القاهرة 04 اغسطس 2024 الساعة 01:54 م
بقلم: د. حسين عبد البصير
كانت صناعة البردي في مصر القديمة إحدى أهم الإنجازات التي ساهمت في تطور الكتابة والتوثيق ونقل المعرفة.
* مصدر نبات البردي:
كان نبات البردي ينمو بكثرة على ضفاف نهر النيل والمناطق الرطبة في مصر. ويُعد البردي (Cyperus papyrus) نباتًا مائيًا طويل السيقان. وكانت سيقانه تُستخدم لصناعة ورق البردي. كانت تلك الصناعة مزدهرة؛ نظرًا لتوفر المادة الخام بكثرة.
* عملية التصنيع:
كانت عملية تصنيع ورق البردي تتضمن عدة خطوات. كان يتم قطع سيقان البردي إلى شرائح طولية، ثم تُنقع في الماء لفترة قصيرة. وبعد ذلك، تُوضع الشرائح بشكل متقاطع وتُطرق بمطرقة خشبية لتتداخل الألياف وتلتحم معًا. وتُترك الشرائح لتجف تحت الضغط، مما كان ينتج ورقًا أملسًا وقويًا يُستخدم للكتابة.
* استخدامات البردي:
كان ورق البردي يُستخدم في مصر القديمة للكتابة والتوثيق. وتم استخدامه في كتابة النصوص الدينية والإدارية والأدبية، وكذلك الرسائل والعقود والسجلات الحكومية. وكانت هناك نصوص شهيرة مثل "كتاب الموتى" وبعض الأعمال الأدبية والتعليمية القديمة التي كانت تُكتب على ورق البردي.
* التجارة والتوزيع:
لم تكن صناعة البردي مقتصرة على الاستخدام المحلي فقط، بل كانت تُصدّر إلى مناطق أخرى في العالم القديم. وكان المصريون يصدّرون ورق البردي إلى مناطق مثل اليونان وروما القديمة؛ إذ كان يُعد مادة ثمينة للكتابة. وكانت التجارة في ورق البردي مصدرًا مهمًا للدخل ووسيلة لتوسيع التأثير الثقافي المصري القديم.
كانت صناعة البردي إحدى التقنيات البارزة في مصر القديمة. وقد لعبت دورًا حاسمًا في نقل المعرفة والثقافة والحضارة المصرية إلى الأجيال اللاحقة وإلى الحضارات الأخرى.
|