القاهرة 16 يوليو 2024 الساعة 11:49 ص
كتب: صلاح صيام
ولد البطل محمد حسين محمود مسعد، ابن قرية سنديون بالقليوبية، وهو أول شهداء القوات المسلحة في حرب أكتوبر، يوم 11 مارس عام 1944، وفى عام 1968 حصل على بكالوريوس الزراعة والتحق بالقوات المسلحة وتم تجنيده عام 1968 وتوزيعه على سلاح الاستطلاع بالجيش الثاني الميداني.
كان البطل ينظر لشقيقه الأكبر عبد الحميد بإعجاب عندما كان يراه بالزي العسكري والذي شارك مع القوات المدرعة المصرية ضد القوات الإسرائيلية في معركة جبل لبنى التي جرت عام 1967 والتي تدرسها الأكاديميات العسكرية. قال محمد لوالدته: "يا أمي سوف أحارب في معركة من أحسن المعارك وسوف تفوق المعركة التي اشترك فيها أخي عبد الحميد".
شارك البطل محمد حسين محمود مسعد في حرب الاستنزاف خلف خطوط العدو عدة مرات وتعلم اللغة العبرية لكي يعرف لغة العدو وألحق بفرق الاستطلاع المكلفة بالاستماع إلى الاتصالات اللاسلكية بين وحدات العدو الإسرائيلي لمعرفة اتجاهاتها ونواياها وأوضاعها وإبلاغ قيادة المخابرات العسكرية لتوجيه القيادة العسكرية العليا التي تدير المعركة للتصرف العاجل واتخاذ القرار المناسب. أخبر البطل القيادة عن وجود مواسير النابالم التي أمدتها إسرائيل أسفل مياه قناة السويس قبل معارك أكتوبر 1973 لتحول صفحة المياه إلى جحيم إذا فكر جيشنا المصري في اقتحام قناة السويس.
وبعد أن أدى البطل محمد حسين محمود مسعد تجنيده خرج إلى الحياة المدنية عقد قرانه على مدرسة تعمل في مدرسة سنديون الإعدادية في الثاني من أغسطس عام 1973، ولم يمكث مع عروسه إلا ايامًا قليلة واستدعته القوات المسلحة وأثناء وداعه لعروسته قال لها "اشعر أننى على ابواب عالم جديد يضاء بقناديل من نور.. عالم يسبح فيه كل شيء في حواصل طيور خضراء مغردة.. فسامحينى على فراقك السريع فأنا اشعر أن وطني يناديني وحدتي العسكرية بحاجة إلى".
وبعد أن وصل إلى وحدته قام بمهامه الاستطلاعية ورصد القوات الإسرائيلية وأبلغ عنها.. وفى الأول من شهر رمضان عام 1393 هجريا تم السماح له بزيارة أسرته وفى المساء عاد إلى وحدته وأثناء وداع زوجته قال لها: (اوعى تنسى قراءة الفاتحة وخلى بالك من نفسك)، وقام بعد ذلك بتقبيل أمه الحاجة زينب علم، وقال لها "ادعيلي يا أمي أنا وزملائي على الجبهة مصر وأولادها محتاجة دعواتكم"، وخرجت كل العائلة تودعه وهذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها العائلة لوداعه منذ التحاقه بالخدمة العسكرية وكان البطل يعلم أن هذا الوداع هو الوداع الأخير له مع أسرته.
وعندما اندلعت المعارك يوم السادس من أكتوبر عام 1973 كان البطل (محمد حسين محمود مسعد) ضمن الصفوف الأمامية الأولى لقواتنا الضاربة في مواجهة العدو الإسرائيلي. يذكر أن البطل قام وبمهارة الجندي المصري الجسور تعامل البطل مع القوات الإسرائيلية وما هى إلا سويعات حتى استشهد بمنطقة التمساح بسيناء، وكانت آخر إشارة بعث بها إلى قائده: "العدو يا فندم على بعد 10 أمتار".
وفى الرابع والعشرين من شهر يونيو عام 1974 أرسل وزير الحربية نعيا إلى والدته ( زينب محمد علم) وفى العام نفسه قامت أسرة البطل الشهيد بنقل جثمانه من مقابر الشهداء إلى مقبرة خاصة بسنديون وخرجت جموع الأهالي في موكب مهيب يهتف: لا إله الا الله الشهيد حبيب الله .
وذكر شقيقه أحمد مسعد، أن البطل الشهيد عندما تم نقل جثمانه كان كما هو وكأنه توفى بالأمس وكانت رائحته تفوح عطرا ومسكا... أما سلاحه فقد أصابه بعض الصدأ، وسجل بالموسوعة العالمية كأول شهيد على أرض سيناء خلال معارك أكتوبر 1973.
وكرم البطل الشهيد "محمد حسين محمود مسعد" من قبل الجهات الرسمية وتحدثت عنه وسائل الإعلام وأذكر منها: مجلة النصر في عددها الصادر في شهر سبتمبر عام 1975 ومجلة المصور في عددها الصادر في أكتوبر عام 1975
|