القاهرة 27 اغسطس 2024 الساعة 11:09 ص
كتب: صلاح صيام
نواصل الحلقة الثانية حكاية البطل فؤاد عزيز غالي، حيث شارك في الاستعداد للمعركة بعد تعيينه قائدا لإحدى فرق المشاة بالجيش الثاني الميداني، وتم تكليفه مع الفرقة التي يقودها بتحرير القنطرة شرق وبالتحديد مدينة القنطرة شرق والتي كانت تقع في نطاق الفرقة التي يقودها، فكان العميد "غالي" ومنذ تكليفه بتحرير مدينة القنطرة شرق يدرس أرض المعركة المنتظرة وطبوغرافيا مناطق القتال المحيطة بالمدينة والنقاط الحصينة التي تحميها وطرق الاقتراب والاقتحام والهجوم والدفاع.
وخاض عددا من المعارك في سيناء في الضفة الشرقية للقناة وبالقرب من مدينة القنطرة شرق فقد قام مع مجموعة من رجاله بالعبور الى الضفة الشرقية ومهاجمة منطقة شمال البلاح ثلاث مرات في عام 1969 و1970 كما عبر برجاله القناة وهاجم أحد المواقع الإسرائيلية بعنف شديد أجبر الإسرائيليين على الهرب والانسحاب من الموقع.
واستمر العميد "غالي" على اتصاله بسيناء خاصة منطقة القنطرة شرق المحيطة بمدينة القنطرة شرق من خلال معلومات الاستطلاع والصور الفوتوغرافية والخرائط والمعلومات عن خط بارليف والنقاط الحصينة في منطقة ومدينة القنطرة شرق.
لم يكن تحرير مدينة القنطرة شرق من أيدى القوات الاسرائيلية خلال حرب أكتوبر المجيدة في الساعات الأولى من الحرب مجرد صدفة كما لم تكن مفاجأة للقوات المصرية التي عبرت إلى الشرق لتحرير سيناء وكان عليهم أن يحاربوا لاستردادها ولكن جاء تحرير القنطرة شرق ومدينة القنطرة شرق ضمن خطط القيادة المصرية في الحرب المنتظرة لتحرير سيناء .وجدان القيادة السياسية ووجدان القيادة العسكرية وقادة الجيش الثاني التي تقع مدينة القنطرة شرق في نطاق عملياته خلال المعركة المنتظرة.
واهتمت القيادة السياسية بتحرير مدينة القنطرة شرق واستيلاء القوات المصرية عليها وكان الرئيس السادات يردد دائما أنه (يجب تحرير القنطرة شرق والتمسك بها)، وكان معروفا لدى القيادة العسكرية المصرية أن القوات الاسرائيلية تقوم بتحصين المدينة بأقوى الحصون وتخصص لحمايتها أفضل ما لديها من قوات لأنها تعتبر أكبر مدينة في سيناء بعد العريش، والمدينة الوحيدة في سيناء التي تقع شرق القناة وتطل على قناة السويس وتواجه مدينة القنطرة غرب على الضفة الغربية للقناة وكل منها تقع شمال الإسماعيلية.
اهتمت الخطة المصرية بضرورة تحرير القنطرة شرق ومدينة القنطرة شرق وتم تكليف إحدى فرق المشاة بالجيش الثاني الميداني المسئول عن تحرير سيناء شمال قناة السويس وحتى جنوب الدفرسوار، ووقع الاختيار على العميد "غالي" وفرقة الشاة التي يقودها لتحرير منطقة القنطرة شرق، وبعد تعيين اللواء أحمد إسماعيل علي قائدا عاما للقوات المسلحة كلف العميد "غالي" بتحرير القنطرة شرق والتمسك بها والدفاع عنها ضد أية هجمات مضادة تقوم بها القوات الإسرائيلية، لتعود القنطرة شرق مع باقي سيناء مصرية للأبد، ومنذ اللحظات الأولى للحرب بعد عبور الفرقة قناة السويس الى الشرق .
واستعد العميد "غالي" مع قواته فرقة المشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق ومدينة القنطرة شرق منذ تكليفه بالمهمة في الأسبوع الأخير في شهر أكتوبر1972 أى قبل لحظة الصفر التي تحددت فيما بعد بنحو عام كامل أو أقل بنحو ثلاثة أسابيع، وكانت المهمة الصعبة تقتضي الاستمرار في التدريبات المكثفة التي بدأها منذ تولى قيادة فرقة المشاة، التي كان قدرها معه تحرير الأرض المصرية شرق القناة في نطاق فرقة المشاه التي يقودها، والتي تمتد مواجهتها شرق القناة لمسافة 37 كيلو مترا وبعمق 15 كيلو مترا شرق القناة.
|