القاهرة 29 اكتوبر 2024 الساعة 11:04 ص
بقلم : كيرا نيومان Kira Newman
ترجمة وإعداد: د. فايزة حلمي
توصلت دراسة جديدة إلى أن سعادتنا الرومانسية تمر بتقلبات طبيعية مع تقدمنا ??في السن، ونكون أقل سعادة عند سن الأربعين.
في عيد الحب، وفي المناسبات السنوية، وفي هدوء الظلام قبل النوم، ربما فكرت في هذا السؤال، ربما فكرت في الطريقة التي التقيت بها بشريكك، وما مررت به، وكيف تغير، أو كيف أثار أعصابك في ذلك اليوم.
اتضح أن هناك بعض العوامل المُهمة الأخرى التي قد تؤثر على شعورك تجاه علاقتك: كم عمرك والمدة التي قضيتموها معًا، في الواقع، في بحث جديد؛ رسم الباحثون خريطة للرضا عن العلاقة بين أكثر من 165000 شخص حول العالم، ورأوا أنماطًا متميزة من الصعود والهبوط مع تحرك الأزواج خلال الحياة.
قد تقدم النتائج أدلة متضاربة حول شريكك بعلاقاتك الخاصة، وفقًا لهذه الدراسة، فإن كُلّا مِن العُمْر وطول العلاقة يؤثران على مَدى رضانا، على الرغم من أن العمر يبدو أكثر أهمية.
بمعنى آخر، قد تجد نفسك بالفعل أكثر سعادة مع شريك حياتك في مراحل معينة من حياتك أكثر من الآخرين، وقد لا يتعلق الأمر بهم؛ بقدر ما يتعلق بظروفك.
نظرًا لأن النتائج السابقة حول الرضا عن العلاقات طوال الحياة كانت مختلطة؛ قرر الباحثون في جامعة برن أن ينظروا في نتائج 95 ورقة بحثية لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم رسم صورة أكثر وضوحًا، وكان معظم المشاركين من الولايات المتحدة، رغم أن بعضهم كانوا من دول أخرى مثل كندا وألمانيا والصين، فقد كانوا في الأغلب من البيض المنخرطين في العلاقات بين الجنسين.
وجد الباحثون أن الرضا عن العلاقة يميل إلى الانخفاض من سن 20 إلى سن 40، ومن هذه النقطة المنخفضة، يزداد عادةً حتى سن 65، ويظل مستقرًا نسبيًا لمدة 10 سنوات أخرى أو نحو ذلك (كان عمر أكبر المشاركين 76 عامًا).
عندما قاموا بتحليل العلاقات حسب طول مدة الارتباط؛ كان النمط مختلفًا قليلاً، عادةً ما يصبح الأزواج أقل رضاً خلال السنوات العشر الأولى، لكن رضاهم يرتد ويزداد خلال العشرين عامًا التالية، وينخفض ??مرة أخرى بعد ذلك.
لماذا نكون أقل سعادة بعلاقاتنا في سن الأربعين، ولكننا نصبح أكثر سعادة عند التقاعد؟ لم يكن لدى الباحثين بيانات كافية لشرح هذه الأنماط، لكنهم قدموا بعض الأفكار.
تَعتَبر أزمة منتصف العمر ظاهرة حقيقية، حيث تنخفض مستويات السعادة في هذا الوقت تقريبًا، وتشير هذه الدراسة إلى أنها قد تنطبق على حياتنا الرومانسية أيضًا.
في منتصف العمر، قد نضطر إلى التوفيق بين ساعات العمل المزدحمة، بينما نحاول تربية الأطفال ورعاية الآباء المسنين. وتشير النتائج الحالية إلى أن الآباء يميلون إلى أن يكونوا أقل رضا عن علاقاتهم مقارنة بشركائهم الذين ليس لديهم أطفال.
وفي الوقت نفسه، فإن الكبار قد يفقدن الإحساس بالاحتمالية والآفاق المفتوحة التي تأتي مع كونك شابًا، لذلك؛ يقترح الباحثون أنه إذا لم نحقق ما كنا نأمله في عمر معين -في حياتنا أو في علاقاتنا- فقد نشعر بخيبة الأمل.
