القاهرة 18 اغسطس 2024 الساعة 09:57 م
كتبت: سماح عبد السلام
حل الخزاف محمد مندور، ابن الفسطاط، كأحد المشاركين مؤخرًا بالمعرض العام فى دورته الرابعة والأربعين، والتى توزعت معروضاتها بين قصر الفنون، وقاعة الباب، وصلاح طاهر، ومركز الهناجر، ومركز محمود مختار.
شارك مندور بعمل خزفى متميز تم عرضه بالدور الأول لقصر الفنون، حيث يكشف عن تجربته الفريدة فى مجال التميز والنبوغ فية ليس بالأمر السهل، إلا أن ذلك الفنان الفطري استطاع أن يصل إلى العالمية بفنه فى مجال الخزف، فقام بتحويل الطين إلى قطع فنية ببراعة شديدة، عبر موهبة استثنائية حباه الله بها منذ سنواته الفنية الأولى.
لم يلتحق الخزاف محمد مندور -ذلك الفنان الشغفوف بالبحث والتجريب على مستوى الشكل والمادة- بإحدى الكليات الفنية لتعليم فن الخزف كشأن العاملين بهذا المجال، ولكنه تعلم هذا الفن منذ سنواته الأولى وربما فى العاشرة من عمره بمنطقة الفسطاط داخل الورش الفنية، ومنها انطلق لطرق ودروب عديدة لممارسة فن الخزف، ليصبح أحد أبرز فنانيه حيث تجاوزت رحلته مع الخزف نصف قرن.
أما عن معارضه الفرديه الأخيرة فقد تمثلت فى معرض "ابن الفسطاط" الذى عقُد بجاليرى بيكاسو، حيث قدم معرضًا عن الإناء فقط، حتى لا يشتت عين وذهن المشاهد بين أكثر من نوع فنى يتم عرضه، وقد تضمن العرض ما يقرب من 30 قطعة، كل قطعة تختلف عن الأخرى فالأمر لن يكون سهلاً ولكن بحكم التمكن من العمل على الدولاب تجاوز مندور هذه الصعوبة.
وبالنظر لتجربة مندور التى تجاوزت النصف قرن نجد أنه يعُد أحد أهم الخزافين المعاصريين الذين أثبتوا جدارة فى التعامل مع فن الخزف وتطويعه لتقديم خزفيات متنوعة، ومع ذلك وعبر كل تجربة جديدة يؤكد على جوهر وقدسية الإناء كأساس لهذا الفن، شريطة أن يحدث تبايناً بين الإناء والآخر، حتى وإن اقتصر المعرض على مفردة الإناء دون غيرها.
كما يسعى دائمًا للتأكيد على ارتباط أعماله بالتراث من خلال اللون، ليقدم بالنهاية لوناً نشعر معه بأن هذه القطعة تخرج من باطن الأرض، أو تربت فى عبق التاريخ لتستحوذ على اهتمام المتلقى العادى والمتخصص، ومن ثم يصدق وصفه بجدارة كصاحب الموهبة الإستثنائية.
جدير بالذكر أن الفنان محمد مندور من مواليد 1950 بمدينة الفسطاط بالقاهرة، أقام أكثر من 50 معرضا فرديا وخاصا داخل وخارج مصر. نال العديد من الجوائز، كما سُجل بإحدى الموسوعات بسويسرا، كما احتل المركز الثالث على مستوي العالم كأفضل خزاف، كما حصل أيضًا على جائزة ترينالي القاهرة الدولي الأول للخزف، وجائزة «بينالي» القاهرة الدولي الثاني للخزف، و«بينالي» فينيسيا بإيطاليا.
|