان لا بد من الإعداد الجيد لما نتحدث عنه..
لم أجد أفضل من الأمل والتفاؤل والتفكير الإيجابي للتحدث عنه، فالأمل هو تلك الشعلة التي تضيء لنا الطريق وسط الظلام، هو القوة الدافعة التي تجعلنا نؤمن بأن الغد يمكن أن يكون أفضل من اليوم.
ربما في السابق كنت أظن الحب يسبق الأمل، لكن الأيام والحياة أثبتت أن لكل شيء نهاية وأن للحب نهاية.. قد تتبقى ذكرى ندفنها بعيدا كلما حاولت الطفو على السطح، لا لشيء سوى ليقيننا أن ما حدث كانت مرحلة أو وهما لا بد أن نمر به لنكون أبطال كل الأغنيات والأفلام.
وحده من يصمد ولا يخبو نوره هو الأمل، حين نتحلى بالأمل، نستطيع مواجهة التحديات، وتخطى العقبات التي قد تبدو مستحيلة أحيانًا، ربما لأنه ليس مجرد تفاؤل عابر، بل هو يقين بأن المستقبل يحمل في طياته فرصًا وتغيرات إيجابية قد تنقلنا حيث نطمح.
قد تمر على الإنسان أوقات يشعر فيها باليأس والتعب، بالأمل وحده يستطيع النهوض من جديد، لأنه يدفعه لإيجاد حلول لتجاوز تلك الصعوبات، ويمدنا بالقوة عندما نشعر بالضعف، يعيننا على الاستمرار عندما يبدو الاستسلام هو الخيار الأسهل.
الأمل ليس هروبًا من الواقع، بل هو الإيمان بأن هذا الواقع يمكن تحسينه، لأنه يحثنا ببساطة على رؤية الجانب الإيجابي، والتركيز على الجوانب التي يمكن تطويرها وتغييرها في المستقبل.
يدفعنا إلى التخطيط، بل ويحثنا على وضع أهداف والسعي لتحقيقها.
الذين يتمتعون بالأمل لا يقفون عند حدود اللحظة الراهنة؛ بل ينظرون إلى الأمام، ويخططون لمستقبل أفضل لأنفسهم وللأجيال القادمة.
والمستقبل المشرق لا يأتي دون جهد وتفانٍ، وهذا لا يتحقق إلا بمواجهة التحديات بثبات، إنه ذلك الشعور الذي يمنحنا رؤية واضحة لما يمكن تحقيقه.
يجبرنا على التفكير الإيجابي، والتركيز على رؤية الجانب المشرق في كل موقف سيء مر بنا، يساعدنا على تعزيز شعورنا بالامتنان تجاه المواقف والأفراد حد السواء.
التفكير بإيجابية يجعلنا نرى الفرص التي قد تفوتنا إذا تشاغلنا بالتفكير السلبي، تلك البؤرة السوداء التي تجتذبنا لأسفل، بل تسخر طاقاتها لإفساد كل شيء، لتكدير صفو حياتنا، بعيدا عن التسليم بالقضاء والقدر والتفكير بواقعية.
لأن التخطيط الواقعي يرتبط بأهداف واضحة وخطط قابلة للتحقق. عندما نضع أهدافًا صغيرة ونحققها، نكتسب ثقة بأنفسنا ونصبح أكثر إيمانًا بقدرتنا على تحقيق أهداف أكبر في المستقبل.
الإحاطة بأشخاص ملهمين، وجود أشخاص إيجابيين في حياتنا يساعدنا على تجديد الرؤى.
من اعتاد الجمال ذاب فيه ومن اقترب من السيئ غرق به.
لذا أقدّر وجود هؤلاء الأشخاص الذين قد يشاركوننا نفس الأهداف ويقدمون لنا الدعم والتشجيع في الأوقات الصعبة.
وجود هذه النماذج الدافعة للأمام لا يعني بالضرورة أن نغفل تجاربنا وأخطاء الماضي التي يجب أن نتعلم منها، لا توجد تجارب عبثية في الحياة، لكل موقف وخطأ أثر وعبره، كما أن فهم الماضي يجعلنا أقوى وأكثر قدرة على التعامل مع المستقبل بثقة وتوازن نفسي.
الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية يساهم في جعلنا أكثر قدرة على التحمل وإقبالا على الحياة.
إن الحرص على ممارسة بعض العادات المفيدة مثل الرياضة، والتأمل، والقراءة والاهتمام بالعلاقات الإيجابية يساعد في بقاء الروح متفائلة، وهو ما ينعكس على المجتمع ككل، لأنه يولد الابتكار ويشجع على تحقيق الذات وتعزيز الثقة بالنفس، فالمجتمعات التي تسودها روح الأمل تكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات وتخطي الأزمات، حيث يعمل الجميع جنبا إلى جنب، مما يخلق بيئة صحية يغمرها التضامن والتعاون.
يظل الأمل هو بوصلتنا الوحيدة ومصدر القوة والإلهام في الحياة.. وبينما نسعى لتحقيق أحلامنا، يبقى هو الدافع الوحيد للابتسام حتى في أحلك الظروف، يكفي الإيمان بأن ما نعمل من أجله سيتحقق في نهاية المطاف.
لأنه ليس مجرد أمنية، بل هو قرار نعيشه كل يوم، هو رؤية متفائلة وقناعة بأن غدًا سيكون أجمل وأفضل، وأننا نملك القدرة على صنع ذلك المستقبل المشرق بأيدينا، وبإيماننا بأنفسنا وبأهدافنا.
لذا وجد كوكبنا هذا الكوكب الذي بدأ بالحب فاتحا أبوابه للجميع لكل من لديه حلم ورغبة في التغيير..
كونوا بالقرب فما يزال في جعبتنا الكثير والمزيد من التحديات والتخطيط الجيد للغد، للعيش على سطح كوكبنا الذي لا يشبه أي كوكب آخر.
|