القاهرة 22 اغسطس 2024 الساعة 03:10 م
بقلم: محمد حسن الصيفي
كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل، كنت عائدًا من مشوار طويل ومُرهق، قررت الذهاب إلى المحال التجارية القريبة من المنزل، حيث أسكن في مدينة من تلك المدن الصحراوية مترامية الأطراف، كان عليّ قطع مساحة ليست بالقليلة في مربع خالي من العمارات والبشر وحتى الحيوانات مساحة من الفراغ الكلي، بالكاد تسمع صوت أم كلثوم القادم من بعيد من إحدى المقاهي يصحبه صوت الزهر في محاولة جدية من الناس لكسر الجمود والملل.
قطعت تلك المساحة واتجهت لأشترى عشاء تقليدي خفيف، بالفعل اشتريت الخبز والعشاء، وفي العودة سلكت نفس الطريق بكل تأكيد، نفس المربع، المساحة الشاغرة، لكن الأمر اختلف تمامًا، حيث وجدتني في مواجهة القمر، نظري موجهًا للسماء، خاصة نحو القمر، كان مكتملا وكان وحده المضيء في المشهد، فأعمدة الإنارة والشوارع والبيت غارقة في ظلام دامس.
لم يشغلني السؤال حول هذا الظلام بقدر ما شغلني نور القمر، المشهد البديع، القمر في السماء ومن تحته البيوت في حالة من السكوت، وكأن كلا منهما يراقب الآخر ويرعاه ويؤنس وحدته.
كنت أمر بحالة نفسية سيئة وشعور بالثقل، لكن وجهي الذي وجهته للسماء بصورة تلقائية استشعر الحب والونس والدفء من وجه القمر، أثناء مرور نسمة صيف هادئة وجميلة فقلت لنفسي (خليها على الله)..
|