القاهرة 17 سبتمبر 2024 الساعة 11:43 ص
كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات مهرجان "مسرح الهواة" في دورته العشرين، دورة الفنان الراحل "زكريا الحجاوي"، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، على خشبة مسرح السامر بالعجوزة، قدم العرض المسرحي "حديث الصباح والمساء"، عن قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وإعداد وإخراج محمد شاكر.
يناقش العرض فلسفة الحياة والموت، وهي الفلسفة الأكثر ثباتا منذ بداية الخلق (آدم و حواء) جتى قيام الساعة،
تدور أحداث العرض حول حكايات البشر التي مهما اختلفت أحداثها فإنها تتشابه في بداياتها ونهاياتها، لندرك أن ما تحمله حياتنا من معان يمكن تلخيصها في مضمون واحد عبر جملة واحدة وهي: أن وجودنا في تلك الحياة جاء لكي نشهد على ما كتب لنا من أحداث وأقدار، نعيشها، ثم نرحل.
يذكر أن عرض "حديث الصباح والمساء" من إنتاج المعهد العالي للفنون الشعبية، بالتعاون مع جمعية البسمة.
أداء تمثيلي: رؤيا الديدي، منة علي، عاصم ترك، محمد المغازي، منة توفيق، حبيبة زيكو، عمرو محروس، أحمد مصطفى، محمود عبد الواحد، جودي توفيق، نيرة عبد العزيز، آية العزاوي، مارو، إسلام أبو النجا، وزياد فايد، ديكور أية خالد، إضاءة إبراهيم حسن، فيديو مابينج محمد المأموني، تأليف موسيقى إسلام صالح، أزياء وماكياج ومساعدي إخراج مآب جاسور، بدر عيسوي، دنيا، محمد الزيدية، ومخرج منفذ أحمد الأسمر.
قُدم العرض بحضور لجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه، وبحضور عبير الرشيدي مدير المهرجان.
* الندوة النقدية للعرض:
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها د. محمد زعيمة، وشارك بها الناقدان د. حسام أبو العلا، د. طارق عمار، قال خلالها "زعيمة" أن العرض يضم طاقات شبابية مهمة وهذا هو هدف مهرجان الهواة، وقد استطاع المخرج إعداد الشخصيات محافظا على الأبعاد والعوامل النفسية والداخلية، رغم كثافة المَشاهد.
وأشار أن المخرج حاول الخروج من دائرة التناول التليفزيونية للرواية التي يغلب عليها طابع السرد، فنجد العمل المسرحي يغلب عليه الفعل الدرامي، كما جاء النص طويلا ويشمل أجيالا كثيرة، كما أن الصورة المرئية في المسرح اختلفت في تقنياتها عن الصورة المرئية المقدمة في العمل التليفزيوني.
من ناحيته قال د. حسام أبو العلا، إن العرض المسرحي ينتمي إلى المدرسة العبثية التي تتبنى شعار "لا معنى في الحياة"، أو "لا معنى لأى شئ"، ويناقش المخرج من خلاله فلسفة الحياة والموت من خلال البحث عن معنى الحياة، أو البحث عن وجود حياة أخرى، وأشار أن أبطال العرض على درجة عالية من فهم ودراسة أحداث الرواية، كما استطاع المخرج أن يزرع بداخلهم فكرة حب التمثيل، ولكن الإيقاع داخل العرض به بعض التكرار مما يصيب المُشاهد بالملل.
وعن الإضاءة أوضح أنه من الأساسيات أن تقدم الإضاءة الأمامية بالعرض عالية، فيما تقدم الإضاءة الخلفية منخفضة، وفي هذا العرض عكس المخرج الأمر، مما أثر سلبا خلال إظهار وجه الممثل للجمهور، بينما ساعد الديكور في التعبير عن الأحداث بشكل جيد، ولكن ملابس الممثلين لم توضح الفترة أو العصر الزمني أو المكاني للأحداث، أما النص المسرحي فهو بحاجة إلى أن يتخلله عنصر البهجة خلال الأحداث.
وأشاد د. طارق عمار أيضا بأداء الممثلين لما لديهم من قدرة كبيرة على إتقان الأدوار بلغة جيدة جدا، كما تحدث عن الحالة الدرامية على خشبة المسرح موضحا الفرق بين مصطلحي الراوي العليم والراوي الاشتباكي الذي يتدخل في الأحداث، كما جاء في شخصية "جليلة".
وعن الرواية الأصلية ذكر أنها من أكثر الروايات التي تعرضت للظلم عند طرحها للمرة الأولى في الحياة الأدبية، لغزارة أحداثها، وحينما قدمها السيناريست محسن زايد كعمل تليفزيوني، قدم الثلث الأول منها في 30 حلقة فقط، واختتم حديثه موجها بتقليص الأدوار داخل العرض المسرحي، مع مراعاة وجود تضافر في العلاقة بين الشخصيات.
يذكر أن مهرجان "مسرح الهواة" في دورته الحالية يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضا مسرحيا من العروض المسرحية المتميزة لفرق الهواة التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية خلال العام، بهدف تشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على التنافس الخلاق، وتطوير مستقبل المسرح بمختلف أقاليم مصر، وتقدم العروض مجانا للجمهور، ويصدر عن المهرجان نشرة يومية، وتستمر فعالياته حتى يوم 21 سبتمبر الجاري.
|