القاهرة 18 سبتمبر 2024 الساعة 11:04 ص
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات مهرجان "مسرح الهواة" في دورته العشرين، التي تحمل اسم الفنان الراحل "زكريا الحجاوي"، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، على خشبة مسرح السامر بالعجوزة، قدم على خشبة مسرح السامر العرض المسرحي "الرحلة صفر"، لفرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح، من تأليف وإخراج أكرم الدهشوري.
ويعد عرض "الرحلة صفر" عرض اجتماعي كوميدي، يدفع المتفرج إلى التفكير واستخدام العقل حتي لا تسيطر عليه رغباته ونزواته، وتدور أحداثه داخل الصحراء من خلال رحلة داخل ذات الإنسان وإدراكه ووعيه، ويعد العرض بمثابة تجربة اجتماعية تمارس على البشر، من خلال وضعهم في مواقف شديدة الصعوبة داخل الصحراء، لنكتشف أن هذه الرحلة ما هي إلا اختبار ومجرد تجربة تؤدي إلى الصفر!
ويمزج العرض بين الصورة البصرية والصورة السمعية، وبين الصورة الطبيعية والرمزية في الحركة والديكور وجميع عناصر العرض الأخرى، لتشكيل صور منفصلة تؤدي إلى تكوين صورة شاملة ومتكاملة للعرض.
فنري مثلا رمال حقيقية تكسو خشبة المسرح لتعبر عن السراب الذي يتبخر مع الأفكار البشرية، ولم تكن الرمال مجرد ديكور بل صورة تصنع حالة من التفاعل مع الحالة والحدث.
وقد شارك بالعرض الممثلين: كرم عبد الرازق، سجدة أشرف، ياسمين سعيد، بدر الدين أحمد، ريهام أسامة، عبد الرحمن عبد العليم، بوسي حسين، عبد الرحمن مصطفى، حازم مانجا، ساندرا رمسيس، بسنت الإسلامبولي، محمد خيري، سلمى سراج، بشرة محمد، نورة موسى، وسهى حاتم.
ماكياج رهف الصيام، دراما حركية أحمد برعي، إضاءة أسامة حربي، إعداد موسيقي محمد الوريث، تنفيذ موسيقي رضوى أحمد، مساعد مخرج كمال الدين كمال، ومخرج منفذ أسامة ناجي، والعرض من تأليف وإخراج أكرم الدهشوري.
قُدم العرض بحضور عبير الرشيدي مدير المهرجان، ولجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه.
* الندوة النقدية:
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها د. محمد زعيمة، وشارك بها الناقد د. حسام أبو العلا، وأوضح خلالها "أبو العلا" أن العرض به عدة إيجابيات وسلبيات، فالعنصر الأساسي داخل العرض يرفع من قيمته الفنية، وهو توظيف طاقات الممثلين في العمل المسرحي.
وأشاد بمخرج العرض الذى استطاع قيادة فرقة تضم 35 شابا لديهم طاقات تمثيلية كبيرة وجيدة، وهذا أفضل ما قدمه المهرجان، وهو وجود عناصر تمثيلية كبيرة داخل كل عرض، وهذا احد أهم اهداف الثقافة الجماهيرية (الهيئة العامة لقصور الثقافة).
وعن التمثيل أوضح أن العناصر النسائية بحاجة إلى التدريب على الصوت ومخارج الحروف، كما أن عناصر التشكيل والتعبير الحركي والرقص الحديث لم يخدموا الحوار، أما في الديكور فقد كانت التلال والصخور في مستوى واحد، وهذا عكس الطبيعة!
أما عن الاختيارات الموسيقية فكانت "ممتازة"، والإضاءة كانت أكثر انضباطا وفي صالح العمل الدرامي، لذا فهو لا يقع في إطار العرض الاجتماعي الكوميدي كما كُتب عن العرض.
وأشار "أبو العلا" أن العرض تدور فكرته حول الصراع مع الذات، وبين القوانين البشرية والإلهية، مطالبا بضرورة وجود الاطلاع والمعرفة الكافية عند تناول الصراع مع الذات والأخذ بتقسيم فرويد في الاعتبار على سبيل المثال.
من ناحيته رأى "زعيمة" أن فكرة المخرج المؤلف أو المخرج الذى يقوم بأكتر من دور في العرض، فكرة غير مستحبة، كونه يحمل أحادية الفكرة، موضحا أن العمل المسرحي عمل جماعي وليس فرديا، ويفضل أن يقدم المخرج عملا من تأليف كاتب آخر.
وأضاف أن طريقة تناول العرض جاءت غير واضحة، وتسببت في حدوث التباس نتيجة التشابه بين النص وبين نصوص أخرى منها "سكة السلامة".
وتابع قائلا: بدت عدة مشكلات بالعرض منذ بدايته، فالتعبير الحركي تكرر بنفس الأسلوب مما يجعل المُشاهد ينصرف عن المتابعة، وجاءت الصورة المرئية إيقاعية تصيب بالملل.
وأكد في ختام حديثه أهمية توظيف عناصر الإضاءة لخدمة العرض المسرحي، مع تدريب الممثلين على إتقان التعبير عن المشاعر، ومخارج الألفاظ والفهم الجيد لمعنى الحوار.
يذكر أن مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا من العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال العام، بهدف تشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على التنافس الخلاق، وتطوير مستقبل المسرح بمختلف أقاليم مصر، وتقدم العروض مجانا للجمهور، ويصدر عن المهرجان نشرة يومية، وتستمر فعالياته حتى يوم 21 سبتمبر الجاري.
|