القاهرة 16 اكتوبر 2024 الساعة 01:18 م
بقلم: عمرو خان
تُعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التقنية في العصر الحديث، ورغم الفوائد العديدة التي توفرها، إلا أن هناك جوانب سلبية تحتاج إلى التأمل.. ففي عام 2025 سوف نواجه مجموعة من الأخطاء التي قد تتسبب في كوارث اجتماعية واقتصادية نتيجة للاستخدام غير الحكيم لهذه التقنيات.
يُظهر التحليل أن الخطايا العشر للذكاء الاصطناعي تتمثل في عدة جوانب، أبرزها التحيز الخوارزمي، الذي يؤدي إلى نتائج غير عادلة نتيجة الاعتماد على بيانات متحيزة، خاصة في أنظمة التعرف على الوجه التي تُظهر تحيزًا ضد فئات عرقية معينة.
علاوة على ذلك، تتسبب بعض النماذج اللغوية الكبيرة في اختلاق المعلومات، وهي ظاهرة تُعرف بالهلوسة، حيث تنتج معلومات غير دقيقة أو مختلقة بالكامل، هذا الأمر يهدد دقة المعلومات ويعزز من خطر انتشار المعلومات المضللة.
وفي مجال الرعاية الصحية، ارتكبت أنظمة الذكاء الاصطناعي أخطاء في تشخيص الأمراض، مما أدى إلى قرارات طبية خاطئة تؤثر على حياة المرضى.
كما يسهم الذكاء الاصطناعي في انتشار التزييف العميق "Deep Fake"، الذي يسهل إنتاج مقاطع فيديو وصور مزيفة بشكل واقعي، مما يُستخدم لأغراض سياسية أو شخصية.
وفي الأسواق المالية، أدت الأخطاء التي ارتكبتها الخوارزميات التجارية إلى خسائر مالية كبيرة نتيجة لتفسيرات غير دقيقة للبيانات.
وتظهر أيضاً التحديات في التوظيف، حيث أظهرت بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي تحيزًا ضد النساء والأقليات، مما يزيد من التمييز في سوق العمل.
كذلك، ارتكبت المساعدات الشخصية مثل Alexa وSiri أخطاءً في تقديم معلومات خاطئة، ما قد يؤدي إلى تداعيات سلبية في مواقف حساسة، مثل حالات الطوارئ.
تشمل الأخطاء الأخرى التوصيات غير الملائمة للمحتوى، حيث اقترحت أنظمة الذكاء الاصطناعي محتويات ضارة أو غير مناسبة، مما يؤثر سلبًا على المستخدمين، خصوصًا الأطفال.
وفي مجال العدالة، قدمت بعض الأنظمة المستخدمة في التنبؤ الجنائي تنبؤات غير دقيقة، مما أدى إلى معاملة غير عادلة لبعض الأفراد.
أخيرًا، ارتكبت الآلات الذكية، مثل السيارات ذاتية القيادة، أخطاء أدت إلى حوادث خطيرة بسبب عدم قدرتها على التعامل مع الظروف غير المتوقعة.
مع اقترابنا من عام 2025، يتعين على المجتمع الدولي الانتباه إلى هذه القضايا وتنفيذ تشريعات فعّالة تهدف إلى تقييد الذكاء الاصطناعي، وتوجيه استخدامه نحو الفوائد الاجتماعية، ويُتوقع أن تصبح الروبوتات الدردشة أكثر تخصيصًا، وستؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على العديد من الصناعات، بدءًا من الإنتاج الإعلامي إلى الروبوتات متعددة المهام.
في الوقت نفسه، يواجه المشرعون تحديًا كبيرًا في مواكبة سرعة التطور في هذا المجال، وتبرز أهمية العمل المشترك بين الشركات والحكومات لضمان أن تظل التكنولوجيا أداة تعزز من الرفاهية البشرية وليس تهديدًا لها.. إن إدراك المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتعامل معها بمسؤولية سيشكل مستقبل البشرية في ظل هذه التقنيات المتطورة.
|