القاهرة 25 اغسطس 2024 الساعة 04:10 م
كتبت: إيمان السباعي
أقامت مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، صالونها الثقافي الشهري لمناقشة رواية "يوسف كمال في رواية أخرى"، للكاتبة منى الشيمي، في الثامنة مساء السبت 24 أغسطس، بمقر المجلة بقصر ثقافة الجيزة.
استضاف اللقاء الكاتبة منى الشيمي في حوار مع الكاتب الصحفي محمد نبيل حول روايتها وتجربتها تتبع نبيل مسيرة الشيمي الروائية قائلا إنها في مفترق طرق في مفهومها للكتابة والأدب مقارنا بين روايتها بحجم حبة عنب التي تقف على تخوم السيرة الذاتية ورواية يوسف كمال في رواية أخرى وهي سيرة غيرية فهناك مسافة بين الروايتين، وأضاف أنها تواجه عالمها في خطين من السرد خط يسرد واقعها وآخر يغوص في ماضيها لكن في يوسف كمال تحولت من الكاتبة إلى باحثة التاريخ تسبر غور الخلاف بين فرعي الاسرة العلوية فرع الأمير أحمد رفعت وإسماعيل واتبعت ما يشبه أسلوب الاستقصاء الصحفي من خلال البحث عن حقيقة تاريخية وسرد تفاصيل رحلة هذا البحث وذكر المصادر وكل الأسماء والأماكن الواقعية موضحا أن السرد يتخذ خطين أحدهما بصوت منى الشيمي التي تبحث عن الحقيقة والآخر بصوت البرنس يوسف كمال في الأيام العشرة الأخيرة من حياته، وقال إنها مليئة بزخم معلوماتي "أكثر من 150 اسم شخصية واقعية وأسماء وظائف اختفت من الوجود او اتغير اسمها وأسماء الأحياء القديمة في وسط البلد" وتطرقت إلى الفتح الإسلامي لمصر وتاريخ الصراع بين أهل النوبة والفاتحين.
ووجه نبيل سؤاله إلى الكاتبة متسائلا عن الاختلاف بين هذه الرواية وبحجم حبة عنب.. هل شعرتِ في هذا العمل بالبعد عن الروح الأدبية لصالح الاستقصاء؟
وأجابت الشيمي أنها تعي هذا الاختلاف بل هي قصدته عامدة فبحجم حبة عنب سيرة شخصية في شكل رواية أم يوسف كمال فهي كتابة استقصائية تنتمي أكثر إلى التاريخ..
واضافت: لا أستطيع أن أطلق عليها رواية مثلا أستاذة سلوى بكر أطلقت عليها بحثًا في شكل روائي، فهي عمل كتابي استعصى على التصنيف وأنا غير معنية بالتصنيف، يوسف كمال كان هاجسا شخصيا بالنسبة إليّ، وليس شخصيا فقط بل هاجسا جمعيا في مكان نشأتي في نجع حمادي.. قصر الثقافة والسوق حتى الأرض ومدرسة البرنس مدرسة أبي التي عينت فيها مدرسة ذاكرة طفولتي ومراهقتي بالإضافة إلى الأساطير والحكايات التي نُسجت عنه وظلت باقية في الذاكرة الشعبية.
وذكر نبيل أن كثيرا من الأعمال الأدبية التي تناولت التاريخ أو السيرة التاريخية جنحت نحو التجارية وسأل الشيمي عن القصدية التاريخية في روايتها فنفت أن تكون الرواية كتبت بأسلوب يجعلها تجارية بل على العكس قد تكون بعيدة عن الأسلوب الذي يفضله القارئ العادي، موضحة أن أسرة محمد علي في هذا التوقيت الذي يطلق عليه الزمن الجميل قد تستدعي نوستالجيا شعبية، وقالت الشيمي إن الرواية هاجس شخصي طاردني فيها يوسف كمال فالشخصية الروائية قد تلاحق الكاتب لكن بمجرد بداية الكتابة استعصى علي، كنت أرغب في إنصاف يوسف كمال الذي أشيع عنه أنه مثلي وهو ما ثبت فعلا بالبحث والاستقصاء وصوّرته السينما كأمير مجنون وأثناء البحث والكتابة اكتشفت أشياء كثيرة، فالأسرة العلوية لم تكن تعنيها مصر والأمر لم يخرج عن كونه صراعا على الحكم.
واجهت صعوبة في الوصول إلى معلومات وحقائق عن يوسف كمال وهذا يخبرنا كم أن تاريخنا يكاد يكون محجوبا وراء ألف حائط وهذا لم يحدث في روايتي السابقة وطن الجيب الخلفي التي جرت أحداثها في القرن الخامس قبل الميلاد ورغم ذلك أكاد أكون توصلت إلى الحقيقة بمعناها الدارج.
وتساءل نبيل في محاولة للوقوف على بنية السرد التاريخي التي اتبعتها رواية يوسف كمال..هل هوسك بالتاريخ يطغى على المعنى الذي ترغبين بإيصاله.. فأنت تحدثت عن أن مفجر الرواية هو حياتك ونشأتك في نجح حمادي وأنك محاطة بحكايات وأساطير يوسف كمال طول الوقت ورغم ذلك لم تتطرقي إلى ذلك كثيرا وانحزتِ لرواية التاريخ؟
إجابة الشيمي وضحت ببساطة ما يبدو بديهيا لكنه يغيب عنا من أن ما نعتبره تاريخا ما هو إلا واقع وحياة يوسف كمال، فأنا أحببت أن أرسم هيكلا كاملا لهذه الشخصية، كل رواية أو كتاب بالنسبة لي هو حياة أعيشها كاملة، أنا أخلق حيواتي التي تؤنسني في العزلة التي اخترتها، كان يجب أن أتطرق لكل تفاصيل الشخصية، في "بحجم حبة عنب" كان كل ما ترويه الشخصية يمثل تاريخها الشخصي، فرواية يوسف كمال هي التاريخ الشخصي واليومي ليوسف كمال، ومن خلال هذا التاريخ هناك رسائل وأسئلة تُطرح.. هل هذه العائلة كانت أمينة على حكم مصر وهل تمثل حقا تاريخ مصر الحديثة؟
الكاتبة منى الشيمي صدر لها روايات: لون هارب من قوس قزح, والأراولا ، وبحجم حبة عنب، ووطن الجيب الخلفي الفائزة بجائزة كتارا ولها 5مجموعات قصصية بالإضافة إلى عملين في أدب الطفل وكتاب رسائل.
مجلة مصر المحروسة، إلكترونية أسبوعية، تعني بالآداب والفنون، تصدر برئاسة تحرير الناقدة والمترجمة الدكتورة هويدا صالح، وهي تابعة للإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة الدكتور إسلام زكي.
|