القاهرة 30 يوليو 2024 الساعة 11:43 م
حوار: سماح ممدوح حسن
من مؤسسة كان همها الأول القضاء على المركزية الثقافية، وخلق فعاليات فنية وثقافية يمكن لسكان المدن خارج العاصمة الاستمتاع والاستفادة منها، إلى مؤسسة تنطلق إلى الفضاء الإقليمي العربي.. نتحدث عن مؤسسة "مجراية" الثقافية بمدينة "ملّوي" بمحافظة المنيا، التى تعرض برنامجها للأفلام العربية، حيث ستعرض أفلام الدولتين ضيفا الشرف بالمؤسسة هذا العام، وهما "المغرب والجزائر".
فكرت إدارة المهرجان فى إلقاء الضوء على الذاكرة السنيمائية المغاربية، وفى هذا الإطار ستعرض المؤسسة يومي الخميس والجمعة فى الأول والثاني من أغسطس فيلمين متواليين من الدولتين.
وتعرض هذه الأفلام فى إطار تعاون جديد بين مؤسستي مجراية ووكالة "بهنا" بالإسكندرية، وعن هذا التعاون حدّثنا مؤسس ومدير مجراية "حمادة زيدان" وقال: "إن المنهج المتبع فى مجراية طوال الوقت هو محاولة توفير أفلام يكون لها حقوق، لأننا نعي تماما أن شاشات العرض لا بد أن يكون لها حقوق فنية، ووكالة بهنا جزء من أهم الكيانات الداعمة لشاشة العرض البديلة هذه، وكما تعاونا مع وكالة بهنا، تعاونا مع "زاوية" ومركز الصورة المعاصر cic وغيرها، وبهنا فى الأساس شركة توزيع وإنتاج، ونحن فى مجراية فخورين بإتاحة هذه الأفلام خاصة أنه كيان مستقل، وهذا أمر عظيم للتكامل ما بين الكيانات الثقافية المستقلة".
يضيف زيدان عن عرض الأفلام العربية في مجراية ويقول: "يعكس عرض هذه الأفلام اهتمامنا بالسينما عموما، وهى ليست المرة الأولى التي نعرض فيها أفلام غير مصرية، فقد سبق وعرضنا أفلاما فلسطينية ولبنانية، وكذلك يعرض برنامج نادي السنيما لدينا أفلاما لم تكن متاحة من قبل، ونحاول بذلك خلق فرصة للجمهور هنا للتعرف على تجارب مختلفة من السرديات الفنية".
ويتضمن برنامج مجراية "العرض الأول فى صعيد مصر" فيلمين: الفيلم الادأول مغربي بعنوان "أحداث بلا أدلة" إخراج مصطفى الدرقاوي، ويحكي عن مجموعة من السينمائيين الشباب يسألون الناس بالشارع فى الدار البيضاء عما يريدون أن تكون عليه السنيما المغربية، وتتطور الأحداث حتى الوصول إلى جريمة يساهم هؤلاء السينمائيون فى كشفها، ويعرض الفيلم فى السابعة مساء الخميس 1 اغسطس.
أما اليوم التالي، الجمعة، فهو يوم الفيلم الجزائري "سنوات المحبة" إخراج عز الدين ميدور، وفيه يستعرض المخرج صورة عن الاستعمار الفرنسي للجزائر فى قالب كوميدي، ويسلط أيضا الضوء على الإهانة والإذلال الذى تعرض له الشعب الجزائري خلال الاستعمار الفرنسي ولا تزال مخفية حتى اليوم.
الجدير بالذكر أن مؤسسة مجراية منذ نشأتها وهى تعمل على تطوير وتزويد برامجها وأنشطتها للصغار والكبار، وما بين إقامة ورش فنية وورش تمثيلية أنتجت وعرضت مسرحيات من صنع الدارسين فى هذه الورش، وأنتجت أيضا عددا من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة التى شاركت فى مهرجانات سنيمائية عربية كثيرة، بالإضافة إلى معارض للكتب وندوات فنية وأدبية استضافت خلالها العديد من الأدباء البارزين، حيث تحاول المؤسسسة وإدارتها تغيير الصورة فى المشهد الثقافي الإقليمي في مواجهة المركزية الثقافية المتركزة في العاصمة.
|