القاهرة 10 سبتمبر 2024 الساعة 10:44 ص
كتب: عصام محمد حسين
يظل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كل عام طقس حرص عليه المصريون فلم تقف أمامهم دعاوى الظلام بالتحريم ولم يتوقف عشقهم لهذا الفرح الخاص فيحتفلون بهذه المناسبة العطرة بتلاوة القرآن وليالي المدح والنبوي وكذلك بعروسة وحصان وحلوى المولد.
ولحرص المصريين على إقامة هذا الاحتفال وأهميته بالنسبة إليهم تم استغلاله لأغراض سياسية، المؤرخ "عبدالرحمن الجبرتي"، الذي عاش في زمن الحملة الفرنسية على مصر، ذكر أن نابليون بونابرت اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة (1213هـ/ 1798م) من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها 300 ريال فرنسي إلى منزل الشيخ البكري نقيب الأشراف فى مصر في حي الأزبكية، وكانت ترسل الطبول الضخمة والقناديل، وفي الليل تقام الألعاب النارية احتفالًا بالمولد، وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي لاستمالة قلوب المصريين إلى الحملة.
ولأن الاحتفال بالمولد النبوي بدأ في عهد الفاطميين عند مجيء الأيوبيين إلى مصر حاولوا القضاء على جميع مظاهر الاحتفالات التي أقامها الفاطميون ومنها الاحتفال بالمولد النبوي، بدعوى أن هناك حروبا ولا يوجد وقت للرفاهية، ولكن كان غرضهم سياسيا، للقضاء على كل الظواهر الاجتماعية الخاصة بفترة حكم الفاطميين، ولكن الشعب المصري رفض أن يتخلى عن هذه الاحتفالات والعادات، وظلت قائمة حتى اليوم.
وعن حكاية عروسة وحصان المولد هناك روايتان: الأولى هي أن الحاكم بأمر الله، منع جميع الاحتفالات في مصر لمدة طويلة وأبقى الاحتفال بالمولد النبوي فقط، ومن أهم الاحتفالات التي ألغيت هو الاحتفال بالزواج، حيث كان يقتصر على عقد قران وإشهار فقط، واستغل المصريون يوم احتفالات المولد النبوي لإقامة حفلات زفافهم، وهنا كانت رمزية الحصان تمثل العريس وعروسة المولد هي عروسه.
أما الرواية الثانية فتقول إن الحاكم بأمر الله كان يحرص على الخروج في موكب يوم المولد النبوي بصحبة زوجته التي كانت ترتدي ثوباً أبيض، ومن هنا استلهموا صنع حلوى على هيئة عروس وفارس على الحصان توزع في توقيت مرورهما كل عام، حتى أصبحت عادة مصرية وطقسًا يرتبط بالمولد النبوي.
ورد بعض الأثريين صنع حلوى المولد على شكل حصان وعروسة كتجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس المصرية القديمة، فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثال "حورس" راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر "ست"، وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس.
|