القاهرة 07 اغسطس 2024 الساعة 01:41 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
كانت الملاحة وبناء السفن في مصر القديمة من الأنشطة الحيوية التي ساهمت في تعزيز التجارة والاتصال بين مصر والمناطق المحيطة بها.
* تصميم وبناء السفن:
كان المصريون القدماء مهرة في بناء السفن وصنعها من خشب السنط المحلي والأرز المستورد من لبنان. وكانت السفن تُبنى باستخدام تقنيات متقدمة تتضمن تجميع الألواح الخشبية وربطها معًا بواسطة حبال وأوتاد. وكانت تلك السفن قادرة على التنقل في نهر النيل والبحر الأحمر والبحر المتوسط، ما ساعد في توسع التجارة والتبادل الثقافي.
* أنواع السفن:
تنوعت السفن المصرية القديمة بين السفن النهرية والسفن البحرية. وكانت السفن النهرية تُستخدم للتنقل على نهر النيل لنقل البضائع والناس، بينما كانت السفن البحرية تُستخدم للتجارة والبعثات الخارجية. كان بعض السفن البحرية كبيرًا بما يكفي لتحمل حمولات ثقيلة مثل الأحجار الكبيرة المستخدمة في بناء المعابد والأهرامات.
* الملاحة البحرية والبعثات التجارية:
أرسل المصريون القدماء بعثات تجارية إلى أماكن بعيدة مثل بلاد بونت (الصومال الحالية، أغلب الظن) للتجارة في البضائع الثمينة مثل البخور والتوابل والأخشاب النفيسة. وكانت تلك البعثات تعزز الاقتصاد وتوسع النفوذ المصري في المناطق المحيطة. ومن أقدم الأدلة على تلك البعثات هو مناظر الرحلة إلى بلاد بونت من عهد الملكة حتشبسوت على معبدها المعروف تحت اسم معبد الدير البحري.
* الأدوات والمعدات الملاحية:
كانت الأدوات الملاحية تشمل المجاديف والأشرعة والأدوات الفلكية لتحديد المواقع والاتجاهات. استخدم المصريون الأشرعة للاستفادة من الرياح، مما جعل السفن أكثر كفاءة في السفر لمسافات طويلة. وكانت المجاديف تُستخدم للتحكم في السفن في المياه النهرية. وكانت الأدوات الفلكية تساعد البحارة في توجيه سفنهم بناءً على مواقع النجوم.
كانت الملاحة وبناء السفن في مصر القديمة تمثل جزءًا أساسيًا من الحضارة المصرية، إذ ساهمت في تعزيز الاقتصاد وتوسيع العلاقات التجارية والثقافية مع الشعوب الأخرى.
|