القاهرة 04 يوليو 2024 الساعة 04:51 م
حوار: سماح ممدوح حسن
أنطلقت فاعليات الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان المسرح الجامعي الدولي بمدينة الدار البيضاء المغربية، خلال الفترة من 1 يوليو وتستمر إلى 7 يوليو لعام 2024. تحت شعار"المسرح والجنون".
اعتاد هذا المهرجان وعلى مدار 36 عاماً استقبال العروض المسرحية الجامعية من المغرب وجميع دول العالم. و يستضيف المهرجان هذا العام عروضا من مصر وألمانيا وأندونيسيا وكلومبيا وأرمينيا وكوريا وإسبانيا، بالإضافة لعروض مسرحية لطلبة الجامعات المغربية.
وفى حوار خاص لمجلة مصر المحروسة مع المسؤول الإعلامي للمهرجان السيد"أحمد طنيش" سألناه عن تفاصيل المهرجان:
فى البداية أود أن أعرب عن إعجابي بفكرة مسرح دولي للطلبة الجامعيين، مما يدل على اهتمام الدولة بالمسرح الجامعي، وإدراكها أن الجامعة نبعاً للإبداع المسرحي ونبعا للفنون عامة.. لذا نريد أن نعرف بداية هذا المهرجان وكيف بدأ؟
يعتبر المسرح الجامعي في المغرب محطة هامة ومفصلية، وهناك بعض المرجعيات الحديثة تشير لظهور تجارب سميت بالمسرح الجامعي في الخمسينات من القرن الماضي.
لكن تجربة المسرح الجامعي الحديث والحالي انطلقت بمبادرة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء في سنة 1988، وهي سنة مفصلية فى التاريخ الفني المغربي سبقها حراك فني وثقافي طالبت فيه النخبة بحياة ثقافية تمثل الموروث وتاريخ مسرح الهواة الذي أفل في بداية الثمانينات، ومع هذه اليقظة الآتية بمبادرة جامعية كانت نهضة المسرح الجامعي الذي أعاد الحياة إلى تجارب الممارسين والجامعيين وتحركت الجامعة المغربية. ومن نتائج ذلك دخول الدرس المسرحي إلى رحاب الجامعة وصولا إلى تخصيص وحدات دراسية بل تخصصات في نظام الإجازة والماستر والدكتوراه.
لفت انتباهي أول الأمر شعار المهرجان"المسرح والجنون" فما هي دلالة العنوان، ولماذا هذا العنوان بالتحديد وإلى ما يرمز؟
عندنا في الدار البيضاء جناح في أكبر مستشفى لمن يعاني من اضطرابات نفسية ما ورقم هذا الجناح 36، من ثم أصبح نعت لكل من يعاني حالة نفسية ب 36، حتى وزعت دلالة هذا الرقم على معظم مدن المغرب، بمعنى أنه روج للدلالة المعنوية للرقم، من ثم حينما وصلنا إلى الدورة ال 36 ذهبنا مباشرة إلى دلالة الرقم، ومن ثم اقترحنا عنوان "المسرح والجنون"، للعلاقة الجدلية للإبداع والحلم والميتافيزقا وما فوق العقل والعجائبي والغرائبي.
هل اختيار شعارات للمهرجان بهذا التميز سمة للمهرجان طوال السنوات الماضية؟ وماهى أبرز الشعارات وإلى ماذا ترمز أيضا؟
كل دورة من دورات المهرجان يُختار لها شعار دالاً، وقد سبق لنا أن اخترنا المسرح والحلم، لعلاقة المسرح بالحلم الذي يخاطب الإبداع، وهناك شعار عن المسرح والبعد النفسي والاجتماعي، والذي خاطبنا فيه تقرير السُنة الاجتماعية بالمغرب وتزامن الشعار مع الأوضاع النفسية والاجتماعية، ولا ننسَ الشعار الأول الذي انطلق به المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، وهو "تلاقح الثقافات وحوار شبيبة العالم عبر الخلق والإبداع"، وما زال المهرجان يستحضر البعد من هذه الشعار في كل دوراته وكأنه الشعار الدائم والقائد للفكرة والتصور.
