القاهرة 04 اكتوبر 2024 الساعة 01:58 م
كتبت: إنجي عبدالمنعم
* د. مسعود شومان: توجد فرق نسخة تكرارية من بعضها.
* د.حسام محسب: رقصة التنورة ليست لها علاقة بالرقص الشعبي.
* د.سمر سعيد: محمود رضا استلهم حركات الفلاحة من الحقول.
* عمرو عجمي: فرق الفنون الشعبية بقصور الثقافة حائط الصد الأكبر للفن الشعبي بمصر.
شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، أمس الخميس، أولى الندوات العلمية المتخصصة لمهرجان الإسماعيلية الدُولي للفنون الشعبية في دورته الرابعة والعشرين، المنعقد برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، وتقيمه الوزارة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، والعلاقات الثقافية الخارجية، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية.
عقدت الندوة بعنوان "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي" وأدارها الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك بها د. سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، د. حسام محسب أستاذ الرقص الشعبي بأكاديمية الفنون ومستشار رئيس الأكاديمية، الفنان عمرو عجمي مخرج ومصمم ومدرب الفنون الحركية.
أعرب "شومان" عن سعادته بإقامة الندوات العلمية بالمهرجان، موضحا أن الندوات تتناول عدة قضايا علمية للفن الشعبي من خلال مناقشة بعض مفاهيم التوظيف، الاستلهام والاقتباس، حتى يتم التعامل السليم مع أدوات الفن الشعبي من إكسسوارات وملابس وغيرها.
وأشار أن الندوات يشارك بها نخبة من المتخصصين في مجال الفن الشعبي، لمناقشة "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، و"توظيف فنون القول والموسيقى في فرق الفنون الشعبية".
وأكد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية أهمية تعيين باحث لكل فرقة يلجأ إليه مصمم الفنون الشعبية قبل أن يبدأ تصميم استعراض جديد حتى يعبر الاستعراض بصدق عن البيئة والمجتمع الذى ينتمي إليه، كما أوضح أن هناك عددا من الفرق هي نسخة تكرارية من بعضها، فنجد "الحصان الشرقاوي" قفز إلى عدد من فرق الفنون الشعبية، كما نجد "العصا" موجودة في كل الفرق.
وطرح "شومان" عدة تساؤلات منها كيف نطور الفرق، وكيف يستلهم المبدع الشعبي مصادره سواء أكانت موسيقية أو حركية أو تشكيلية، وطالب الفرق الفنية أن تكون على علم بأعلام الرقص الشعبي في مصر وأنواع الرقصات، كما تحدث عن آليات الاستلهام وآليات التوظيف في رقصات الفن الشعبي.
من جهته أوضح د. حسام محسب أن قصور الثقافة أتاحت له الفرصة للتعرف على فرق الفنون الشعبية، مشيرا أنه بدأ حياته الفنية كراقص فنون شعبية ثم مدرب، موضحا أن أول إشكالية يواجهها الفن الشعبي هي الخلط بين دور المصمم والمخرج والمدرب.
كما تحدث عن الأجور الهزيلة التي يتقاضاها أعضاء وراقصي فرق الفنون الشعبية التي تؤثر بالسلب على أداء الفرقة، منوها لأهمية إثراء وتشكيل عقل راقص الفنون الشعبية بتعلم تاريخ الفن الشعبي، والموسيقى، والرقص الذي له أشكال متعددة، وأكد أن مصمم الفرق عليه أن يدرك أوجه الاختلاف بين الرقصات، لأن معظم الفرق أصبحت الآن متشابهة في رقصاتها، حيث نجد "التنورة"، "الحصان"، و "التحطيب" داخل معظم الفرق التي ليس لها موروث ثقافي يتعلق بذلك.
وأوضح "محسب" أن رقصة التنورة مرتبطة بفرقة المولوية وطريقة الصوفية وهي رقصة ليست لها علاقة بالرقص الشعبي؛ فالرقصات عليها أن تعبر عن البيئة والمجتمع بشكل كبير. كما تطرق إلى فكرة عمل بنك المعلومات كأطلس الفلكلور لتسجيل الرقصات الخاصة بكل محافظة من محافظات مصر.
وتحدث عن فرقة رومانيا التى شاركت بالأمس في افتتاح المهرجان بفقراتها التى قدمت من خلال نموذجا للفن الشعبي بدولة رومانيا، وأضاف أن معظم فرق الفنون الشعبية تعتمد على شغل فرقة رضا للفنون الشعبية.
وبدورها أوضحت د. سمر سعيد أن مهرجان الإسماعيلية يعتبر المهرجان الوحيد الذى يهتم بالفنون الشعبية، وقدمت الشكر إلى قصور الثقافة وإدارة المهرجان لعودة الندوات العلمية لمهرجان الإسماعيلية الدولي كما كانت من قبل.