بعد سن الأربعين، قد تحدث بعض الأشياء المختلفة، قد نتطلق ونبدأ علاقة جديدة أكثر سعادة، أو قد نتصالح مع الشريك، مدركين أنه لا توجد خيارات دائمة، عندما يغادر الأطفال إلى الكلية، قد يتواصل الأزواج مرة أخرى في عشهم الفارغ، وكلما تقدمنا ??في العمر؛ كلما أصبحنا أكثر استقرارًا عاطفيًا، قد يصبح من الأسهل تقدير أحبائنا الذين لا يزالون لدينا في حياتنا، وجعل وقتنا معهم أكثر متعة.
كما استنتج الباحثون سبب اتباع الرضا لمسار يمكن التنبؤ به في العلاقات، حيث يشرح الباحثون أنه خلال السنوات العشر الأولى من العلاقة؛ قد يستثمر الأزواج وقتًا وطاقة أقل فأقل في التواصل وممارسة العلاقة الخاصة وقضاء الوقت معًا، وقد تصطدم الرغبة في الشريك المثالي الذي يلبي جميع احتياجاتنا بحقيقة مفادها؛ أن الشخص القابل للخطأ لا يمكن أن يكون كل شيء بالنسبة لنا، لذا لا يكون من المستغرب عدم استمرار نشوة الوقوع في الحب؛ إلى الأبد.
ومن المثير للاهتمام أن نتائج الباحثين تتطابق تمامًا تقريبًا مع مفهوم "حساسية السنوات السبع"، استنادًا إلى بحث مفاده أن الناس أكثر عرضة للانفصال خلال سبع سنوات من الزواج (نظرًا لأن معظم الأزواج يتزوجون بعد بضع سنوات من لقائهما).
ولكن الأزواج الذين يتمكنون من تجاوز هذه الفترة قد ينتهي بهم الأمر إلى الشعور بالقوة والمرونة، أي الشعور بأننا في هذا معًا، وهو ما قد يفسر سبب عودة الرضا بعد 10 سنوات.
-
رؤى للأزواج (غير السعداء)
إذا كان هذا البحث قد أثّر على مزاجك الرومانسي، فيخبرك الباحثون أنه لا داعي للقلق، لأنه حتى عندما انخفض مستوى رضا الناس إلى أدنى مستوياته، كان لا يزال مرتفعًا نسبيًا - 77 على مقياس من 100، فالرضا ليس الجانب الوحيد في العلاقة الذي يحافظ على بقاء الناس معًا؛ فحتى لو كنت أقل رضا في بعض الأحيان، فلا يزال بإمكانك الالتزام.
تقول الباحثة بوهلر: "أعتقد أنه يتعين علينا قبول حقيقة أن الرضا عن مستوى العلاقة يتغير، ومن الطبيعي تمامًا أن يتغير، لا بأس أن تكون أقل رضا في مرحلة ما من العلاقة، وهذا لا يعني الاستقالة أو عدم فعل أي شيء من أجل العلاقة، ولكن عدم مقارنة أنفسنا باستمرار بمدى سعادتنا التي نفترض أن الآخرين يشعرون بها".
هذه أيضًا متوسطات؛ فقد تبدو رحلة علاقتك مختلفة تمامًا، في المستقبل، تأمل بوهلر دراسة الجوانب التي قد تؤثر على الأشخاص في العلاقات؛ فتجعلهم أكثر سلاسة أو أكثر صعوبة، جوانب مثل استقرارنا العاطفي، أو احترامنا لذاتنا، أو أسلوب التعلق، أو الانفتاح على النمو والتغيير، يمكن أن يساعد هذا النوع من البحث؛ المعالجين وغيرهم من الممارسين في تقديم أفضل النصائح للأزواج في مختلف الأعمار ومراحل العلاقة المختلفة.
ولكن إذا وجدت نفسك تشعر بأقل سعادة بشأن علاقتك بعد عقد من الزمان أو أثناء منتصف العمر، فقد يكون من المريح أن تعرف أن هذا أمر طبيعي تمامًا، وأنه قد يكون من الأفضل الانتظار حتى تمر الأمور الصعبة معًا.
|