القاهرة 08 اكتوبر 2024 الساعة 10:27 ص
 

كتبت: هبة أحمد معوض

"العلم في نظر نجيب محفوظ قد يُخطئ الدروب والمسالك، وقد يصبح سنداً للقوة الغاشمة، وقد يتسبب حتى في موت الله، ولكنه لا يمكنه مع ذلك أن يكون مبغوضًا ولا مكروهًا عند الله، لأن العلم هو اليوم طريق الخلاص للإنسانية، بل قل نبيّها الجديد في عصر نهاية الأنبياء.".

في هذا الكتاب "الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية" ليس هدف المؤلف "جورج طرابيشي" دراسة أعمال نجيب محفوظ، بل دراسته هو نفسه كإنسان ومفكر وفيلسوف، تبعث أعماله على التفكر، حيث تناول الصورة الرمزية للذات الإلهية في بعض أعمال محفوظ، وآثر أعمال أولاد حارتنا، زعبلاوي، الطريق، الشحاذ، حارة العشاق، حكاية بلا بداية وبلا نهاية، ومن خلالهم وضع الأسباب التي جذبت صاحب نوبل للرمز، ودفعته إلى الابتعاد عن السرد والتفصيل.

فمن رأي طرابيشي أن محفوظ أراد أن يوفق بين الدين والعلم، ويؤكد على أن هدفهما واحد، ومن خلال عدة تفسيرات نجد أن محفوظ بعيد كل البعد عن الأفكار الإلحادية، بل لديه عقيدة دينية ذات نزعة صوفية إيمانية شديدة، وهو ما أتفق معه فيه، إذ إن نشأته الأولى ذاتها خلقت بداخله ذلك الوجد المتفرد، فلم يكن هدفه أبدًا في أعماله التمرد على الخالق، بل كان مصابه التقرب من الله بالمنطق.

الله في رحلة نجيب محفوظ من الممكن أن يكون الكتاب الذي قد تعرف فكر محفوظ من خلاله، بل هو أكثر الأعمال التي تناولت فكره بشمولية وحيادية، إن رأيي فيه لم يختلف أبدًا بعد قراءة الكتاب، وهو أن مصر لم تنجب أديب مثله أبدًا، إذ استطاع أن يجمع بين الوجودية والعدمية والواقعية والنفسية والجريمة والسياسة والدين والعلم، بصورة واضحة في أعماله، إلى جانب إعادة صياغته لقصة الخلق التي ظهرت متسلسلة في رواياته أجمع..

جورج طرابيشي في هذا الكتاب يحلل بعض روايات نجيب محفوظ ويفك شفرتها ويحاول شرح ما كان يرمز له عم نجيب بين السطور، الروايات اللي حللها الكاتب هي : أولاد حارتنا، الشحاذ، الطريق، قصة بلا بداية ولا نهاية، ثرثرة فوق النيل وحارة العشاق.

يتناول الكاتب عالم نجيب محفوظ بتحليل و تأويل ربما لن يتخيله الكثير من القراء بسهولة، ويجعل من عالم نجيب أجمل و أوضح للقراء.