القاهرة 01 اكتوبر 2024 الساعة 11:10 ص
كتبت: هبة البدري
أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، مؤتمر تحقيق التراث السنوي في دورته الرابعة على مدار يومين حول "تراث مدينة الإسكندرية"، وقد شارك في المؤتمر الباحثين والباحثات في مجال تحقيق التراث.
في بداية المؤتمر تحدث الدكتور أسامة طلعت رئيس دار الكتب والوثائق، مرحبا بالحضور ومتوجها بالشكر لباحثي مركز تحقيق التراث على ما بذلوه من جهد، وأشار اإلى أهمية تراث مدينة الإسكندرية التي يمتد تاريخها وإسهامات علمائها عبر قرون طويلة.
واستعرض الدكتور أيمن فؤاد سيد رئيس المؤتمر، تاريخ مدينة الإسكندرية منذ أنشأها الإسكندر الأكبر وصارت عاصمة لمصر قرابة الألف عام، وفي العصر الحديث اعتبرت الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر، كما استقبلت عددا من المهاجرين من دول كثيرة.
ثم بدأت المحاضرة الافتتاحية تحت عنوان "الإسكندرية عاصمة مصر في العصرين البطلمي والروماني"، وألقى المحاضرة الدكتور محمد عبد الغني أستاذ التاريخ والحضارة اليونانية والرومانية بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية.
وبدأت الجلسة الأولى بعنوان "الإسكندرية عاصمة مصر في العصرين البطلمي والروماني" برئاسة الدكتور عزت قادوس أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية.
وتحدثت في الجلسة أمنية منير فتح الله كبير أخصائي بحوث بقطاع البحث العلمي، بمكتبة الإسكندرية حول "مكتبة الإسكندرية القديمة: بصمة سكندرية ناصعة على جبين البشرية" وأشارت إلى التراث الفكري والفلسفي للمدينة التي كانت قبلة للعلماء والمفكرين للدراسة في الموسيون والمكتبة. وكانت الموسيون مؤسسة ثقافية متكاملة أقرب إلى المجمع العلمي تحت رعاية الملك، وكان للمؤسسة طابع ديني روحي فيه تعبد لربات الفن والتاريخ والفلك.
وتحدث الدكتور سليمان جادو شعيب الباحث والناقـد والمحاضر عن "مكتبة الإسكندرية القديمة تاريخها وأهميتها"، وأكد في كلمته أن المدينة شهدت أول افتراض بالقول أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس، وأول ترجمة للعهد القديم، وكانت مكتبة الإسكندرية أعظم مكتبات العالم القديم على الإطلاق.
وتحدثت مروة سعيد يوسف باحثة دكتوراه بكلية الآداب، جامعة بنها، حول "الأعياد والاحتفالات ووسائل الترفيه في الإسكندرية في العصر البيزنطي"، وأشارت إلى تأثير التنوع العرقي والديني على الاحتفالات داخل الإسكندرية. حيث كان الشعب السكندري يفضل الترفيه وسباقات الخيل، والمصارعة والمسرح، واستمر ذلك الطابع خلال العصرين اليوناني والروماني، وكانت الاحتفالات تتنوع بين الديني والسياسي والعام والخاص، كما ارتبطت بعض هذه الاحتفالات بالمواسم الزراعية.
و اختتمت الجلسة بكلمة الدكتور سعيد محمد طه محمد، المتخصص في تاريخ العصور الوسطي عن "المرأة في المجتمع السكندري خلال القرن السادس الميلادي"، وتناول البحث تأثير المسيحية على المرأة البيزنطية، حيث تراوح عمر البنت عند الزواج لدى الطبقة الثرية نحو 16 عاما وأصغر من ذلك في الطبقات الأكثر فقرا، وأشار إلى مشاركة النساء في الإسكندرية في كافة الأعمال التجارية.
أخيرا أعلن مؤتمر تحقيق التراث بدار الكتب توصياته، التي تضمنت توصية برقمنة النقوش والكتابات الموجودة على العمائر باختلاف أنواعها وإتاحتها للباحثين والدارسين، كذلك استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في قراءة الكلمات المطموسة في نصوص الإنشاء الخاصة بالعمائر، وتبني إحدى المؤسسات فكرة نشر المؤلفات التي تتناول تاريخ الإسكندرية، كما أوصى المؤتمر بإجراء دراسة تتناول الشخصية المصرية ودورها الحضاري من خلال تراثنا العربي المخطوط.
|