القاهرة 20 اغسطس 2024 الساعة 01:35 م
كتب: صلاح صيام
عاش مع أسرته العديد من الأحداث العربية-الوطنية، حيث شهدت فترة منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي-وكان التلميذ فؤاد عزيز غالي ما يزال تلميذا في بداية حياته التعلمية-أحداث مظاهرات الطلبة عام 1935 بالجامعة المصرية -جامعة فؤاد الأول فيما بعد- والتي أدت الى استشهاد طالبين من الجامعة وفي العام التالي وقعت مصر معاهدة 1936 مع بريطانيا، والتي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال جزئي لمصر وتقرر انسحاب القوات البريطانية من المدن المصرية لتتمركز في القاهرة والإسكندرية تمهيدا لانسحابها إلى منطقة قناة السويس.
وشهدت فترة الدراسة قبل الجامعية للشاب فؤاد عزيز غالي ما كان يحدث في فلسطين في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي تدفق العصابات اليهودية على فلسطين، وطرد الفلسطينيين من مساكنهم وقراهم ومدنهم بهدف اغتصاب الوطن الفلسطيني والتي تزايدت خلال الأربعينيات، وكان الشاب فؤاد عزيز غالي يواصل دراسته الثانوية. وفي الوقت الذي كانت فيه الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها أنهى الشاب فؤاد دراسته الثانوية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ضابطا، وفي عام 1948 شارك في حرب فلسطين وهو برتبة الملازم حيث حارب في غزة وفي بيت جالون بجباليا وفي رفح الفلسطينية المجاورة لمدينة رفح المصرية.
ويواصل الضابط فؤاد عزيز غالي حياته العسكرية في الجيش المصري في العهد الملكي وحتى قيام الثورة في 23 يويو 1952 ويعيش الأحداث التي خاضتها مصر في عهد الثورة والتي كان أهمها الجلاء البريطاني عن مصر. في يوم 18 يونيو عام 1965، وتتلاحق الأحداث ويعيش الضابط فؤاد عزيز غالي أحداث ما بعد التأميم عندما يقع العدوان الثلاثي: البريطاني/الفرنسي الإسرائيلي على مصر في 29 أكتوبر 1956، بعد تأميم قناة السويس بثلاثة شهور وثلاثة أيام فقط ويفشل العدوان الثلاثي وتنسحب القوات البريطانية الفرنسية في 23 ديسمبر 1956 بعد أقل من شهرين بينما تنسحب إسرائيل من سيناء في مارس 1957 لتعود سيناء إلى مصر ولتتغير نظرة مصر إلى سيناء باعتبارها جبهة قتال محتملة مع القوات الإسرائيلية .
وتبدأ مصر فترة من الاستقرار شهدت الوحدة المصرية السورية أول وحدة في تاريخ مصر الحديثة مع دولة عربية في شهر فبراير 1958 ثم الانقلاب السوري على الوحدة ليقع الانفصال بين مصر وسوريا وكان الضابط فؤاد عزيز غالي يواصل دوره في القوات المسلحة المصرية وتقوم الثورة اليمنية في 26 ديسمبر 1962وتفاجأ الثورة اليمنية بالمقاومة الملكية ضد الثورة التي طلبت مساعدة مصر للقضاء على تمرد أنصار الملكية والتي تكونت من أنصار ولي العهد الملكي المخلوع وتدخلت القوات المصرية لمساندة الثورة اليمنية ضد الملكيين في اليمن.
وكان الضابط المصري فؤاد عزيز غالي يمارس حياته كضابط في القوات المسلحة المصرية عندما استقبل مع أسرته طفلهم (شريف) في عام 1961 وارتبط الضابط المصري فؤاد بابنه (شريف فؤاد) ارتباطا كبيرا وكان سعيدا به وكان لا يخفي سعادته عندما يناديه بعض أصدقائه المقربين في لحظات الفراغ القليلة قائلا له (أهلا أبو شريف).
