القاهرة 14 اكتوبر 2024 الساعة 01:33 م
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضم جاليرى بيكاسو إيست بالتجمع الخامس معرضى "محطات" للفنان التشكيلى الدكتور فتحى عفيفى، و"خيال مآتة" للفنان الدكتور إبراهيم غزالة..
وقد عبر التشكيلي ابراهيم غزالة عن صدق الهوية المصرية وفلسفته التي تجمع بين الاحساس والألوان، وأن "الفزاعة" أو خيال المآتة تشكل رمزًا قويًا للطبيعة وذكريات الطفولة.
بينما أبدع التشكيلي فتحي عفيفي من خلال لوحاته في سرد رحلة لا تُنسى عبر المحطات التي مرت بحياته، ليقدم لجمهوره فرصة فريدة لاستكشاف اللحظات العميقة التي تشكل حياته وحياتنا منذ نعومة أظافرنا وانخراطنا مع المجتمع، فجسد عفيفي بنظرة مميزة صدى عميق لأهمية تراثنا وتاريخنا، ليرصد المناطق الشعبية بكل ما تحمله من تفاصيل.
وقال الفنان د. إبراهيم غزالة عن معرضه أن لوحاته تأثرت بجمال الطبيعة وألوان الزهور والفواكه، معتمدًا على فلسفة تجمع بين الإحساس العميق باللون وحب الطبيعة.
واستكمل قائلا أن القصة بدأت بتعلقى بخيال المآتة منذ الطفولة، ومن هنا رسمت لوحات عنه باعتباره كائن مناضل جميل يعمل في الأراضى الزراعية بإخلاص دون مقابل ولا شكوى.
وأضاف أن رسم لوحات خيال المآتة استغرق عامين كاملين، حرصا على أن تأخذ اللوحات من يشاهدها إلى آفاق ورؤي جديدة في الفن التشكيلي، حيث تمزج اللوحات بين الواقعية والتجريدية.
يذكر أن الفنان الدكتور إبراهيم غزالة ولدةعام 1960، وحصل على بكالوريوس في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان عام 1984، وقد عمل كمعيد ومدرس مساعد ومدرس في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، كما شغل أيضًا منصب مدير مراسم الأقصر الدولية، ويعد الفنان إبراهيم غزالة، رمزًا للفن الذي يتجاوز التقليد، حيث تعبر رؤيته الفنية عن جمال وثراء الهوية المصرية، ليُظهر قدرته على تحويل الواقع إلى لوحات تُلامس القلوب وتُخلد في الذاكرة.
ومن جانبه قال فتحى عفيفى: إن معرض "محطات" يتناول مسيرتي الفنية منذ الثمانينات وحتى عام 2022، فهذا المعرض يصف تجربتى الفنية كاملة، وقد تأثرت أعمالي بالأحداث السياسية والاقتصادية في الستينات، وازدهرت تحت تأثير الاشتراكية المعتدلة، معبرة عن المعدات والماكينات الضخمة، مما يعكس تناقضات "الجماد والإنسان"، أو الروح والمادة.
وأشار "عفيفى" إلى أنه عبر عن معاناة الفلاحين والعمال، مستعرضًا حياتهم اليومية وأفراحهم وهمومهم، مضيفا أنه عبر عن الهوية المصرية من خلال رسمه لشوارع منطقة السيدة زينب التي تربى فيها.
كما انتقل عفيفي مرة أخرى إلى الحارة والمترو، قائلا: في هذه المرحلة ابتعدت لوحاتي المعتادة عن الفلاحين والعمال لأركز على الإنسان مُبرزا تفاصيله الدقيقة، تعابير وجهه، حركات جسده، وما يشي به صمته، فالمترو يُمثل رمز للمجتمع المصري بكل ما فيه من تنوع وثراء وتناقضات، فوجدت فيه ثيمة فارقة في تجسيد صورة مجتمعية مختلفة.
يذكر أن الفنان الدكتور فتحي عفيفي يعد من أبرز رموز الحركة التشكيلية في مصر، وقد وُلد في حي السيدة زينب، حيث شكلت طفولته جزءًا أساسيًا من هويته الفنية، وكان لدخول عفيفي إلى مصانع الإنتاج الحربي في عام 1988 كان نقطة تحول في مسيرته، حيث رأى في الإنتاج انعكاسًا لتجاوز المجتمع للفقر، تأثرت أعماله بأحداث جيل الستينيات السياسية والاقتصادية، وعبر عفيفي في لوحاته عن معاناة الفلاحين والعمال، مستعرضًا حياتهم اليومية وأفراحهم وهمومهم، يمثل رمزًا للفن المعاصر في مصر، يجسد من خلال أعماله روح الطبقة المتوسطة والبسيطة، تاركًا بصمة فنية فريدة.
مستلهمًا من بيئته الشعبية والفولكلور المحلي، معبرًا عن الهوية المصرية، كما تأثرت أعماله أيضًا بالسينما المصرية القديمة وأدب نجيب محفوظ، مما يجسد ذكريات طفولته في السيدة زينب، في رحلته الفنية العميقة، يأخذنا عفيفي إلى قلب المجتمع المصري.
الجدير بالذكر ان افتتاح المعرضين قد شهد حضور الفنان أحمد شيحا، والفنان الدكتور صلاح المليجى، والعديد من الفنانين التشكيليين وبعض الشخصيات العامة، ويستمر حتي نهاية أكتوبر الجاري
|