كما أوضحت أن موضوع الندوة شائك وكبير، ومن المهم إدراك أن الشعب المصري يرقص في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية مثل السبوع والزواج، ولا يرقص لمجرد الرقص، مثل الشعب اليوناني الذى يرقص للرقص ومن أشهر الرقصات رقصة "زوربا".
وطالبت "سعيد" من المصمم أو المخرج أو المدرب بعدم الاكتفاء برقصة واحدة، والاستعانة بأكثر من رقصة لكي تعبر عن البيئة الثقافية سواء أكانت صحراوية أو ساحلية أو زراعية؛ فكل ما يؤدي على خشبة المسرح هو استلهام لعناصر درجات
المنتج الثقافي، وأشارت أن الاستلهام يأتي من استلهام مفردات من البيئة نفسها التى تميزها عن غيرها من البيئات المصرية المختلفة وليس من الفرق الفنية.
كما تحدثت عن دور مصمم الاستعراضات للفرقة الفنية الذي يختلف حينما تكون الفرقة تابعة لقصور الثقافة عن الفرقة التي تكون تابعة للشباب والرياضة.
وعن الأداء الحركي لكل رقصة، أكدت أن رقصة الحجالة جاءت فكرتها معبرة عن البيئة الصحراوية في خطوة البنت وهي ترقص على الرمال الصحراوية الساخنة، وأن الهدف الأساسي لإنشاء فرقة فنية هو التعبير عن المجتمع الذي تنتمي إليه وهويته، موضحة أن الفنان محمود رضا استلهم حركات الفلاحة من الحقول، واستخدمها على خشبة المسرح بحرفية عالية.
وأكد عمرو عجمي أن فرق الفنون الشعبية بقصور الثقافة هي حائط الصد الأكبر للفن الشعبي بمصر، كما تناول الإشكاليات الفنية الموجودة داخل فرق الفنون الشعبية.
وأشار "عجمي" إلى أهمية تقدير وتقديم الدعم المعنوي والمادي لراقص الفنون الشعبية حتى يستطيع إخراج أجمل ما لديه من فن ويبدع بشكل حرفي فني عالمي.
وطالب بإعادة النظر في فرق الفنون الشعبية في مصر والاهتمام بهم حتى لا يندثر الفن الشعبي، ويبقى الفن الشعبي الأصيل داخل دائرة الضوء والاهتمام داخل مصر وخارجها.
وفي الختام تم فتح باب المداخلات والمناقشات للحضور، وشهدت مداخلة للدكتور شعيب خلف مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، تحدث خلالها عن مشروع أطلس الفولكلور الذي يقوم برصد وتوثيق العادات والتقاليد والممارسات الشعبية التي يجب على الفرق الاستعانة بها في تصميم الرقصات لاستعادة موروثا الأصلي والابتعاد عن الخلط بين الرقصات حتى يكون هناك خصوصية تميز كل محافظة.
وفي مداخلة أخرى أثنى خلالها الفنان ماهر كمال مدير المهرجان على عودة انعقاد الندوات العلمية المتخصصة في الفن الشعبي ضمن فعاليات مهرجان الإسماعيلية، ثم تحدث عن تجربته كعضو في فرقة الفنون الشعبية، موضحا أن اللائحة لم تتغير منذ 1995 حتى الآن في الجانب المالي، مما يؤثر بالسلب على أداء وتطوير الفرق الفنية، ثم جاءت المدخلات الأخرى من المدربين وأعضاء الفرق تأكيدًا على ما قاله مدير المهرجان بشأن اللائحة المالية للفرق.
وأجمعت الآراء في نهاية الندوة على ضرورة تقديم دورات تدريبية علمية متخصصة تقام بشكل دوري وتساهم في تثقيف أعضاء الفرق وتعمل على تطوير أدائهم الفني.
وشهدت الندوة تكريم اسم الراحل عبد الغني الجندي الكاتب والمؤرخ والباحث، والذي يعد أحد رموز الفن الشعبي بمصر.
وتقدم الندوات العلمية للمهرجان بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وتناقش عدة موضوعات أهمها: "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، "توظيف فنون القول والموسيقى في فرق الفنون الشعبية"، وكذلك "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي".
يشار إلى أن فعاليات المهرجان تقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتنفذ الفعاليات الفنية من خلال الإدارة العامة للمهرجانات برئاسة إيمان حمدي، والإدارة العامة للفنون الشعبية برئاسة الفنان محمد حجاج، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة الإسماعيلية، برئاسة شيرين عبد الرحمن.
وافتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، أمس الأربعاء، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدُولي للفنون الشعبية، بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، والكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعدد من القيادات الثقافية والشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وذلك على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، وتشارك به 21 فرقة فنون شعبية مصرية وأجنبية ويستمر حتى 7 أكتوبر الحالي.
|