القاهرة 05 نوفمبر 2024 الساعة 10:39 ص
شعر: حاتم عبد الهادي السيد
ماذا لو احتويت العالم، بصدرك الحاني،
وتركت ذاتك، تتجاذبها رياح عاتية،
وعواصف ممتدة؟!
ماذا لو فرت من عينيك دمعة وحيدة،
وأنت تقف أمام المروج عاريا إلا من حياء يمتد؟! تطبطب على الآخرين كل مساء،
وتهدهد أحلاما مؤجلة،
تسكن صحراء الجراح،
ولا تسطيع أن تقضم قطعة تفاحتها الأشهى؟!
ماذا ستفعل حين تقابلك الريح، وتدوس عريشة روحك الأمطار،
وأنت تهريق اللذة خلف براري العالم،
وتصرخ.. تصرخ...
ثم لا يسمعك سوى الصمت والجبل،
والوحوش الهائمة في صحارى الدنيا الممتدة؟ اسألك:
متى تحط رحالك على أرض المعنى،
حيث الحقيقة واليقين يصنعان برهانا لعروجك الأثير؟!
ترتعش، وتتكور، وتتزمل بالحنطة،
وتتجاسر
لتهرول خلف ردهات السراب
المنبجس من مخاتلة المعنى...
ستعود بلا مأوى،
ولا وسادة،
ولا سنبلة تؤطر لرحلتك الأخيرة،
فقط أنت واقف هناك،
بلا ظل،
ولا دفء لمشتهى روحك المضيئة شرفات العالم ...
تقول: الوقت داهمك،
والمشتهى حاد عن طريقك،
فسرت كالمجذوب،
تعاقر الوحدة والصمت،
وتضحك في وجوه الخلق صباحا،
ولا تشكو إلا إلى الأنين...
حسبتك تلبس خرقة البرهان،
وتدلق فوق روحك الصغيرة حلما،
وهيوليا ممتدا،
وتصوح في غابة العابرين،
غير عابىء بذاتك القلقة
الحزينة...
تستحلب الكلام،
وتخدش حياءك بطلعتها ،
وهي هناك سابحة في غرود الضباب،
حيث الطين يشكل عجينة أبديته الأولى ،
ولا مكان لعابر مثلي...
سأخش الآن إلى كهف الوحدة،
وسأجدها.
|