القاهرة 13 اغسطس 2024 الساعة 11:22 ص
بقلم : محمود يسري حلمي
( القلم والممحاة ) قصة للأطفال ؛ صدرت عن دار الفكر العربي ؛ من تأليف صبحي سليمان ورسوم هشام حسين . وتقع القصة في اثنتي عشرة صفحة من القطع المتوسط ( 22سم × 22سم ) ؛ وهو قطع مناسب للسن الصغيرة . ويلاحظ أن المرحلة العمرية الموجهة إليها القصة لم تذكر على غلاف الكتاب ؛ برغم أن هذا أمر ضروري في كتب الأطفال .
والكاتب صبحي سليمان سلامة خريج كلية الزراعة . وهو عضو اتحاد كتاب مصر ، وحاصل على جائزة سوزان مبارك عام 2000 للكتابة للأطفال . صدر له عدد كبير من الكتب في مجالات الأطفال والعلوم المختلفة ، ونشر في العديد من مجلات الأطفال العربية .
والشخصية الرئيسة في القصة هي القلم الرصاص المتعالي الذي يرفض صداقة الممحاة ويعرب عن كراهيته لها لأنها تمحو ما يكتب .
تخبره الممحاة أنها لا تمحو إلا الأخطاء وأن هذا عملها . يتهمها بالغرور ، ويقول أن من يكتب أفضل ممن يمحو .
تقول الممحاة إن إزالة الخطأ تعادل كتابة الصواب .
وفجأة يستوعب القلم ما قالته الممحاة ، ويقول : "صدقت يا عزيزتي ؛ فلقد فهمت أخيرًا فائدتك ، أعتذر " .
وعندما تسأله : هل ما زلت تكرهني ؟ يبتسم ويمد يده ليصافحها . يقول : " وكيف أكره من يمحو أخطائي " .
القصة عبارة عن حوارية ، وتخلو من الأحداث ، والشخصيات لا تتطور ؛ حتى القلم عندما تحول عن رأيه تجاه الممحاة حدث هذا فجأة ؛ دون أية مقدمات مقنعة تبرر هذا التحول .
***
و لأن القلم الرصاص ملازم للأطفال في المنزل والمدرسة ؛ لأنه أداة أساسية يستخدمها كل الأطفال ؛ فإنه يكون موضوعة ( تيمة ) مغرية تجتذب الكتاب والكاتبات .
لقد سبق أن كتب عبده الزراع قصة ( لومة وأحلام الزعامة ) التي صدرت عام 2020 عن دار المعارف ، لكنه كان قد عالج الفكرة نفسها في مسرحية له صدرت عام 2009 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، وكتبت سماح أبو بكر عزت قصة ( رسالة إلى صديقي عمر) التي صدرت طبعتها الأولى عام 2017 عن البرج ميديا للنشر والتوزيع ؛ وكلتا القصتين تيمتهما ( موضوعتهما ) الأساسية هي القلم الرصاص .
تبدأ قصة عبده الزراع بإعلان القلم الرصاص أنه يجب أن ينادى بالزعيم لأنه أهم واحد في الأدوات ، وعندما تسأله الممحاة عمن أعطاه هذه الأهمية يجيب بأنه أعطاها لنفسه لأنهم بدونه لا قيمة لهم . وبعد أن يفشل في عدة تحديات تواجهه بها باقي الأدوات يعترف بأنه تعلم الدرس ، وأنهم جميعًا أدوات لا فرق بينها ويكمل بعضها بعضًا وأن لكل دوره الذي يعطيه مكانته . .
وفي قصة صبحي سليمان ؛ يقول القلم الرصاص : " لأن من يكتب أفضل ممن يمحو".
في قصة صبحي سليمان ؛ يقول القلم لرصاص ص 9/10 : " لكنني أراك تصغرين يومًا بعد يوم " .
تنهدت الممحاة ؛ وهي تقول : " لأنني أضحي بشيء من جسمي ، كلما محوت خطأ من أخطائك " .
قال القلم وهو حزين : " ولكنك هكذا يومًا ما ستنتهين ..! " .
ابتسمت الممحاة وهي تواسيه قائلة : " لا نستطيع إفادة الآخرين إلا إذا قدمنا تضحية من أجلهم ." .
في قصة سماح أبو بكر عزت أيضًا يكره القلم الرصاص الممحاة لأنها تمحو ما يكتبه.
يخبر القلم الرصاص ( عمر ) في رسالته له بأنه سيظل معه حتى آخر لحظة من عمره مع صديقتيه الممحاة والمبراة اللتين لا يكتمل عمله إلا بوجودهما بجانبه ، وأنه تعلم منهما معنى العطاء . وتخبره ممحاة صغيرة أنها كلما كانت تمحو خطأ يصغر حجمها، لكنها نعمة أن تجد من يمحو أخطاءك ؛ فلابد أن تضحي من أجل الآخرين حتى تمنحهم السعادة .
وفي قصة صبحي سليمان ص12 : " فرحت الممحاة مما قاله القلم ، وفرح القلم لأنه كسب صديقًا جديدًا يخاف عليه ويصحح أخطاءه ، وعاش الصديقان متلازمين متفقين لا يفترقان ولا يختلفان " .
ولأن الموضوعات ( التيمات ) موجودة دائمًا ومتاحة للجميع ؛ فمن حق أي كاتب أو كاتبة أن يتخذ أو تتخذ منها أداة للكتابة ، لكن هذا يجب أن يكون مع تفادي التكرار أو النقل .
إن المعالجة التي تميز كاتبًا أو كاتبة عن غيرها من المعالجات تكون الفيصل في الحكم على النص أن يكون مختلفًا و أتى بجديد . ولقد كانت معاجة كل من عبده الزراع وسماح أبو بكر عزت متمايزتين عن بعضهما . أما معالجة صبحي سليمان ؛ فلم تتميز أو تأتي بجديد يختلف عن المعالجتين السابقتين ، ولأن قصة صبحي سليمان مجهولة التاريخ بالنسبة لنا ؛ فلا ندري أي كتابة أسبق على الأخرى لنحكم من أخذ ممن ؟ !
ومما لاشك فيه أن معالجة الأفكار يجب أن تأتي بجديد مختلف لتكون إضافة حقيقية إلى ماسبق نشره . أما إعادة إنتاج الأفكار وتكرار االمضامين ؛ فيكون بلا طائل أو فائدة .
|