بصفتك أحد القائمين على مهرجان دولي للمسرح، برأيك لماذا لا يحظي المسرح فى الوطن العربي بنفس المكانة التى تحظى بها السنيما مثلا؟
بعيدا عن العلاقة بين المسرح والسينما، وأسس الفرجة، وأن المسرح هو المدرسة، والفن الحي والحيوي، فإن للسينما سحرها وطقوسها، حيث لها حياة في لحظة الإنجاز إلى لحظة المونتاج والتركيب الكامل نحو التوزيع، لتصبح لها حياة أخرى بين حياة موثقة في شريط وتلقي مباشر لموثق آخر.
لذا أرى أن موقع المكانة والاهتمام بين المسرح والسينما، له علاقة بالإنتاج والتوزيع والمجال الاقتصادي، كون السينما مجال مربح وله دخل وقد وصل إلى الصناعة الثقافية لكن المسرح بقي في محطة المختبر الثقافي ولم يُستغل اقتصاديا، والدليل رخص المسرح انتاجا وغلاء السينما.
ما الذى يحتاجه العرب لازدهار الابداع المسرحي، أو"أبو الفنون" كما نقول فى مصر؟
أرى أن مصر مدعوة لعودة وهج مسرحها التجريبي، الذي يجرب في كل مكونات المسرح، كما أن المغرب يحتاج هو الآخر أن يرفع من إيقاع المسرح الجامعي والمدرسي والشبابي، ويحتاج المسرح في كل الدول العربية لدعم الدولة لهذا الإبداع، وأن يكون الدعم كبيرا وعلى عدة مستويات ليتأهل المسرح إلى الصناعات الثقافية.
برأيك أي الدول العربية نستطيع أن نقول أنها حاليا تعيش عصر ازدهار مسرحي؟
أرى أن البحرين والشارقة تحديدا، باسم الهيئة العربية للمسرح، تعيش نهضة مسرحية على مستوى المبادرات التنظيمية، ومنها مهرجان المسرح العربي الذي ينظم كل سنة في دولة عربية، وقد اقترح اليوم العربي للمسرح وشجع على التأليف ويقوم بدورات تكوينية، وقد كون مؤخرا مجلس أمناء ضم فعاليات مسرحية من معظم الدول العربية، لتفكر وتخطط مسرحيا..
ماهى المميزات التى يقدمها القائمون على هذا المهرجان لصناع المسرح القادمين لعرض أعمالهم؟
هو مهرجان طلابي جامعي بالأساس، يوفر الإقامة الكاملة واستضافة الفرق المسرحية طيلة أيام المهرجان، ويحدد لجنة تحكيم دولية متخصصة لتقييم العروض وتتويجها، ومن عادات المهرجان تنظيم ورشات عمل مسرحية وندوة دولية حول المسرح، وهذه السنة تنظم ندوة من مدخل الشعار: "المسرح والجنون"
كيف تجدون الإقبال على عروض المسرح من الجمهور المغربي؟
الإعلان عن العروض المسرحية يبدأ بفضاء الجامعة وبكل جهات الدار البيضاء، باعتبار أن الدار البيضاء المغربية عاصمة اقتصادية ومونوبول، بالإضافة إلى ذلك فهي عاصمة ثقافية من خلال الدينامية التي يمارسها المبدعون في شتى المجالات، من ثم تعرف عروض المسرح الجامعي الذي أصبح فرجة نوعية في الشكل والمضمون، إقبالا جماهيريا..
كم عدد المسارح التى تستعد لاستقبال عروض مسرحية دولية تابعة للمهرجان؟
تسعة مسارح عبر جهة الدار البيضاء ـ سطات وبتنسيق مع مجلس جهة الدار البيضاء سطات، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة..
عندما تعلنون عن بدء استقبال طلبات الاشتراك بالعروض، هل تجدون عددا كبيرا من الدول مقبلة على الاشتراك بهذا المهرجان؟ وكيف يعرفون عن بداية الدورة كل عام؟ مواهى شروطكم لقبول العمل المسرحي المشارك؟
المسألة تتم مثل باقي المهرجانات، نفتح طلب استقبال العروض، ونستقبل عددا كبيرا من الطلبات مع تسجيل فيديو للمسرحية، يخصص لهذا الأمر لجنة اختيار التي تختار العروض المسرحية الجامعية التي تتوافق مع الشروط الفنية والتقنية، مع العلم أننا نفكر في شبكة المهرجانات لتسهل المأمورية على مستوى الاختيار والبرمجة.
والجدير بالذكر أن مصر تشترك فى هذا المهرجان الطلابي الدولي بعرض مسرحي بعنوان"سالب صفر" يقدمه طلبة جامعة عين شمس، والعرض من بطولة فريق التمثيل بالجامعة.
|