القاهرة 06 اغسطس 2024 الساعة 11:00 ص
كتب/ صلاح صيام :
ملحمة أخرى من معركة العزة والكرامة قال عنها أحد أبطالها: تأهبنا للحرب بشعار "العرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة".
ولد البطل محمد العباسى فى 21 فبراير عام 1947 بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، ويروى قصة كفاحه العظيمة ومشاركته ضمن جنود مصر البواسل الذين ضحوا بأرواحهم لتحيا مصر قائلا "استدعيت للتجنيد فى 1 يونيو 1967 وذلك قبل حرب النكسة بأيام وفى بداية عام 1968 انتقلت إلى الإسماعيلية وخضت مع زملائى من الجنود المصريين للتدريبات العسكرية فى سلاح المشاة، حيث كانت التدريبات على حمل السلاح والتدريب على استخدامه ليلا ونهارا شاقة جدا.
ويؤكد "العباسى" أن حرب 67 كانت نكسة، وليست هزيمة لعدم التقاء الجندى المصرى بالجندى الإسرائيلى ويضيف فى تصريحات صحفية "الدم غلي فى عروقنا للانتقام وخاصة بعد استشهاد القائد العظيم عبدالمنعم رياض وتأثرنا بهذا الخبر مما زاد إصرارنا على الأخذ بالثأر من العدو الذى قام بضرب مدرسة بحر البقر ومصنع الحديد والصلب بأبوزعبل وبالفعل قمنا بزرع الألغام وراء خطوط القوات الإسرائيلية بعدما شاهدنا الاستفزازات التى كان يقوم بها الجنود الإسرائيليون حيث كانوا يكتبون لنا بالحصى والحجارة على خطهم الحصين على الضفة الشرقية ستظل مصر جثة هامدة، بالإضافة إلى جلوسهم برفقة الفتيات الإسرائيليات فى أوضاع مخلة.
وتابع: "كنا فى تلك الفترة نعمل كحراسة على قناة السويس لمنع أي جندى إسرائيلى من العبور أو التسلل إلينا، وكنا نرى اليهود يقومون بإنشاء خط بارليف أمام أعيننا، بالإضافة إلى إنشاء "دشم" حصينة وسط تأمين كبير من المدفعية والدبابات الإسرائيلية، ونحن لا نملك سوى السلاح الفردى، وكان لدينا أوامر بعدم إطلاق النيران عليهم إلا إذا فكروا فى العبور للضفة الغربية.
وأضاف: "كنا فى حالة غيظ وغضب شديدين لسلب الأرض المصرية الطاهرة من قبل حفنة لا تساوى شيئا من الصهاينة إلا أنه كان هناك عزيمة وإصرار وأمنيات بعودة أرض سيناء الحبيبة إلى حضن مصر الغالية فقررنا بقيادة الملازم أول محمد القصاص أسر بعض الجنود الإسرائيليين لإذلالهم وبالفعل اصطحب "القصاص" اثنين من القناصة واعتلى مبنى مستشفى هيئة قناة السويس وكمن به للاستعداد لإطلاق النيران على أحد كبار الزائرين للموقع الإسرائيلى وبالفعل تم قنصه وقتله وكوفئ الضابط والمجندون بمكافأة قدرها 50 جنيها فى حين كان راتب الجندى المصرى وقتها لا يتعدى 243 قرشاً وعندما علمت باقى المجموعات من الجنود المصريين بالمكافأة قاموا بتكرار العملية، وتمكنوا من أسر عدد من جنود القوات الإسرائيلية بالإضافة إلى تدمير 4 ناقلات ودبابتين.
وأشار إلى أنه أصيب فى تلك العملية فى قدمه اليسرى، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج ثم عاد إلى موقعه بعد تماثله للشفاء وواصل التدريبات العسكرية انتظارا ليوم الكرامة.
وأكد العباسى: "استفزازات الجنود الإسرائيليين مهدت لنا الطريق لخوض مرحلة جديدة من حرب الاستنزاف التى بدأت أول شرارة لها فى مارس 1968 وكنا نتدرب ليل نهار، ونقول إن العرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة"، لافتاً إلى أنه كان فى الموقع نمرة 6 بالإسماعيلية وفى هذا الوقت كان يبنى خط بارليف على الضفة الشرقية والذى كان يشرف على بنائه القائد الإسرائيلى حاييم بارليف، وقام بعمل 33 دشمة، وأطلق عليه خط بارليف الذى لا يقهر.
وأضاف: "مصر فى ذلك الوقت كانت فقيرة من السلاح، والجنود المصريون لم يكن معهم أسلحة كافية، ولكن كان القادة المصريون يكملون نقص السلاح بالتعليمات وبث الروح القتالية لدى الجنود وتثبيتهم بقول الله- تعالى-: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل..."، وظللنا فى فترة حرب الاستنزاف ندمر مواقع للعدو الصهيونى ونقتل منه جنودا كثيرة ونأسر آخرين وننتظر اللحظة الفارقة على أحر من الجمر.
وقال العباسى: "فى الأول من شهر أكتوبر 1973 قامت الوحدة بملحقاتها بعمل مشروع تكتيكى على مستوى الفرقة 18 بجميع الأسلحة من طيران ومدفعية ومشاة وصواريخ ودبابات حيث كان موقع الارتكاز فى البعالوة والقصاصين وأبوصوير، وتم التدريب على عبور الترعة الحلوة وكانت أمامنا أهداف عبارة عن دشم هيكلية وتعاملنا خلال ذلك المشروع بالذخيرة الحية، وهو الأمر الذى أسفر عن نسبة من الخسائر وبعد الانتهاء من المشروع واجتيازه بنجاح حثنا قائد الكتيبة على الإصرار والعزيمة قائلا: المشروع القادم هو عبور قناة السويس وعودة سيناء وسأله الجميع متى سيكون هذا اليوم فنحن فى انتظار إحدى الحسنيين: الشهادة أو النصر.
و نكمل القصة في الحلقة القادمة.
|