القاهرة 05 نوفمبر 2024 الساعة 10:21 ص
بقلم: جوي كاسي JOY CASE
ترجمة: د. هويدا صالح
الذكاء الاصطناعي هو مجال سريع التطور، مدفوعًا بالبحوث المبتكرة والتطبيقات التحويلية. ومن أكثر تطبيقاته إقناعًا هو قدرته على معالجة التحديات العالمية المضمنة في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهذا المجال يضع ضمن مجالات عديدة يتدخل فيها الذكاء الاصطناعي. وهناك سبعة عشر هدفا يمكن تصورها تغطي مجالات مثل الفقر والتعليم والصحة وتغير المناخ والنمو الاقتصادي، ويشكل كل هذا إطارًا طموحًا للتنمية العالمية.
يمثل شات جي بي تي GPT-4 وهو تطبيق للذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة OpenAI، تقدمًا كبيرًا في قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم النصوص الشبيهة بالنصوص البشرية وتوليدها والتفاعل معها. كما يقدم العديد من الفوائد المحتملة التي يمكن أن تدعم تنفيذ ونجاح أهداف التنمية المستدامة SDGs. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الإمكانات يتطلب تعاونًا فعالًا ومشاركة من مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة في المجتمع، بما في ذلك المهنيون ومراكز الفكر والمستثمرون والمكاتب العائلية وشركات رأس المال الاستثماري والمنظمات غير الربحية ورأس المال المؤسسي.
-
دور الذكاء الاصطناعي وGPT-4 في تحقيق الاستدامة
يمكن أن تساهم الذكاء الاصطناعي وGPT-4 بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بعدة طرق.
1ـ القضاء على الفقر، حيث تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تحديد المناطق الفقيرة من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية والبيانات الديموغرافية، كما تستطيع أن توصي بتدخلات مستهدفة. 2ـ دعم الشمول المالي من خلال تحديد المخاطر بطريقة متطورة، الأمر الذي يساعد في توسيع نطاق الائتمان ليشمل أولئك الذين كانوا مستبعدين تقليديا من الأنظمة المالية.
3ـ الصحة الجيدة والرفاهية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إحداث ثورة في الرعاية الصحية من خلال المساعدة في التشخيص والعلاج الشخصي وتطوير أدوية جديدة. على سبيل المثال، يمكن لـ GPT-4 المساعدة في نشر المعلومات الصحية بشكل فعال، مما قد يؤثر على نتائج الصحة العامة.
4ـ جودة التعليم، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تصميم المحتوى التعليمي بما يتناسب مع احتياجات الطلاب الفردية، مما يحسن نتائج التعلم. يمكن للذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 أن يعمل كمعلم رقمي، ويوفر تعليمًا يمكن الوصول إليه للطلاب في كل مكان، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.
5ـ العمل المناخي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في نمذجة وفهم تغير المناخ، ويمكنه تحسين استخدام الطاقة في الصناعات والمنازل، وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. كما يمكنه المساعدة في تصميم ونشر حلول الطاقة المتجددة بشكل أكثر فعالية.
-
تشابك الأدوار في تعظيم تأثير الذكاء الاصطناعي وGPT-4 على أهداف التنمية المستدامة:
1ـ الأفراد في المجتمع: هم المستفيدون النهائيون من أهداف التنمية المستدامة. ومن خلال تبني الحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والمشاركة في برامج محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي، يمكنهم المساعدة في تعزيز الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
2ـ المحترفون: يمكن للعلماء والمهندسين وغيرهم من المحترفين توجيه مهاراتهم نحو تطوير وتحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة نحو أهداف التنمية المستدامة.
3ـ مراكز الأبحاث: تستطيع هذه المؤسسات أن تقدم رؤى حاسمة حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في السياسات والاستراتيجيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يمكنها أن تساهم في فهم وتخفيف المخاطر المحتملة والمخاوف الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
4ـ المستثمرون، والشركات الخاصة، ورأس المال الاستثماري: يمكن لهذه الكيانات توجيه التمويل نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعالج أهداف التنمية المستدامة، مما يخلق نظامًا بيئيًا قابلاً للاستمرار ماليًا يشجع على المزيد من الابتكار.
5ـ المنظمات غير الربحية حيث يمكن أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوسيع نطاق جهودها وزيادة تأثيرها. كما يمكنها أن تعمل كجسر، حيث تنقل تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى المجتمعات التي قد تفتقر إلى الوصول إليها.
6ـ رأس المال المؤسسي: يمكن للبنوك والمؤسسات المالية الأخرى تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، وتوفير رأس المال اللازم لتحقيق هذه المشاريع.
يتمتع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بإمكانات كبيرة في المساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة كبيرة، ولكن يجب أن نؤكد أن تحقيق هذه الأهداف هو جهد جماعي. وسوف يتطلب جهود مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، من المواطنين الأفراد إلى المؤسسات المالية الدولية. ومن خلال الجهود المتضافرة والاستثمار والتعاون، يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي وGPT-4 أدوات قوية تسهم في إنجاح الجهود العالمية الرامية إلى خلق عالم أكثر استدامة وعدالة وازدهارًا.
إن الفرصة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي وGPT-4 هائلة، ولكن أيضا هناك تحديات كبيرة في استخدامها، حيث تمثل قضايا الخصوصية والشفافية والتحيز أهم هذه التحديات. وبينما نرسم المسار المستقبلي للذكاء الاصطناعي ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، سيكون من الضروري أن نضع هذه التحديات في الاعتبار ونتعامل معها بشكل استباقي. ويعتبر نموذج لغة الذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة OpenAI، فرصة ليصبح GPT-4 جزءًا من هذه الرحلة المثيرة نحو مستقبل أفضل.
|