القاهرة 13 اغسطس 2024 الساعة 10:48 ص
كتب: صلاح صيام
نواصل الحلقة الثانية من حكاية البطل محمد العباسي ونكمل حديثه عن ملحمة حرب أكتوبر الذي جاء فيه: جاء يوم الجمعة الموافق الخامس من شهر أكتوبر 1973 التاسع من رمضان 1393 هـ وفى الصباح تلقيت أنا وزملائي الأوامر بالإفطار ودارت خطبة الجمعة من قبل أحد خطباء التوجيه المعنوي حول المعارك التي خاضها الجيش الإسلامي خلال شهر رمضان المبارك على مدار التاريخ ومكانة الشهيد عند الله وبعد الخطبة صلينا على علم مصر.
وأكمل: في صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 العاشر من رمضان 1393هـ بدأت عمليات التمويه وفى ساعة الصفر بدأ الجنود في عبور قناة السويس وكنت في طليعة القوات العابرة، وفرحت كثيرا عندما شاهدت الطيران المصري عائدا بعد أن دك المطارات الإسرائيلية ونظرت إلى السماء فشاهدت كلمة «الله أكبر» مكتوبة بخطوط السحاب فهللت مع الجنود «الله أكبر وتحيا مصر» وكانت هي صيحة العبور
وأضاف البطل: أسرعت نحو دشمة من دشم خط بارليف ولم أعبأ بالألغام والأسلاك الشائكة التي كان بها ألغام كثيرة، ولم أنتظر سلاح المهندسين لفتح ثغرة لنا للعبور ونزعت «السمكي» وبدأت أجس الأرض لأني مدرب على سلاح المهندسين وفتحت ثغرة حتى صعدت قمة الدشمة، وكان زملائي من حولي وأحطنا الدشمة ودمرناها وبمجرد وصولنا لها فتحنا نيران أسلحتنا على جنود العدو فقتلنا ما يقرب من 30 إسرائيليا ومن شدة الفرح منا من سجد على الأرض ومنا من رفع يده للسماء وسط تهليلات الله أكبر وسمعت قائد الكتيبة ويدعى ناجى يقول «مبروك يا محمد ارفع العلم يا عباسي» فصعدت على الفور إلى قمة الدشمة ومزقت العلم الإسرائيلي ورفعت مكانه العلم المصري، وتبادلت القيادات الإشارات فيما بينهم للتواصل مع قيادة الجيش وجاء البيان الأولى بعبور قناة السويس وتحطيم جزء من خط بارليف.
وفى نهاية حديثه وجه البطل محمد العباسي رسالته إلى شباب مصر قائلا: أنتم أمل مصر ومستقبلها المشرق، فلا بد أن تتحلوا بالصبر والعزيمة والإصرار، فإنه بصدق الولاء للوطن وشدة الانتماء إليه يتحقق الأمن والاستقرار، مؤكداً على أن هناك أجيالا جديدة من شباب مصر يملؤهم الإيمان بالله من أجل أن تحيا مصر قوية قادرة وطالب المسئولين بضرورة بث الأغاني الوطنية باستمرار على القنوات الفضائية وعدم اقتصارها على المناسبات فقط كونها تحرك المشاعر والوجدان والحنين لمصر ومعرفة قيمة ترابها الطاهر، فنحن عانينا الكثير، ووهبنا حياتنا من أجل أن تحيا مصر ليظل علمها خفاقا بين الأمم.
ويقول نجل البطل، نصر محمد العباسي، ويعمل موظفا في ميناء بورسعيد: ولدت عام 1976، واختار والدي اسم نصر تعظيماً لنصر أكتوبر المجيد، وأنا فخور بوالدي الذي كان ضمن المشاركين في تحرير مصر من العدو الإسرائيلي وهو أول من رفع علم مصر على أرض سيناء الطاهرة.
وأضاف أن والده علمهم أخلاق الفرسان بأن يقفوا بجوار الضعيف وأن ينصروا المظلوم وألا يتوانوا عن تلبية النداء من أجل الدفاع عن بلادهم، مؤكدا أن والده قام بتطبيق الحياة العسكرية في المنزل بقواعد مدنية وكان دائما يوصى بالإصرار والعزيمة والبحث عن تحقيق الأهداف دون انتظار النتائج وعدم التسرع في اتخاذ القرار.
وتابع: عندما كنت مجندا في القوات المسلحة كان زملائي يطلقون علىّ ابن البطل وفى الحياة المدنية أيضا ما زال زملائي ينادونني بابن البطل فما حققه والدي من انتصار هو وزملاؤه يعد بمثابة وسام على صدري ورسالة انتصار أقوم بنقلها إلى أبنائي لتظل وتحيا تلك الرسالة على مر العصور.
|