القاهرة 01 اكتوبر 2024 الساعة 10:55 ص
ترجمة وإعداد: د. فايزة حلمي
مثل كثير من الناس، شعرت بالحاجة إلى التخلي عن شيء ما، من السهل الوصول إلى نقطة؛ حيث يبدو أن الوقت الذي استثمرته في حلم أو هدف ووقت الإثمار؛ قد يكون شاقًا للغاية، هناك دورات من الإثارة والحماس والإبداع ويتبعها اليأس والإحباط والرغبة في التخلي.
لماذا نتخلّى بسهولة؟
أدمغتنا مُصممة للتخلّى بسهولة، هذا طبيعي، يُعتقد أن البشر يتصرفون وفقًا لـ "مبدأ البهجة"، الإشباع الفوري؛ أي الرغبة في تجربة المتعة أو الرضا دون تأخير أو تأجيل، في الأساس؛ إنه عندما تريد ذلك؛ تريده الآن.
أدمغتنا مرتبطة بالمكافآت الفورية في المقابل، لقد ولدنا للبحث عن إشباع فوري لأنه في العصور القديمة؛ كان الحصول على فوائد فورية أمرًا ضروريًا للبقاء على قيد الحياة، نحن نركز بشكل كبير على الحاضر، وبالتالي عندما لا نحصل على ما نريده على الفور، نشعر بالقلق ونريد التخلّي، نعم؛ لذا من حين لآخر، فإن الرغبة في التخلّي أمر طبيعي، لكنه ليس بالشيء الجيد.
إن تحديد الأسباب التي تجعل التخلّي يبدو الخيار الأفضل أمرٌ في غاية الأهمية، هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يريدون ذلك، وكل منها مدفوعة بدوافع مختلفة.
- دروس خاطئة في الفشل: عدم القدرة على رؤية حاجز الدرس، والاستمرار على أي حال، النتيجة أكثر أهمية من الرحلة: التركيز بشكل أكبر على النتيجة النهائية واستبعاد أهمية كيفية الوصول إلى الهدف النهائي والنمو على طول الطريق.
- رؤية الفشل قبل حدوثه: التخريب الذاتي لنفسك من خلال خلق فكرة أنه لن يحدث، هذا عادة ما يرجع إلى المعتقدات المحدودة ونقص الإيمان بالنفس.
- الافتقار إلى الانضباط: إدراك أن تحقيق حلمك لن يقع في غضون أسابيع قليلة فحسب، بل سيتطلب في الواقع عملاً شاقًا وتصميمًا.
- عدم التكيف مع التغييرات: عدم تَبنّي التغييرات في الاتجاه، والحاجة إلى تعديل الأفكار أو العثور على الأشياء التي تتطور بشكل مختلف عن الطريقة التي تخيلتها بها في الأصل وأخذها كعلامة لا يقصد بها العمل؛ تظهر لك أنك لست منفتحًا على التغييرات والتطور الطبيعي إلى شيء أكثر روعة.
-
عواقب التخلّي مبكرًا جدًا
النجاح الفوري هو خرافة دائما، يفشل العديد من الأشخاص الناجحين مئات المرات، إذا اختاروا التخلّي بدلاً من العمل بجدية أكثر لتحقيق أهدافهم؛ فلن ينجحوا أبدًا.
على سبيل المثال؛ طُرِد "والت ديزني" مِن قِبل محرر إحدى الصحف لأنه "يفتقر إلى الخيال وليست لديه أفكار جيدة". إذا تخلى عن التخيل والحلم بالأفكار الكبيرة، لما وجد شركة ديزني الناجحة.
ولنأخذ لاعب كرة القدم الشهير "ديفيد بيكهام" كمثال آخر، كان لديه وقت توقف فيه بعد طرده بالبطاقة الحمراء في مباراة كأس العالم ضد الأرجنتين في عام 1998، بحيث لم يتمكن المنتخب الإنجليزي من الوصول إلى الدور التالي وكان الجميع يكرهونه ويلومونه على ذلك، إذا تخلى بيكهام عن لعب كرة القدم؛ فلن نرى اللاعب الناجح يقود فرقا مختلفة ويصبح أحد أكثر اللاعبين الأسطوريين في التاريخ.
إذا تخلّيت الآن ، فأنت تتخلى عن المستقبل المشرق والنتائج الرائعة التي ستحصل عليها، تكمن القوة في عقليتك وتغيير هذا؛ هو المفتاح للحفاظ على الحافز الذي تحتاجه عندما تصبح الأمور صعبة، لهذا السبب من المهم أن تدرك أهمية عدم التخلّي.
إنه جيل الإشباع الفوري؛ الذي يَخلق الوهم بأن كل شخص يحتاج إلى ما يريد، ينظر الناس إلى الأشخاص الناجحين الآخرين ويفترضون أنهم حققوا نجاحًا بين عشية وضحاها، لكن في الواقع؛ تطلّب الأمر عملاً شاقًا والكثير من الفشل للوصول إلى ما حققوه.
معظمهم لا يرون الرحلة أبدًا ولكن الوجهة فقط، ويحبون هذه الفكرة القائلة بأنهم لا يحتاجون إلى العمل الجاد للحصول عليها.
افهم أن هذه أسطورة، ولا تُثنَي عن هذا الأمر، لأن الرحلة في الواقع هي المكان الذي يحدث فيه السحر وتجعل هدفك النهائي أكثر متعة.
-
قد تكون هناك حاجة لِنَهج مختلف
يحكم الناس على أنفسهم بقسوة، ويفترضون أنهم غير قادرين؛ إذا بَدا أنهم يفشلون في شيء يريدونه، هذا يمكن ببساطة يُحَل بتجربة نَهج مختلف.
غالبًا ما يركز الناس بشدة على الهدف النهائي ويعتقدون أن هناك طريقة أو طريقتين فقط لتحقيق ذلك، في الواقع؛ قد يكون هناك أكثر مِن مئات السبل التي لم ينفتح عليها أذهانهم، انفتح وغيّر وجهة نظرك، هل هناك طرق أخرى يمكنك القيام بها وتشعر بتحسن؟
-
سوف تتساءل دائمًا "ماذا لو"
الشعور بالندم يمكن أن يضربك بشدة؛ ستجد نَفسَك قائلا: ماذا لو تمسكت به للتو؟ كان بإمكاني تحقيق ذلك الآن، ماذا لو لم أتخلّى، كيف ستختلف حياتي؟
في حين أن الندم هو الشيء الأول الذي يجب ألا تضيّع وقتك في القيام به، قبل أن تترك حلمك؛ فقط تخيل كيف يمكن أن تتحول حياتك، وأين يمكن أن تكون خلال عام أو عامين أو خمس سنوات.
لا تَدع لنفسك في المستقبل؛ الفرصة لتندم، بسبب القرار الوحيد الذي اتخذته في الوقت الحاضر.
..(يتبع)
|