القاهرة 21 سبتمبر 2024 الساعة 11:08 ص
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات مهرجان "مسرح الهواة" في دورته العشرين، التي تحمل اسم الفنان الراحل "زكريا الحجاوي"، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، قدم على خشبة مسرح السامر بالعجوزة، العرض المسرحي "حريم النار" آخر العروض المسرحية بالمهرجان، لفرقة جمعية بورسعيد للتنمية والبيئة، من تأليف شاذلي فرح، وإخراج مجدي الشناوي،.
يناقش العرض قضايا المرأة في صعيد مصر حيث البيئة القاسية المغلقة، والمعتقدات والعادات العقيمة وذلك من خلال طرح عدة قضايا كالقهر الاجتماعي، والزواج المبكر وعدم أخذ فرص للتعليم وغيرها نتيجة الأعراف المفروضة على النساء.. وتدور أحداث العرض داخل بيت يحمل معالم البيئه الصعيدية، وتظهر مجموعة من النساء يتحدثن بلسان حال نساء قرى الصعيد والريف، اللاتي يعانين من العادات والتقاليد التي تسجن الأنثى منذ ولادتها في بيت أبيها، ثم بيت زوجها، وبمجرد وفاة الزوج تصبح هي السجينة والسجانة معا، حيث تربي بناتها بنفس الطريقة، لذا تواجه كل منهن مشكلة خاصة، ويقعن في حب شخص واحد لتستمر المأساة عبر الأجيال.
عرض "حريم النار" من أداء الممثلين: سارة هاني، عزة وجدي، سلمى هاني، سارة حجازي، ليلى عبد القادر، حنين محمد، هبة مجدي، تنفيذ ديكور مجدي نجم، إضاءة محمد عبد الرؤوف، إكسسوارات ضحى السيد، مؤثرات محمد هريسة، ماكياج جايدا الجباس، مساعد مخرج شادي حامد، ومي محمد، ومخرج منفذ سليمان رضوان، ومن تأليف شاذلي فرح، وإخراج مجدي الشناوي
قُدم العرض بحضور الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ولجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه.
* الندوة نقدية:
أعقب العرضين ندوة نقدية شارك بها النقاد د. محمد زعيمة، د. حسام أبو العلا، د.طارق عبد العزيز، وقال خلالها "زعيمة" أن هذا العرض يعد من العروض المميزة، فهو يعالج قضايا عميقة تتعلق بالعادات والتقاليد في الجنوب المصري، وكيف يمكن لهذه التقاليد أن تتحول إلى مأساة، وأشار أن ما يميز النص هو القدرة على نقل هذه القضايا مما يجعلها أكثر قربا وواقعية للجمهور، كما أن استخدام المخرج نفس الجمل في البداية والنهاية، كما في مشهد وفاة "الأب"، و"الأبنة"، أضفى لمسة فنية جعلت النص مترابطا ومكثفا.
وعن الموسيقى والإضاءة، أوضح أن استخدامهم جاء بشكل مفرط مما أحدث تشويش أثناء متابعة الأحداث، فالصمت في بعض الأحيان يمكن أن يكون أبلغ وأكثر تأثيرا.
وأشاد د. طارق عبدالعزيز بالعرض قائلا أنه يعتبر من أفضل العروض المقدمة بالمهرجان، وتساءل عن العلاقة بين المسرح الصعيدي والبورسعيدي، موضحا أنه تساؤل مثيرا للاهتمام، ربما في محاولة لفهم الاختلافات الثقافية والإقليمية التي ينعكس من خلالها المسرح في كل منطقة، ثم تناول تحليل النص الذي قدمه المؤلف، ووصفه بأنه يعكس سطوة المرأة خصوصا في مواجهة العادات المجتمعية المتعلقة بالإرث، الطلاق، والترمل، وظهر ذلك خلال مشاهد الأم التي بدت وكأنها "السجان" داخل المنزل، ما عكس قوتها وسلطتها الكامنة داخلها.
وعن أداء الممثلين أوضح أن لديهم قدرات هائلة ولكنهم بحاجة إلى المزيد من التدريب، مقدما التحية لفريق العمل الذي جعل الجمهور يتفاعل مع أحداث العرض.
من ناحيته رأى د. حسام أبو العلا أن النص الذي اختاره المخرج، رغم أهميته التاريخية، إلا أنه لم يُحدِث تأثيرا بنفس القوة، إذا عرض في حقبة الستينيات والسبعينيات، وأوضح أنه العرض بمثابة صرخة للمرأة، ويتطلب معالجة درامية أكثر اختلافا لكى تتلاءم مع احتياجات العصر الحديث، من خلال التركيز على احتياجات المرأة وتغيير الأفكار التقليدية المتعلقة بالزواج، وطرح تطلعات المجتمع الحالي بدلا من التمسك بالتقاليد التي قد لا تعكس الواقع اليومي لأبناء الصعيد.
يذكر أن مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية ترأسه الفنان د. هاني كمال، وأقيم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، وشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا من العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال العام، بهدف تشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على التنافس الخلاق، وتطوير مستقبل المسرح بمختلف أقاليم مصر، وقدمت العروض مجانا للجمهور، ويصدر عن المهرجان نشرة يومية، واستمر فعالياته حتى يوم 21 سبتمبر الجاري، ويقام حفل ختام المهرجان في السابعة مساء اليوم السبت على مسرح السامر بالعجوزة.
|