القاهرة 19 سبتمبر 2024 الساعة 11:53 ص
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات مهرجان "مسرح الهواة" في دورته العشرين، التي تحمل اسم الفنان الراحل "زكريا الحجاوي"، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، قدم على خشبة مسرح السامر بالعجوزة العرض المسرحي "طرح حرير" لفرقة "صوت بلادي" المسرحية الحرة، بالتعاون مع جمعية "أصالة" لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة، من تأليف شريف صلاح الدين، وإخراج أحمد لطفي.
يتناول العرض فكرة مختلفة هي الانتقال الدائم بين الماضي والحاضر لاكتشاف تناقضات وأسرار النفس البشرية وينتمي العرض إلى المدرسة الكلاسيكة، ويظهر ذلك عبر حركة الممثلين ومن خلال التقنيات المسرحية المختلفة التي وظفت لصالح العرض ليصل إلى منطقة شديدة الالتباس والتعقيد، وهي النفس البشرية بما تحمله من مشاعر مختلطة وغير ثابتة يتسم بها كل البشر، حيث يتنقلون بين خضم من المشاعر المتناقضة مثل الانتقام والحب والحنين والرغبة وغيرها.
وتدور أحداث العرض حول رسام يعيش داخل مرسم مع ذكرياته وماضيه، ويتعرض لعدة مفارقات تجعله يستسلم لضعفه وموته، في تجسيد لشدة الصراع النفسي بين الرسام، وذاته، والفتاة الضحية التي تجسد شخصية الأم، وهي حالة واقعية يواجهها البعض في المجتمع، حيث يكون لديهم ميول للانتقام فالعرض قصة واقعية، تدور في إطار درامي تراجيدي.
يشار أن العرض المسرحي "طرح حرير" من بطولة الممثلين: كريم الفقي، وفاء عبد الله، ديكور وملابس سماح نبيل، تصميم إضاءة وليد درويش، تنفيذ إضاءة أحمد أسامة، بيكو، تنفيذ ديكور محمد رمضان، ماكياچ ماجدة اللبان، مساعد إخراج أحمد عبد الله، محمد هاني، مخرج منفذ معتز الأسمر، مي الرازقي، ومخرج مساعد شهاب الدين وائل، ومن تأليف شريف صلاح الدين، وإخراج أحمد لطفي.
وقد شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه، وبحضور عبير الرشيدي مدير المهرجان
* الندوة النقدية:
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها د. محمد زعيمة، وشارك بها الناقدان د. حسام أبو العلا، ود. طارق عمار، وقال خلالها "زعيمة" أن العرض اعتمد على الإضاءة الأمامية بحرفية وساعد ذلك في إظهار وجه الممثلين، كما جاء الصوت واضحا، ولكن المشكلة تكمن في وجود الكثير من اللوحات ومنها اللوحات المعروفة كلوحة المستشرقين، والزهرة، ولوحات أخري مخفية، أما الممثل فقد بدا أن لديه لازمة كلامية خلال مرحلة الشباب، وكان بحاجة للتأكيد عليها، ولكنه استخدم الصوت المستعار طوال الوقت مما تسبب في ضغط ومجهود واضح في أداء الشخصية.
من ناحيته أشاد د. حسام أبو العلا بالعرض، قائلا: الإيقاع الجيد جعله متماسكا، وقدم المخرج رؤية واضحة بمهارة من خلال أدوات بسيطة ساعدت في توصيل الحالة والرسالة بشكل احترافي، وبالتالي جذب انتباه المشاهد دون الحاجة للتفكير العميق، وأضاف أن الأداء التمثيلي كان متقنًا، وتوجيه الممثلين أبرز الفكرة بأسلوب جديد ومؤثر، فالعرض جوهره قائم علي التمثيل والإخراج، وقد شاهد الجمهور اليوم ممثلة محترفة، وممثل مُتقن للشخصية استطاع أن ينتقل عبر الزمن بصوت مستعار.
ورأي د. طارق عمار أن النص به تداخل بين الفلسفة
والميلودراما وهي حالة بكاء شديدة، واتضح ذلك من خلال تكرار الحدث في فترة من الزمن، مضيفا أن الإفراط السينوغرافي بزيادة التابلوهات، تسبب في الإزعاج البصري.
وعن أداء الممثلين قال أن الممثل قدم شخصية واحدة على مرحلتين، وقدمت الممثلة شخصيتين منفصلتين، مما تسبب في ظهور حدود فاصلة في العرض، وكان لابد من وجود حل لتغيير طبيعة الأداء، أما الإضاءة فكانت جيدة ومناسبة للحدث، ويمكننا القول إن العرض جيد، ومتماسك، وبه حالة استمتاع بصري وعقلي.
يذكر أن مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا من العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال العام، بهدف تشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على التنافس الخلاق، وتطوير مستقبل المسرح بمختلف أقاليم مصر، وتقدم العروض مجانا للجمهور، ويصدر عن المهرجان نشرة يومية، وتستمر فعالياته حتى يوم 21 سبتمبر الجاري.
|