القاهرة 10 سبتمبر 2024 الساعة 11:05 ص
كتبت: شيماء عبد الناصر حارس
على هامش مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي وفي ثاني الجلسات باليوم الأول في المهرجان والتي كانت بعنوان: "الجمالي/ المسرحي ومقاومة المركزية" وفي خضم الحديث عن مركزية الشرق ومركزية الغرب، تم طرح فكرة أن المسرح في عالمنا العربي يتحدث أكثر مما ينتج، عكس كل الفنون والتي تنتج أكثر مما تتحدث.
اليوم وأنا أستذكر أحداث الجلسات والأحاديث والمداخلات التي دارت وقد وجدت نفسي دونت هذه الجملة، وناقشتها مع إحدى الصديقات في أثناء طريق عودتنا إلى المنزل، فهذه الجملة من وجهة نظري ليست حقيقية على الإطلاق، المسرحيون موجودون ويعملون ولكن بدون دعاية وبدون دعم وبدون مشاركة المنظرين أو النقاد، فهناك على وجه الدقة انفصال بين العمل المسرحي وبين التنظير له، ليس أنه لا يوجد مسرح بقدر التنظير، فالنقاد أو الأكاديميون يتواجدون فقط أمام المنصات التعليمية وفي الندوات، ولكن هل ينزلون للشارع ويحاولون البحث عن الفرق المسرحية في الضواحي والأقاليم البعيدة، للكتابة عنها وإلقاء الضوء عليها.
النموذج الأشهر لذلك هو فريق البرشا المسرحي -بانوراما برشا المسرحي فريق ثقافي من هواة المسرح من محافظة المنيا بمركز ملوى بقرية البرشا، ويسعى إلى تغيير المورثات الخاطئة والممارسات الضارة ونشر الوعى الفني وله علاقة وثيقة بالجمهور- الذين تم تكريمهم في المهرجان، هل سمع عنهم أحد قبل الفوز بجائزة العين الذهبية في الدورة الماضية لمهرجان كان الدولي السينمائي؟ بعد أن قدموا فيلما تسجيليا بعنوان رفعت عيني للسما.
وتحديدا الآن مع تداخل الفنون المعاصرة واستفادتها من بعضها البعض ومن التكنولوجيا، فقد زاد الاعتماد على عناصر المسرح المختلفة في الأعمال الفنية أكثر، وهو ما يجعل وجود المسرح أقوى من ذي قبل.
لكن أين التنظير الرسمي والأكاديمي من التجارب المسرحية في الشارع، وفي المدن، والأقاليم البعيدة.
فمصر كدولة لها تاريخ مسرحي وإبداعي هائل رغم الظروف التي تمر بها مع المنطقة والعالم، لكن هذا المخزون الثقافي والحضاري موجود، ومع انفتاح العالم بوجود الإنترنت ونشر المسرحيات على الإنترنت القديمة والحديثة، والعروض في قصور الثقافة، فإن مسرح الشارع والمسارح غير الرسمية أو ما يمكن أن يطلق عليها (المسارح الأهلية) هي موجودة وتستفيد من كل الزخم الحضاري والثقافي المصري والعربي والعالمي، وحتى لو كانت تقدم أعمالها بشكل مبسط وبأدوات أبسط، فهي موجودة وفقط بانتظار إلقاء الضوء عليها وعلى مجهوداتها مثل فريق البرشا.
|