القاهرة 18 يوليو 2024 الساعة 07:51 م
كتب: د. ماهر أحمد سليمان
رواية (حديث الصباح والمساء) من الكتابات المتأخرة للأديب نجيب محفوظ، حيث كتبها عام 1987م أي قبل حصوله على جائزة نوبل بعام واحد، لذا جاءت الرواية تحمل خلاصة فكر وخبرة سنوات طويلة من الإبداع.
تتناول الرواية فلسفة الحياة والموت من خلال تتبع أسرة مصرية عبر خمسة أجيال، وقد تخلى نجيب محفوظ في هذه الرواية عن أسلوب السرد التقليدي، واعتمد فيها على تناول الشخصيات، وتتبع شجرة العائلة، كل شخصية على حدة، وجاءت شخصياتها مرتبة ترتيبا أبجديا، بدأها نجيب محفوظ بالحفيد وصولا إلى الجد في نهايتها.
تسير الرواية في عملية بحث دائم عن الأصل وأساس التكوين من خلال رحلة تمتد خلال قرنين من الزمان ،وهي رحلة يغلب عليها الجو الأسطوري؛ حيث تعمد نجيب محفوظ أن يتطرق في الرواية إلى ذلك العالم الغامض الذى ترسخ في ثقافة المصريين من خلال معتقدات عن الجن والأمور الخارقة للعادة والتنبؤ.
ولعل هذه الرواية من أنضج إبداعات نجيب محفوظ ، فالثلاثية درة إبداع الكاتب إلا أنها غلب عليها الطابع الوصفي والإسهاب في تحليل الخلفية التاريخية، أما روايتنا هذه فهي تحمل نظرة فلسفية عميقة استطاع الكاتب التعبير عنها من خلال واقع شديد المصرية ومفردات حياة تحمل الأصالة المصرية الخالصة.
تحولت الرواية إلى مسلسل من خلال معالجة درامية وسيناريو وحوار محسن زايد واستطاع زايد أن يحافظ على ذلك الجو الأسطوري للرواية وأن يبرز النظرة الفلسفية للحياة والموت، ولعلها من المرات النادرة التي نجد فيها عملا دراميا يلتزم صاحبه هذا الصدق وهذه الأمانة في معالجة درامية لعمل أدبي.
|