القاهرة 22 اكتوبر 2024 الساعة 10:06 ص
بقلم: محمد حسن الصيفي
استيقظت من نومي، قمت بتحضير الإفطار، وضعت براد الشاي على النار، وضعت السكر والشاي في الكوب ثم فوقهم الماء، وقلت في نفسي سأفتح الفيسبوك لمعرفة الجديد في العالم ومتابعة المستجدات في أمر الحرب.
مع أول شفطة مر عليّ بوست لأحد الأساتذة الأفاضل المشاهير على فيسبوك، كاتب وله أعمال مطبوعة وروايات معروفة، قرأت النص أول مرة ولم أفهم شيئًا، فأعدته الثانية والثالثة، فازداد انغلاقًا عليّ وعلى نفسه، وبدا وكأنه باب لا قفل له ولا مفتاح، فاستعنت بصديقتي صاحبة الذكاء الواضح وسرعة البديهة، المطلعة على الجديد من الأدب المحلي والعالمي، وقد كتبت لي بالنص (لم أفهم، أغلقت البوست بعد 3 سطور لم أتحمل المكتوب) فتأكدت أنها ليست مشكلة شخصية ولا تحاملاً مني على الكاتب الذي لا تربطنا ببعض أي صلة أو ذكرى طيبة أو شريرة!
أتعجب ممن مر عليهم سنوات في صنعة الكتابة ولا يزال لديهم هذا التصور الساذج بأن الكتابة هي فن الألغاز والفذلكة والتقعر التافه، بينما الكتابة هي البساطة والسهولة والسلاسة مثل جريان الماء..
نحن نقرأ ونكتب لنستمتع جميعا قراءً وكتابا، لكن الغرض مرض، ومن يكتب لهدف آخر خلاف حب الكتابة والمتعة سيصبح مصيره بلا شك نفس مصير مقاطع الكوميكس والتقليد، والبهلوانات والأرجوزات الذين يضعون الدقيق والبيض والشوكولاتة على وجوههم وملابسهم، ومستعدين لفعل أي شيء حتى يضحكوا عليهم الناس!
|