القاهرة 06 اغسطس 2024 الساعة 10:53 ص
نقطة في بَحـــــــــر ...................عِلم النفس
عن مقال بموقع مايو كلينك
ترجمة: د. فايزة حلمي*
هو اضطراب مُعقّد يتميز بالتعب الشديد الذي لا يمكن تفسيره بأية حالة طبية كامنة، والتعب قد يزداد سوءا مع النشاط البدني أو العقلي، ولكن لا يتحسن مع الراحة.
وتعرف هذه الحالة أيضًا بمرض الحساسيّة المفرطة للإجهاد العام:
systemic exertion intolerance disease (SEID) أو التهاب الدماغ النخاعي (ME).
سبب متلازمة التعب المزمن غير معروف، على الرغم من وجود العديد من النظريات - تتراوح بين العَدوى الفيروسية، والإجهاد النفسي، و يعتقد بعض العُلماء أن متلازمة التعب المزمن قد تنجم عن مجموعة من العوامل.
ولا يوجد اختبار لتأكيد تشخيص متلازمة التعب المزمن، لذا قد نحتاج إلى مجموعة متنوعة من الفحوصات الطبّية لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى التي لها أعراض مشابهة، يركز علاج متلازمة التعب المزمن على تخفيف الأعراض.
الأعراض قد تشمل:
إعياء، فقدان الذاكرة أو التركيز، التهاب الحلق، تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبطين.
الآلام غير المبررة للعضلات أو المفاصل، الصداع، النوم غير المستقر،
الإرهاق الشديد الذي يستمر لأكثر من 24 ساعة بعد التمرينات البدنية أو العقلية.
متى ترى الطبيب؟
يمكن أن يكون التعب من أعراض العديد من الأمراض، مثل الإضطرابات النفسية، بشكل عام، راجع طبيبك إذا كنت تعاني من التعب المستمر أو المفرط.
الأسباب:
يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمند، يعانون من فرط الحساسية حتى لممارسة التمارين الرياضية والنشاط الطبيعي، وهنا نتساءل: لماذا يحدث هذا في بعض الناس وليس لآخرين ؟! لا يزال السبب غير معروف، قد يولد بعض الناس مع الاستعداد لهذا الاضطراب، الذي يحدث بعد ذلك عن طريق مجموعة من العوامل المُحْتَملة، تشمل:
عدوى فيروسية: لأن بعض الأشخاص يصابون بمتلازمة التعب المزمن, بعد الإصابة بعدوى فيروسية، ويتساءل الباحثون عما إذا كانت بعض الفيروسات قد تثير الفوضى؟! وتشمل الفيروسات المشتبه بها "فيروس إبشتاين-بار، وفيروس القوباء البشري، وفيروسات سرطان الدم الفيروسي، إلّا أنه لم يتم العثور على رابط نهائي.
مشاكل نظام المناعة يبدو أن جهاز المناعة لدَى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن، ضعيف قليلاً، ولكن من غيْر الواضح، ما إذا كان هذا الضعف كافياً لإحداث الفوضى!!
الاختلالات الهرمونية: كما يعاني الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن في بعض الأحيان من مستويات غير طبيعية من الهرمونات المُنْتَجَة في منطقة ما تحت المهاد أو الغدد النخامية أو الغدد الكظرية، لكن دلالة هذه التشوّهات لا تزال غير معروفة.
عوامل الخطر تَشْمل:
العُمْر: يمكن أن تحدث متلازمة التعب المزمن في أي عُمْر، ولكنها تؤثر أكثر شيوعًا على الأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات من عُمْرِهم.
الجنس: يتم تشخيص النساء مع متلازمة التعب المزمن في كثير من الأحيان أكثر من الرجال ، ولكن قد يكون من المرجح أن النساء أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراضهن إلى الطبيب.
الضغط العَصبى: صعوبة إدارة الإجهاد، يمكن أن تسهم في تطوير متلازمة التعب المزمن.
