القاهرة 21 اكتوبر 2024 الساعة 01:29 م
كتبت: هبة البدري
نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أسامة طلعت، وبالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، وبيت التراث المصرى، والمعهد العالى للفنون الشعبية، ومكتب اليونسكو بالقاهرة، احتفالية بعنوان: "اليوم العالمي للتراث الثقافى غير المادي".
من جانبها تحدثت الدكتورة نوريا سانز المديرة الإقليمية لمنظمة اليونسكو بالقاهرة خلال افتتاح فعاليات الاحتفالية، مشيرة إلى أهمية التراث فى مصر، حيث تشتهر مصر بحضارتها القديمة، وهى غنية أيضا بالتقاليد الحية التى تعكس الهوية الثقافية للبلاد؛ فمنذ عام 2005 شاركت مصر بنشاط فى جهود اليونسكو لحماية وتعزيز التراث الثقافي غير المادي.
وقد تم إدراج ثمانية مظاهر ثقافية مصرية فى قوائم التراث الثقافى غير المادى التابعة لليونسكو، والتى تعرض عمق التراث الثقافي المصرى، مثل ملحمة السيرة الهلالية، ويروى هذا التقليد الشفهي هجرة قبيلة بنى هلال من شبه الجزيرة العربية إلى شمال إفريقيا فى القرن العاشر الميلادى، وتظل السيرة الهلالية جزءا حيويا من التراث الشفهى المصرى، وقيم لعبة التحطيب التي تعزز التفاعل الاجتماعى والاستمرارية الثقافية، وكذلك الدمي اليدوية التقليدية التي تعكس فن الدمي التقليدية فى مصر وقوة سرد القصص؛ حيث تستخدم العرائس لنقل الدروس الاجتماعية والأخلاقية والحفاظ على التراث المسرحى النسيج اليدوى فى صعيد مصر، ويمثل فن النسيج اليدوى في صعيد مصر تعبيرا فنيا يعكس الاستمرارية الثقافية، حيث يتم نقل مهاراته عبر الأجيال مما يحفظ بدوره التراث الفنى التقليدى.
كما تضمنت الاحتفالية ثلاث جلسات، الجلسة الأولى جاءت بعنوان: (آليات الاستلهام والتوظيف فى فنون الأداء الشعبى)، حيث تحدثت الدكتورة سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية موضحة الزخم والتنوع الفطري والموروث في الرقص الشعبي، فإذا أقمنا مثلا احتفالية شعبية بها عددا من الرقصات التي تعبر عن ثقافتنا ورقصاتنا سنجد هناك عدد كبير جدا من الرقصات تعبر عن المجتمع البيئى، وكذلك عن علاقة هذا المجتمع بالجغرافيا والمكان.
وقالت إن مصمم الرقصات يستلهم رقصاته من التراث ومن بيئته الشعبية لكي يخرج هذا المفهوم والإحساس على خشبة المسرح من خلال فرقته الشعبية.
وقال الدكتور محمد شبانة أستاذ الموسيقى الشعبية بالمعهد العالى للفنون الشعبية، إن الثقافة وأشكال الاحتفاء الشعبي يرتبط دائما بوظيفة، كذلك يرتبط بالبيئة والمناخ والمناسبة الاجتماعية.
وأشار شبانة إلى نظريته التى أسماها "النسخ الرديئ" والتي تحدث فيها عن إعادة إنتاج الأعمال الكبيرة العظيمة بشكل سىء يضر ولا يفيد، وقياسا على ذلك نجد أن النسخ بأشكاله كافة من الرقصات والأعمال الفنية التي أعيد إنتاجها بشكل أضر العمل الأصلى.
وعن فن الأراجوز تحدث ناصر عبد التواب مؤسس مدرسة الأراجوز بالمركز القومى لثقافة الطفل، وأوضح في كلمته أنه كان قلق بعد أن اكتشف هو ومحبى فن الأراجوز أن فناني الأراجوز في تناقص مستمر، فكان حلمه الكبير أن يكون لكل مكان فى أنحاء مصر حكاء ينتمى لفن الأراجوز يعبر عن أحلام ومشاكل الناس في حيزه الجغرافى.
كما قال أنه خلال عام 2019 أثناء رئاسة الأستاذ محمد عبد الحافظ ناصف لمركز ثقافة الطفل، جاءت فكرة إنشاء مدرسة للأراجوز، وفى عام 2020 أصبح عدد فنانى الأراجوز 65 لاعب.
كما أشار إلى التنوع الذي حدث في خامات صناعة العروسة الأراجوز؛ فبدأنا في صناعتها باستخدام خامات الورق المضغوط والفلين بعد أن كانت تصنع من الخشب فقط، وفي مختتم حديثه أوضح أن العصى المستخدمة فى عروض الأراجوز كانت ترمز إلى ضرب كل ما هو فاسد وقبيح، وتابع مؤكدا أنه يفضل أن يستغنى عنها فى العروض لكى يقوم الأراجوز بمخاطبة العقل ويكون التقويم هو الوسيلة الأفضل من التعنيف.
|