القاهرة 21 اكتوبر 2024 الساعة 01:34 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
يرمز عيد القوات الجوية المصرية، والذي يحتفل به في 14 أكتوبر، إلى إحدى أهم الانتصارات في تاريخ العسكرية المصرية الحديثة، ويعود إلى معركة المنصورة الجوية التي وقعت خلال حرب أكتوبر 1973. كانت تلك المعركة علامة فارقة في الدفاع الجوي المصري والتفوق الاستراتيجي على القوات الجوية الإسرائيلية.
في يوم 14 أكتوبر 1973، حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطيران المصرية في منطقة الدلتا بهدف تحقيق السيطرة الجوية. ركزت الهجمات على قاعدة المنصورة الجوية، التي كانت واحدة من أكبر القواعد الجوية في مصر وأحد المراكز الرئيسية لتنفيذ الطلعات المصرية ضد العدو. وبدأت المعركة في حوالي الساعة 3:30 مساءً عندما هاجمت تشكيلات كبيرة من الطائرات الإسرائيلية قاعدة المنصورة الجوية.
استخدمت القوات الجوية المصرية استراتيجيات متقدمة، مثل أسلوب القتال الجوي المتقارب الذي أتاح للطيارين المصريين الاستفادة من تفوقهم في المناورة. وعلى مدار حوالي 53 دقيقة، شاركت أكثر من 60 طائرة ميج 21 مصرية ضد أكثر من 100 طائرة إسرائيلية من طرازات فانتوم وسكاي هوك.
وأظهر الطيارون المصريون مهارة فائقة في الاشتباك الجوي، مما أدى إلى إسقاط العديد من الطائرات الإسرائيلية (حوالي 17 طائرة إسرائيلية) بينما لم تخسر القوات الجوية المصرية سوى ثلاث طائرات. وتمكنت مصر من الحفاظ على سيطرتها على قواعدها الجوية، مما شكل نجاحًا حاسمًا في حماية العمق المصري.
تعتبر معركة المنصورة الجوية واحدة من أطول المعارك الجوية في التاريخ الحديث. كما أنها أصبحت رمزًا للشجاعة والاحترافية التي أظهرها الطيارون المصريون. بعد تلك المعركة، تم إعلان يوم 14 أكتوبر عيدًا للقوات الجوية المصرية تقديرًا لأداء الطيارين ودورهم الحاسم في حماية الأجواء المصرية.
ويتم الاحتفال بعيد القوات الجوية المصرية سنويًا من خلال عروض عسكرية واحتفالات وطنية تكريمًا لدور القوات الجوية في الدفاع عن البلاد. ويتم تسليط الضوء على دور الطيارين المصريين في التاريخ، ويتم تنظيم عروض جوية تشارك فيها أحدث الطائرات الحربية المصرية. يعد ذلك اليوم أيضًا مناسبة لتكريم شهداء القوات الجوية المصرية، وتقديم الشكر لأبطال الطيران الذين ساهموا في كتابة صفحات مشرقة في تاريخ مصر العسكري.
|