القاهرة 08 نوفمبر 2024 الساعة 09:35 ص
كتبت: هبة البدري
نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أسامة طلعت حلقة نقاشية بعنوان: "الخطة الاستراتيجية لتطوير صناعة الكتاب والنشر حتى عام 2030"، وأدارها مقرر لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الدكتور شريف شاهين، وشارك في الندوة كل من: الدكتور خالد العامري الأستاذ بجامعة القاهرة وعضو لجنة الكتاب والنشر، والدكتور رؤوف هلال أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة عين شمس وعضو اللجنة، والمهندس والناشر فريد زهران رئيس اتحاد الناشرين المصريين وعضو لجنة الكتاب والنشر.
بداية تحدث الدكتور رؤوف هلال مؤكدًا أن عالم النشر يشهد الآن ثورة كبيرة، وهي ثورة التحول من النظام التقليدي إلى النظام الإلكتروني، وعلى الرغم من أن هذه الثورة بدأت تأتى بثمارها على العالم الغربي، إلا إننا فى مصر مازلنا لم نتخذ التدابير الكاملة لنقل هذه الثورة إلى مصر بأسلوب يتوافق مع إمكانيات بيئة النشر المصرية، هذه البيئة التى مازالت تعاني من كثير من العوائق التي تحول بينها وبين نشر وتوزيع الكتاب المصرى بأسلوب تقليدى.
وفى مختتم حديثه أكد على أهمية خطة تطوير صناعة الكتاب والنشر التي تتمثل فى العناصر التالية: التعرف على الإمكانات المتاحة فى مجال النشر فى مصر والتركيز على الميزة التنافسية لها، وتحفيز الأفراد العاملين في مجال النشر على القيام بالعمل فى الاتجاه الصحيح. والتخطيط للمستقبل والتعامل مع التحديات المختلفة، وتنسيق الجهود من خلال تحديد وتعريف الأدوار المنوط بها جميع عناصر عملية النشر، والارتقاء بجودة الأداء وتوفير الوقت والجهد و ترشيد التكاليف فى الحاضر والمستقبل، والاستغلال الأمثل للموارد المادية والبشرية والمواقع المتاحة.
وأوضح الدكتور خالد العامري أن تطوير صناعة الكتاب والنشر يستلزم تطوير البيئة التشريعية والقانونية الحاضنة لهذه الصناعة، وذلك من خلال تقديم مشروع قانون لتطوير حماية الملكية الفكرية وتغليظ العقوبة للمخالفين، وتقديم مشروع قانون لاتحاد الناشرين المصريين لتنظيم مهنة النشر طبقا للمستجدات، وتقديم مقترح بقوانين لتحفيز العمل بمهنة صناعة النشر، وكذلك تطوير البنية التحتية لكيانات النشر وانشاء وربط وتكامل قواعد البيانات الخاصة بالنشر، وتوطين وتطوير صناعة مدخلات النشر، عبر تقديم مشروعات رفع كفاءة البنية التحتية لدور النشر المصرية، من مطابع وخطوط إنتاج وكوادر فنية وأقسام ما قبل الطباعة بما يتماشى مع التطور التكنولوجى سواء على مستوى (الهارد وير) أو (السوفت وير).
وأوضح المهندس فريد زهران أبرز العقبات التى تواجه الناشرين المصريين، والتى تعرقل نمو وازدهار صناعة النشر فى مصر، وأشار إلى أن اعتبار الناشر مجرد تاجر فى إطار القوانين المنظمة لصناعة النشر، ينم عن نظرة تغفل الدور المحوري الذى يلعبه فى عملية الإنتاج الثقافي، لأن الناشر بمثابة الحرفي الماهر الذى يصوغ مواد خام مختلفة كالورق والحبر لكى تمتزج مع الكلمات والأفكار، ومن ثم يحولها إلى منتج نهائي هو الكتاب، وبالتأكيد هذا المنتج ليس مجرد سلعة، بل هو عمل فني ومعرفي.
أخيرا أكد "زهران" على أن دعم صناعة النشر هو استثمار فى المستقبل، فهو يساهم في بناء مجتمع معرفي، ويدعم التنمية الثقافية، ويعزز الهوية الوطنية؛ لذا يتوجب على مؤسسات الدولة أن تدرك أهمية دور الناشر، وأن يتم مراعاة ذلك من خلال توفير بيئة محفزة للإبداع والإنتاج الثقافي.
|