القاهرة 15 اكتوبر 2024 الساعة 10:23 ص
كتبت: هبة أحمد معوض
في حواري مع أول فراشة مصرية الباليرينا دكتورة ماجدة صالح رحمها الله، حكت لي عن حياتها الشخصية والمهنية كباليرينا، وبعدها حينما حصلت على دكتوراه في الباليه، حتى عُينت أول رئيس لدار الأوبرا المصرية بعد حريق القاهرة.. والحقيقة إن الحديث عن ذلك الفن وتاريخه وسير أعلامه أعجبني كثيرًا، أما خلفياته التاريخية فجذبتني له أكثر.. كيف كان هو الأساس في مصر خلال فترة من الفترات؟ وكيف خبا نجمه فجأة ودون سابق إنذار؟ وما علاقته بفن التحطيب؟ وكيف أنه فنٌ راقٍ وليس مجرد رقص أو رياضة؟!
بعد ذلك الحوار أسئلة عديدة راودتني ولم أجد لها إجابة شافية، لكن اكتشفت أن الفن كان مهمًا لدرجة أن دكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة وقتها والرئيس جمال عبد الناصر ولوا اهتمامهم به أكثر من أي فن آخر، كما أن مصر من أعظم الدول في ريادة ذلك الفن "الباليه"، ومع كلمات هذه الباليرينا فجأة وبدون مقدمات وجدت المجتمع انحدر، وسافر الرعيل الأول من أبناء الباليه والذين أصبحوا مؤسسيه في مصر قسرًا، فالبعض اتجه لروسيا والبعض الآخر للولايات المتحدة الأمريكية.
مع كل كلمة سمعتها أحببت تاريخ فن الباليه، ومنها بحثت عن كتاب أستطيع من خلاله التعرف على تاريخ نشأة الباليه كفن على مستوى العالم بشكل أكثر توسعًا، والحقيقة فوجئت بقلة المؤلفات عنه، لكن دكتورة راجية عاشور الباليرينا المصرية وثقت تاريخه بشكل احترافي في كتابها "تذوق فن الباليه"، والذي من خلاله صُدمت حينما عرفت أن منشأ الباليه إيطاليا وليس روسيا، وبعدها عرفت لماذا كان الاتحاد السوفيتي الرائد الأول. وقد انتبهت الولايات المتحدة إلى أهميته، وبدأت تفتح المدارس لتدريسه.
حقيقة الكتاب بالفعل يجعلنا نتذوق الفن، إذ إنه ممتع لأي شخص يحب الفنون عامة والباليه خاصة، نظرًا لأن صاحبته تعرض تاريخ الباليه منذ أول يوم ظهر فيه، ففيه أجابت عن أي سؤال ممكن أن يخطر على بال الفرد العادي حول الباليه، من أحداث وسير وأعلام، وكيف عُني به وتطور وكثرت مدارسه، كما تعلمنا من خلاله أسماء الألعاب والحركات الصحيحة، الموضحة في صور، ومن ثم كان الكتاب بمثابة محاولة منها لسد النقص في الكتابة عن الباليه بالمكتبة العربية.
والممتع في الكتاب أكثر أنه ليس للمتخصصين فقط، بل كما قالت صاحبته: "إلى كل فراشة صغيرة تخطو أولى خطواتها في عالم الباليه، وإلى محبي الفنون الرفيعة وعشاق تذوق الجمال".
|