القاهرة 20 اكتوبر 2024 الساعة 04:25 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
سياسة الالتفاف والاختراق في الحروب هي استراتيجيات عسكرية تهدف إلى تحقيق التفوق على العدو من خلال استغلال نقاط ضعفه بطريقة غير مباشرة أو مفاجئة. تعتمد هذه السياسات على التحرك الديناميكي والخداع لزعزعة توازن العدو واستنزافه، بدلاً من المواجهة المباشرة.
الالتفاف هو استراتيجية عسكرية تقوم على مهاجمة العدو من الجوانب أو الخلف، حيث تكون دفاعاته أضعف أو أقل تركيزًا. عادةً ما يستخدم الالتفاف لتحقيق عنصر المفاجأة والتفوق التكتيكي، ويتطلب حركة سريعة وتنسيق جيد بين القوات. ويخلق الالتفاف صدمة لدى العدو، لأنه يتوقع الهجوم من الأمام، مما يجعله غير جاهز للدفاع عن جوانبه أو خلفه. ولتحقيق الالتفاف بنجاح، يجب استغلال التضاريس مثل الغابات أو التلال لإخفاء تحركات القوات. وبدلاً من مواجهة العدو بشكل مباشر، الالتفاف يقلل من حجم الخسائر من خلال تجنب الاشتباك المباشر مع أقوى نقاط العدو.
من الأمثلة الشهيرة سياسة الالتفاف التي استخدمها الجنرال هانيبال في معركة كاناي ضد الرومان، حيث هاجمهم من الجوانب وألحق بهم هزيمة ساحقة.
الاختراق هو استراتيجية تعتمد على الهجوم المركز على نقطة ضعف محددة في خطوط العدو بهدف اختراقها وإحداث فجوة يمكن من خلالها توسيع الهجوم. يمكن أن يؤدي هذا إلى انهيار دفاعات العدو إذا تم استغلال الاختراق بسرعة وبقوة.
يتطلب الاختراق تركيز القوات في نقطة معينة لتحقيق قوة هجومية كبيرة في هذه النقطة. يجب أن يتم الاختراق بتخطيط محكم، حيث يجب على القوات تحديد نقطة ضعف في دفاعات العدو والتقدم بسرعة قبل أن يتمكن العدو من تعزيزها. بعد إحداث الاختراق، يتم استغلال الفجوة للانتشار خلف خطوط العدو والسيطرة على مواقع إستراتيجية، مثل خطوط الإمداد أو مراكز القيادة.
من الأمثلة الشهيرة، استخدام الألمان في الحرب العالمية الثانية استراتيجية "البلتزكريج" (الحرب الخاطفة)، حيث اعتمدوا على اختراق خطوط العدو بسرعة باستخدام الدبابات والطائرات.
غالبًا ما يتم استخدام الالتفاف والاختراق معًا في سياق واحد لتحقيق نتائج أكثر فعالية. بعد الالتفاف على العدو وتطويقه، يتم اختراق نقاط ضعفه من الخلف أو الجوانب مما يؤدي إلى انهيار منظومته الدفاعية.
|