القاهرة 12 نوفمبر 2024 الساعة 01:51 م
قصة: سمير عبد العزيز
عندما غاب قرص الشمس استقر قرص الطعمية وقطعة الباذنجان المخلل في بطن الرغيف، وعلى الأريكة المتهالكة بالحجرة الصغيرة التى استأجرها بمنزل قديم بحي شعبي جلس يقضمه باغتباط القضمة بعد الأخرى .
أعد لنفسه كوبا من الشاي وأخذ يرتشفه في جرعات بصوت عال، بعد أن شربه وضع الكوب على طاولة خشبية صغيرة بجوارأحدجدران الحجرة مفروش سطحها بورق الجرائد .
مدد جسده على الأريكة واضعاً إحدى ذراعيه فوق رأسه، وعينيه تنظر على ثيابه البالية المعلقة على الجدار وما لبث أن غط في نوم عميق .
ظفر بحقيبة سقطت من إحدى السيارات الفارهة دون أن ينتبه اليها أحد، أوصد على نفسه باب الحجرة وشرع في فتحها..وما أن فتحها كاد أن يفقد عقله فقد كانت مكتظة بالنقود .. التمعت عيناه وتهللت أساريره..حملها بين ذراعيه و قال وهو يتمايل فرحا وبصوت يحاول خفضه: وداعا للفقر .
على مكتب رئيسه في العمل استقرت ورقة مكتوب فيها استقالته من وظيفته كساع، وفي راحة يد مالك المنزل وضع مفتاح حجرته فهو لم يعد فى حاجة إليها ولمتاعه أيضا.
من شرفة منزله الجديد بالحى الراقي جال ببصره على المكان وقد ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه، وبدت ملامح الانشراح على وجهه الذى أضحى ينضح بالحيوية والنضارة .
من مرآب المنزل استقل سيارته الفاخرة وانطلق بها فى زهو ..قام بتشغيل إحدى الأغنيات،وأخذ يغنى معها وهو يشعر وكأنه يطير فوق السحاب.
في غرفة فخمة الأثاث تفوح منها رائحة العطور الزكية..استوثر فراشه فنام نوما عميقا.
نهض مفزوعا من نومه على صوت طرقات حادة ومتتالية على الباب..فتحه فطالعه مالك المنزل بوجهه العبوس يطالبه بأجرة الحجرة..
|