القاهرة 02 يوليو 2024 الساعة 01:56 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
ها نحن نعود من جديد، نتحدث عن اليوم وغدا، وعن أحلامنا التي تطال عنان السماء، وقلوبنا التي تهفو للحظة من الهدوء والطمأنينة وراحة البال..
حاولت قضاء الأيام الماضية بمعزل عن كل شيء، فرضت على نفسي عطلة إجبارية، اعتزلت فيها كل شيء، الهاتف، والميديا، ووسائل التكنولوجيا على اختلاف أنواعها.. تفرغت للقراءة الحرة، والثرثرة مع المقربين، تزامنا مع احتفالاتنا بعيد الأضحى المبارك المعتادة، من تجمع أسري عقب أداء صلاة العيد، والتنزه لساعات برفقة أبناء العائلة، ومشاهدة الأضاحي واللعب مع الأطفال التي تبدو السعادة في أعينهم وهم يرتدون الملابس الجديدة التي تكاد أن تشم منها رائحة الفرحة باستقبال العيد..
تزينوا بكل ما بهم من براءة، ولماذا لا يفعلون وهو العيد الذي يعني فرح في الأرض وسعادة في السماء.
عزيزي عمر خورشيد،،
كعادة أيامنا على ظهر هذا الكوكب، لا بد أن تصبح سعادتنا ناقصة!
تداول الجميع أخبار ومقاطع فيديو مصورة لوضع مأساوي أصاب ضيوف الرحمن من الجنسيات كافة في المملكة أثناء أداء فريضة الحج..
لا أدري كيف أبدأ؟! هل أبدأ بانتقاد أوضاع الحجيج التي آلمتنا جميعًا، حيث تصادف وجود حجاج بأعداد كبيرة دون ترخيص مشروع وضد قوانين المملكة، ورغم ذلك سمحت لهم السلطات بأداء الفريضة وسط حالة من الفوضى والاستهتار، مما أدى إلى وفاة العديد منهم!
اتخذت الدولة المصرية إجراءات حاسمة بعد فتح التحقيقات، وقضت بإيقاف تجار الأحلام، حيث تم إغلاق ما يزيد عن 600 شركة سياحة ومكاتب خاصة بهذا الشأن..
مصر لم تتخل عن أبنائها، بل أبنائها هم من تخلوا عن الالتزام بالقواعد بفضل تجار الدين والأوهام، فهؤلاء تربوا على اعتقاد أظنه خاطئ، نابع عن مقولة أو حديث قد يكون ضعيف السند أو معدوم السند، تداوله البسطاء كعادة أغلب الشعائر والمعتقدات الدينية التي يتوارثها الجميع ويروج لها تجار الدين..
أظن أن ما يقال لا أساس له من الصحة ولا ينتمي لأي دين، أنهم يوقنون بأن "من يقضي نحبه هناك يدخل الجنة دون حساب"!!
عزيزي عمر خورشيد،،
بدأ فصل الصيف بأيامه الملتهبة وأشعة شمسه الحارقة، ورطوبته الخانقة، لا أخفي عليك أني أكره هذه الأجواء..
نتيجة لارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة، اتخذت الدولة -وعدة دول- خطوات لتخفيف الأحمال عن الكهرباء، فالموارد الاقتصادية - من وقود بصفة خاصة- التي تمول هذه المحطات تقطعت بها السبل بسبب الحرب وإيقاف التصدير وخلافه..
سادت حالة من السخط وحالة من الحنق طالت الجميع، لا أنكر أن الجميع طاله الأذى، لكن يظل وسط العتمة نور، فقد فتحت الكنائس ودور العبادة والمقاهي والمكتبات العامة أبوابها أمام أبطال
?: الثانوية الذين يخوضون صراعا مع كل شيء!
مع الوقت، مع المحيطين، مع أنفسهم، ومؤخرا مع الطقس!!
يؤدي أبناؤنا امتحاناتهم هذه الأيام وسط انقطاع فوضوي للتيار الكهربائي في شتى المناطق والمحافظات..
توقفت كثيرًا أمام مبادرة الكنائس بصفتهم أول ما بادر ونفذ هذه الخطوة البناءة، وتساءلت لماذا أبدو سعيدة هكذا بهذا الشأن؟!
ألسنا نسيجا واحدا؟! أليسوا أخوتنا في بناء هذا الوطن؟!
كلما حاولوا الوقيعة بيننا ازدنا تماسكا..
إنها في رباط إلى يوم الدين..
عزيزي عمر خورشيد،،
اسمح لي من خلالك أن ندعو لماما منى بالشفاء العاجل، هي ليست فقط والدة صديقتي، بل إنها أمي، أمنا جميعًا، لا أبالغ عندما أصفها دوما بأنها ملاك يسير ويعيش بيننا..
كلما رأيتها وسمعت صوتها كلما شعرت أن الكون ازداد ضياءً، وحبا، وسلاما، وبركة..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير لنكتب من جديد..
|