مضاعفات:
تشمل المضاعفات المحتملة لمتلازمة التعب المزمن ما يلي:
كآبة، عزلة اجتماعية، قيود نمط الحياة، زيادة الغياب عن العمل.
التشخيص:
يجب على الطبيب استبعاد عدد من الأمراض الأخرى قبل تشخيص متلازمة التعب المزمن، قد تشمل هذه:
اضطرابات النوم: يمكن أن يكون سبب التعب المزمن هي اضطرابات النوم، يمكن لدراسة النوم تحديد ما إذا كان يتم تشويش الراحة بسبب إضطرابات مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو مُتلازمة تململ الساقين أو الأرق.
مشاكل طبية: يعد التعب من الأعراض الشائعة في العديد من الحالات الطبية، مثل فقر الدم، والسكري، والغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية). يمكن للفحوصات المعملية أن تتحقق من دمك بحثاً عن أدلة على بعض الأمراض المشتبه بهم.
أمراض القلب والرئة: يمكن أن تجعلك مشاكل قلبك أو رئتيك تشعر بمزيد من الإرهاق، يمكن لإختبار تمارين الإجهاد تقييم وظائف القلب والرئة.
قضايا الصحة العقلية: التعب هو أيضا من أعراض مجموعة متنوعة من مشاكل الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق، واضطراب المزاج ثنائي القطب والانفصام، يمكن أن يساعدك المعالج في تحديد ما إذا كانت إحدى هذه المشاكل تسبب لك التعب.
العلاج :
لا يوجد علاج تام لمتلازمة التعب المزمن، يركز العلاج على تخفيف الأعراض.
الأدوية: كثير من الناس الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن، يعانون أيضا من الاكتئاب، وعلاج الاكتئاب الخاص بك يمكن أن يجعل من الأسهل بالنسبة لك التعامل مع المشاكل المرتبطة بمتلازمة التعب المزمن، الجرعات المنخفضة من بعض مضادات الاكتئاب يمكن أن تساعد أيضًا في تحسين النوم وتخفيف الألم.
العلاج السلوكي المَعرفي: يبدو أن العلاج الأكثر فعالية لمتلازمة التعب المزمن، هو نهج ذو شِقّين يجمع بين التدريب المعرفي وبين برنامج رياضي لطيف.
التدريب المعرفي: يمكن أن يساعدك التحدث إلى أحد المعالجين على معرفة الخيارات المتاحة للتعامل مع بعض القيود التي تفرضها عليك متلازمة التعب المزمن، وتُمَكّنك مِن الشعور بتحكم أكثر في حياتك، وحينئذ يمكن أن يحسّن توقعاتك بشكل كبير.
تمرين متدرج: يمكن أن يساعد أخصائي العلاج الطبيعي في تحديد التمارين الأفضل لك، غالبًا ما يبدأ الأشخاص غير النشيطين بتمارين الحركة والتمدد لبضع دقائق في اليوم، إن زيادة شدة التمرين تدريجياً مع مرور الوقت قد يساعد على تقليل فرط الحساسية لديك لممارسة الرياضة.
الطب البديل:
تم تعزيز العديد من العلاجات البديلة لمتلازمة التعب المزمن، ومن الصعب تحديد ما إذا كانت هذه العلاجات تعمل بالفعل، جزئياً لأن أعراض متلازمة التعب المزمن غالباً ما تستجيب للأدوية.
التكيف والدعم:
تختلف تجربة متلازمة التعب المزمن من شخص لآخر، قد يساعدك الدعم العاطفي والمشورة العاطفية على التعامل مع حالات عدم اليقين والقيود الناجمة عن هذا الاضطراب.
قد يجدي الانضمام إلى مجموعة الدعم ومقابلة أشخاص آخرين يعانون من متلازمة التعب المزمن، مع ملاحظة أن مجموعات الدعم ليست للجميع، فقد تجد أن مجموعة دعم تضيف إلى إجهادك بدلاً من تخفيفه، جرّب استخدام حُكمك الخاص لتحديد الأفضل لك. (يتبع)
*استشاري نفسي وكاتبة/ مصر
|