القاهرة 12 نوفمبر 2024 الساعة 01:49 م
سماح ممدوح حسن
صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة بمصر، كتاب"سيكولوجية الصراع الاجتماعي والعدوان"من تأليف جوزيف فورجاس، آري كروجلانسكي، كيبلينج ويليامز. ومن ترجمة عبد اللطيف محمد خليفة.
ويعتبر الكتاب من أهم الأعمال التى تسلط الضوء على الديناميكيات النفسية والاجتماعية التى تؤدي إلى نشوء الصراعات وتفاقم العدوان بين الجماعات.
وقد جاء فى بيان الإعلان عن إصدار الكتاب على الصفحة الرسمية للمركز أن الكتاب يتناول عدة موضوعات وقضايا فى غاية الأهمية والخطورة، فيما يتعلق بالصراع الاجتماعي والعدوان بوجه عام، وفى الثقافة العربية بوجه خاص، وهى قضايا حية نشهدها فى مجتمعاتنا العربية بشكل جلي، فقد تزايدت حدة الصراع والعدوان والعنف فى الآونة الأخيرة بشكل لا مثيل له فى معظم أقطارنا العربية، وذلك لأسباب مختلفة بعضها معروف وواضح وبعضها لا يزال فى حاجة إلى مزيد من البحث والدراسة.
ويستعرض الكتاب الصادر حديثا عن القومي للترجمة، بعض التطورات الحديثة والمحيرة فى كل فروع علم النفس، وتقدم فصوله مجموعة متنوعة من التوجهات النظرية، بدءا من المنحي التطوري مرورا بالنظريات المعرفية والوجدانية، والنظريات المتعلقة بعلم النفس العصبي، والنظريات الإكلينيكية وصولا إلى التحليلات الاجتماعية والثقافية لطبيعة الصراع والعدوان وخصائصهما، كما يهدف الكتاب إلى تقديم لمحة علمية عامة غنية بالمعلومات، بعد قراءة التطورات الحديثة فى مجال البحوث حول النزاع بين الأفراد، وبين الجماعات، وحول طبيعة العدوان ومقدماته وإدارته، ونتائجه".
ويطرح الكتاب أسئلة حول سبب تحول الخلافات الطبيعية إلى نزاعات عدوانية وكيفية نشوء التحيزات وتفاقمها بين الجماعات، مع التركيز على العمليات النفسية المعقدة التى تتداخل مع العوامل الاجتماعية والثقافية. يركز الكتاب على عدة جوانب تتعلق بالصراع، بدءًا من العوامل الفردية المتعلقة بالعدوان مثل الغضب والإحباط، وصولًا إلى العوامل الجماعية مثل الهوية الجماعية والانحياز الداخلي للجماعة. كما يُناقش الكتاب أطرا نظرية مهمة تشمل نظرية الهوية الاجتماعية ونظرية التحيز المعرفى، ويقدم أمثلة على كيفية تحويل الجماعات اختلافاتها إلى مصادر للتوتر والعدوان.
ومن الجوانب المحورية التى يعالجها الكتاب أن العدوان بين الجماعات غالبا ما يكون نتاجا لمجموعة من العوامل المشتركة التى تُسهم فى تفاقم الصراع، مثل انعدام الثقة والتحيزات المتأصلة تجاه الغرباء. يسعى الكتاب إلى توضيح كيف يمكن لهذه العمليات النفسية أن تتعاظم تحت ضغط المواقف الاجتماعية، بحيث تتزايد مشاعر العداء تجاه الجماعات الأخرى.
ويعتبر الكتاب مرجعا أساسيا لكل من يرغب فى فهم آليات الصراع والعدوان فى السياقات الاجتماعية، كما يُعد مرجعا مهما فى دراسة العلاقات بين الجماعات وأحد الأدلة الداعمة لأهمية علم النفس الاجتماعى فى تفسير المشكلات المعقدة التى تواجه المجتمعات الحديثة.
|