وشارك الضابط المصري فؤاد عزيز غالي في حرب اليمن وترك وطنه وأسرته وابنه(شريف) ليتجه إلى اليمن في فبراير 1963 وكان ابنه (شريف) لا يزال في الثانية من عمره حيث شارك الضابط فؤاد غالي في حرب اليمن قائدا لمجموعة قتال ثم قائدا لكتيبة واستمرت مهمته في اليمن حتى قيام حرب يونيو 1967 حيث عاد إلى الوطن بعد قرار عودة القوات المصرية من اليمن عقب تصاعد الأحداث التي أدت الى حرب يونيو 1967.
ارتبط الضابط المصري فؤاد عزيز بسيناء مثل معظم ضباط الجيش المصري فقد عبرها إلى فلسطين ليحارب العصابات الصهيونية في حرب 1948 ثم عبرها بعد عودته عقب انتهاء الحرب وقيام دولة اسرائيل حيث أصبحت الحدود المصرية الشرقية مع فلسطين تقتصر على الحدود مع قطاع غزة الجزء المتبقي من فلسطين والذي أصبح تحت الإدارة المصرية وأصبحت سيناء المعبر الطبيعي بين غزة ومصر في الجزء الشمالي من الحدود المصرية الشرقية وأصبحت بقية الحدود البرية من جنوب غزة وحتى طابا المصرية على خليج العقبة تمثل الحدود المصرية الإسرائيلية بعد قيام إسرائيل.
وأصبحت الحدود الشرقية لمصر مع إسرائيل حدودا ملتهبة بعد تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على مصر ضمن مؤامرة العدوان الثلاثي مع بريطانيا وفرنسا في 29 أكتوبر ،1956 ورغم الانسحاب البريطاني الفرنسي في نفس العام 1956 وانسحاب القوات الإسرائيلية عام 1957 ظلت سيناء مهددة بالاعتداءات الإسرائيلية وكانت كل المؤشرات تؤكد أن إسرائيل تستعد لعدوان جديد ضد مصر وتحاول دفع مصر إلى القتال معها وانتهزت إسرائيل فرصة انشغال مصر في حرب اليمن منذ قيام الثورة اليمنية وهى تحاول استفزاز مصر ودفعها إلى الحرب.
وفشلت في عام 1966 حين قامت بهجومها على سوريا ولكنها لم تنجح في استفزاز مصر ودفعها للحرب.
وما فشلت فيه إسرائيل عام 1966 نجحت بعده بعام واحد في مايو 1967 عندما حركت إسرائيل بعض قواتها أمام الحدود السورية وقامت سوريا بتضخيم هذه التحركات وأعلنت أنها حشود اسرائيلية تنوي مهاجمة سوريا وساندها الاتحاد السوفييتي في ادعاءاتها ورغم تأكد مصر بعدم حقيقة هذه الادعاءات فقد اشتعل الموقف وانزلقت مصر إلى الحرب مع إسرائيل.
ظلت سيناء في خيال الضابط المصري فؤاد عزيز غالي منذ عبرها إلى فلسطين لقتال العصابات الصهيونية وبعد عودته عقب انتهاء الحرب، وظلت في وجدانه طوال خدمته للوطن في القوات المسلحة مرورا بالعدوان الثلاثي على مصر ورغم وجوده في اليمن ومشاركته في حرب اليمن فقد كانت سيناء ومصر في وجدانه وتابع الأحداث منذ مايو 1967 وحتى اندلاع الحرب في 5 يونيو 1967 وما بعدها وحتى استدعاء القوات المصرية من اليمن قبل وبعد حرب يونيو 1967.
ارتبطت سيناء بحياة المقاتل العقيد ثم العميد فؤاد عزيز غالي بعد إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة وشارك في المعارك التي قامت بها القوات المسلحة منذ الأيام الأولى بعد وقف إطلاق النار في 9 يونيو1967 وحتى نهاية حرب الاستنزاف في 8 أغسطس 1970 بعد مبادرة روجرز الأمريكية التي استهدفت وقف إطلاق النار لصالح إسرائيل مقابل البدء في مفاوضات.
|